.إجابتي كاملة في موضوع دراسة حالة الدرجة الأولى
تعتبر الصعوبات الدراسية أدى أهم أسباب تسرب المتعلمين من الصفوف الدراسية، انها بحق رافد هام من روافد الهدر المدرسي، وجب التعامل معه بما يستحق من الاهتمام و حالة خالد تعتبر واحدة من هذه الحالات التي سنتطرق إليها بالدراسة و التحليل محاولين ملامسة موضوع الصعوبات الدراسية و تأثيراتها على نفسية المتعلمين و على مسارهم الدراسي.
1 تحديد الحالة : يعاني هذا المتعلم من التعلثم و عسر في القراءة أو ما يصطلح عليه بالديسليكسيا و تنضوي تحتها أشكال كثيرة من المشاكل المتعلقة بالنطق كالتلعثم و التأتأة و التمتمة .. و كلها اضطرابات ناتجة عن خلل في النطق أثناء القراءة و التكلم...
هذه الصعوبة القرائية أصبحت سببا في مشاكل أخرى:
الانطواء و النفور من العمل في مجموعات..
كثرة التغيبات و ظهور البوادر الأولى للتسرب الدراسي..
و السبب: إهمال المدرسين لحالته و عدم الاكترات لها ، سخرية الزملاء من قراءته و تكلمه..
2 دراسة الحالة: لدراسة هذه الحالة أختار المحور الثالث : أخلاقيات المهنة بمجالاته الفرعية الثلاث، و أضيف اليها المجال الفرعي الأول من المحور الرابع : ا
1_ دراسة الحالة من خلال المجال الفرعي الأول من المحور الرئيسي الثالث : مواثيق حقوق الطفل الوطنية و الدولية : ان المواثيق و المعاهدات الدولية التي صادق عليها المغرب و تعهد بتطبيق بنودها كاتفاقية حقوق الانسان و اتفاقية حقوق الطفل تكفل لهذا المتعلم حق التعلم في بيئة تربوية سليمة خالية من كل أشكال العنف و الاكراه و الاستغلال..
و الذي يعانيه خالد هو نوع من أنواع العنف :
عنف رمزي مصدره سخرية الزملاء سواء بحركات كالضحك ،..
و عنف لفظي من خلال قذفه بنعوت و كلمات..
و عنف نفسي: بسبب الاهمال و التهميش من طرف مدرسيه الذين لك يكترتوا لمشكلته و أزمته..
حق الطفل في الرعاية الأسرية و الاهتمام: الأسرة أيضا لم تهم بمشكل ابنها .
2 _ دراسة الحالة من خلال المجال الفرعي الثاني من المحور الرئيسي الثالث: أخلاقيات مهنة التدريس.. ان اهمال المدرسين لمشكلة خالد يتعارض مع أخلاقيات و واجبات المهنة المفترضة في كل مدرس:
الاحتضان و المصاحبة
الرعاية و الاهتمام الحماية من كل أشكال العنف و التهديد
المساعدة على تخطي المشاكل و الصعوبات الدراسية منها و النفسية و الاجتماعية..
و هذا المدرس أخل بواجبه الأخلاقي التربوي و الانساني تجاه هذا المتعلم على مستويين:
أولا : لأنه لم يعر اهتماما لمشكلته التي باتت تشكل خطرا كبيرا على حياته الدراسية.. و ثانيا : لأنه لم يحمه من جماعة الفصل التي تشكل مصدر عنف رمزي و لفظي ..
3_ دراسة الحالة من خلال المجال الفرعي الثالث من المحور الرئيسي الثالث : الحياة المدرسية.. الممارسة البيداغوجية و التواصل داخل القسم .. الحاجيات النفسية و الفيزيولوجية و المعرفية للمتعلمين..
ينص الميثاق الوطني للتربية و التكوين على ضرورة تمتيع المتعلمين بحياة مدرسية سليمة، و آمنة يتلاقح فيها المعرفي بالنفسي و الاجتماعي ليعطينا متعلما يتمتع بالستقرار النفسي و الاطلاع المعرفي قادرا على التواصل مع الآخرين و التعبير عن آرائه باستقلالية
و هذا ما لا تتمتع به حالة خالد التي تعيش حياة مدرسية متأزمة و منفرة ..
ان الأطفال لا يتعلمون الا إذا توافرت الشروط الصحية لذلك: كالشعور بالأمن و الاستقرار و الثقة بالنفس و التعزيز و التحفيز و الاهتمام .. و كلها حاجيات ضرورية للتلاميذ و تحضرني هنا قولة الفيلسوف سقراط: كيف أعلمه و هو لا يحبني.
لكن خالد و رغم اجتهاده و تميز ذكائه في كل المواد، لكن لا أحد من المدرسين حاول بدل مجهود لمساعدته في مادة القراءة و التعبير ..
4_ دراسة الحالة من خلال المجال الفرعي الأول من المحور الرئيسي الرابع: علم النفس الاجتماعي دينامية الجماعات التواصل و التنشيط.. لا يخفى على أي مدرس أهمية علم النفس الاجتماعي و ما يقدمه للمدرس من أبحاث و دراسات تساعده على فهم خصائص جماعة فصله و تسييرها بنجاح، وإضفاء الجو التربوي الحميمي و الأخوي عليها..
نلاحظ أن جماعة الفصل هاته تجهل مبادئ العيش الجماعي، و مبادئ التسامح و تقبل الغير و التعايشو السبب قد يرجع الى طبيعة القيادة التي يعتمدها المدرسون في هذا الفصل و التي تبدو قيادة تقليدية يغيب فيها الانفتاح على حياة المتعلمين و مشاكلهم و ترتكز فقط على الجانب المعرفي.. و هذا يتعارض مع مواصفات القيادة التربوية الحديثة التي تعتمد الحوار و المحادثة و أسلوب المقابلة و جمع المعلومات
و لا ننسى أهمية دفاتر التتبع الفردي التي أصدرتها الوزارة و ما لها من أهمية في هذا الصدد، إذ تخول للمدرسين أخذ معلومات عن متعلميهم معلومات تخص كافة الجوانب
لكن خالد لم يستفد من ذلك، و لم يتكبد أحد من مدرسيه عناء النظر في دفتر تتبعه أو في بحثه الاجتماعي أوالسؤال عنه و مسك معلومات من مدرسي السنة الماضية.
3 _ بعض الحلول التربوية و البيداغوجية المقترحة لهذه الحالة : إن اقتراح الحلول مرتبط جدا بمعرفة الأسباب التي قد تتعدد وتختلف و يمكن إجمالها في :
أسباب نفسية كالخوف و الخجل : مساعدته من خلال التقرب إليه ، فتح حوارات حميمة معه لاستشعاره بالأمن و إعادة الثقة إلى نفسه، تشجيعه و تحفيزه على القراءة رغم التلعثم و دفع الأقران الى احتوائه و مساعدته على تخطي مشكلته
أسباب عضوية مشكل في جهاز النطق: ربط الاتصال بأسرته و إحالته على طبيب مختص في جهاز النطق
أسباب اجتماعية كالمشاكل بين الأبوين الطلاق أو موت الأقارب : من خلال البحث الاجتماعي و من خلال الاتصال بالأسرة العمل على تحسيس الأسرة بمخاطر ما يعيشه ابنها في البيت من مشاكل على مساره الدراسي، و ذلك حتى تنتبه اليه و لمشاعره ..
أسباب تربوية تربوية : تفريق التعلمات و التنويع في أساليب تعليم القراءة لهذا المتعلم فالمعروف أن الأطفال الذين يعانون من الديسليكسيا أو عسر القراءة يحققون تقدما خلال تدربهم على القراءة عن طريق أشرطة كاسيت ، أسجل النص و أمنحه له ليتدرب على القراءة معه أي في نفس اللحظة باعتماد القراءة المصاحبة أو المرافقة تحت اشراف أسرته و أصحح قراءته في اليوم الموالي..
أستعمل الأناشيد لدورها في التشجيع على الترديد و تجاوز عائق الخجل..
إقحامه في العمل بالمجموعات تدريجيا من خلال إضفاء الحميمية و الأخوية على مناخ الفصل و دعوة الزملاء إلى تقبل مشكلته ..
العمل على أن يستفيد من الدعم التربوي في مادة القراءة.
إن حالة خالد و ضعتنا أم الخطر الكبير الذي تشكله الصعوبات الدراسية على حياة المتعلمين النفسية و الاجتماعية ، و كذا على مسارهم الدراسي، و كمربين وجب أن نقف وقفة جد تجاه مشاكل و صعوبات متعلمينا ، و العمل على تشخيصها مبكرا قبل أن تتفاقم و تتحول إلى أزمات و عقد تدفع بالمتعلمين إلى التسرب و الانقطاع و من تم تعرضهم لمخاطر الانحراف ..
و الله ولي التوفيقف
الأستاذة مريم الوادي
نيابة تاونات
0 Comments
السلام عليكم و مرحبا بكم يمكنكم التعليق على أي موضوع ،شرط احترام قوانين النشر بعدم نشر روابط خارجية سبام أو كلمات مخلة بالآداب أو صور مخلة.غير ذلك نرحب بتفاعلكم مع مواضيعنا لإثراء الحقل التربوي و شكرا لكم.