الأساتذة يغشون في الإمتحان المهني

الإدارة سبتمبر 11, 2013 سبتمبر 11, 2013
للقراءة
كلمة
0 تعليق
-A A +A

  • الأساتذة يغشون في الإمتحان المهني


    محمد بلحاج

    (مرت الامتحانات المهنية لهذه السنة وكان الغش سيدها وولي أمرها .
    لقد اضحى الغش في الامتحانات المهنية من طرف الاساتذة ظاهرة تستدعي منا الوقوف والتمعن والتأمل فيما وصلنا اليه من منحدر خطير بامتياز .
    فترى الاساتذة يدخلون قاعات الامتحان وهم مستعدون له بكل ما أوتوا من عتاد المعرفة من كتب و"حروز " وهواتف وكل التقنيات التي ابدع فيها تلامذتهم .)

    استوقني هذا المقال الذي وجدته مكتوبا على حائط أحد المجموعات لا داعي لأذكر اسمها ولا اسم صاحب المقال لأنه لن يفيدنا في شئ ولكن المهم عندي أنني سأناقش الفكرة،،،

    فصراحة أتمنى أن يعي المسؤولون عن وضع الإمتحانات المهنية أن تلك الإمتحانات لن يجيب عنها في بعض الأحيان حتى أصحاب النظريات التربوية والبيداغوجيات حتى وإن سمحنا لهم بإدخال وثائقهم وكتبهم (الفلسفية) التربوية ،،،فعساك باساتذة غالبيتهم لم يدرسوها منذ تخرجهم من مركز التكوين ومنهم من لم يدرسها حتى ،،، وأغلبهم لم يتلق فيها اي تكوين وحتى إن تلقوه فغالبية المفتشين المكونين يأتي ليسرد على مسامع الأساتذة ما تم نقله من تلك الكتب الفلسفية (كتب فلسفية أكثر منها تربوية) في ساعة أو ساعتين ،،،يسرد دون أن تكون له هو الآخر رؤية واضحة عما يريد إيصاله للأساتذة ،،،غموض في غموض،،،،
    فينصرف المفتش ليتلقى تعويض التكوين والتنقل وينصرف الأستاذ بتهمة التكوين وأي تكوين ؟؟؟،،،،ومن طرائف الأمور أحيانا أن يكون المفتش هو المستفيد من الأساتذة من حيث فهم موضوع التكوين ،،،

    بالله عليكم هل الأستاذ مطالب بان يُدَرِّسَ التلاميذ (وهنا لن أدخل في تفاصيل العدد والظروف والتجهيزات والقسم المشترك والسكن وبعده عن مقر العمل و و )،،،ينجز الجدادات ،،،يضع التقويمات (الفروض والإمتحانات)،،،يصحح تلك التقويمات،،،يجمع النقط ،،،يقوم بالدعم ،،،يواكب تعثرات التلاميذ ويحاول تصحيحها ،،،،و و و و ،،،ثم يطلب منه أن يقرأ كتب علماء التربية والمنظرين البيداغوجيين والفلسفة وعلم الإجتماع والكتاب الأبيض والميثاق الوطني للتربية والتكوين ،،،،،،، وما إلى ذلك ليجتاز هذا الإمتحان المسمى المِهَني

    ،،،،أنا لن أسميه امتحانا مِهَنيا ما دام الأمر هكذا بل سأسميه امتحانا مُهينا ومُذلا للأستاذ ،،،سأسميه عقوبة وانتقاما ،،،سأسميه استهزاءا بالأستاذ ،،،،

    لماذا يُحاسب الأستاذ إذا قام بوضع امتحان أو فرض للتلاميذ وهم لم يدْرُسُوه ،،،،بل يعاب عليه ذلك ،،،وحتى أخلاقيا وتربويا لا ينبغي أن يسمح للأستاذ ضميره بفعل ذلك ،،،التلميذ يجب أن يختبر في شئ تلقاه على يد استاذه خلال حصص التدريس ،،،وينبغي أن تكون الأسئلة واضحة
    فنفس الأمر ينبغي أن يكون بالنسبة للأستاذ في الإمتحان المهني ،،،،وهنا يجب أن أتكلم قليلا عن ما يسمى عندنا في المغرب (بالمفتش ) إسم لا يليق تربويا (حسب ما أره أنا على الأقل ،،،يجب تغيير الإسم من مفتش إلى مساعد تربوي أو مرشد تربوي )،،،،
    المفتش هو مفتش عن عيوب الأستاذ وهفواته ،،،،هكذا هو المفتش في المغرب باستثناء ثلة من المفتشين المخلصين في عملهم حتى لا أعمم وحتى لا أظلم المخلصين منهم في عملهم
    فعوض أن يكون هذا المفتش بمثابة المساعد التربوي للأساتذة يقدم لهم يد العون ويمدهم بالوثائق التربوية اللازمة لمساعدتهم في مسارهم المهني نجد عددا منهم لم يره الأستاذ ما يزيد عن 6 سنوات ومنهم من لا يعرفه الأساتذة حتى،،،ناهيك عن المحسوبية والزبونية التي تشوب نقطة المفتش والمعايير المعتمدة لمنح هذه النقطة ،،،كلام كثير في هذا الصدد أظن أن الإخوة الأساتذة يعرفونه ولا داعي لأن أدخل في تفاصيله،،،
    كيف يمتحن الأستاذ في اشياء لم يتلق عنها تكوينا ولا دعما من طرف المفتشين ،،،أضف إلى ذلك أن الوزارة هي الأخرى لم تصدر هذه السنة الأطر المرجعية للإمتحان المهني التي تحدد للأساتذة الإطار الذي عليهم احترامه في هذه الإمتحانات ،،،،لست أدافع عن هنا عن الغش ولا أطالب بشرعنته حتى لا يفهمني البعض فهما خاطئا وإنما أردت أن أقول رفقا بالأساتذة أيها المسؤولون ،،،،،،،
    فقبل أن نحاسب الأستاذ عن الغش يجب أن نحاسب من غش الأستاذ أولا ،،،فالأستاذ قبل أن يغش موٍرس عليه الغش من قبل المفتش ومن قبل الوزارة الوصية ،،،كيف ؟؟؟ لن أدخل هنا أيضا في التفاصيل لأني أحسب أن لكم من المعرفة بهذه الأمور ما يكفيكم ويغنيكم عن شرحي
    في نظري كان الأحرى أن يسمحوا للأساتذة باستعمال الوثائق والمراجع التربوية،،،ليس فيها أي عيب ،،،فالأستاذ في خضم عمله اليومي مع التلاميذ وتعبه في سبيل أن يتلقو تعليمهم على أحسن ما يرام ،،،+ وقت الراحة البيولوجية والوقت المخصص لأفراد عائلته + قلة التكوينات أو انعدامها ،،،،ينبغي أن تؤخد كل هذه الأمور بعين الإعتبار ،،،فهو في الأخير إنسان من لحم ودم ،،،يتعب بعد الإنتهاء من عمله ،،،وربما هو الموظف الوحيد الذي يشتغل في المدرسة ويتبعه عمله إلى المنزل أيضا ،،،،،الأستاذ ليس آلة او روبو أو سيبيرمان،،،،
    ما العيب إن أخذنا بعين الإعتبار هذه الأمور وأعطيناه امتحانا مهنيا في المتناول ،،،وسمحنا له حتى بإدخال الوثائق ،،،حتى نضمن له فرصة كبيرة للنجاح ،،،ألن يكون له هذا حافزا على بذل المزيد من الجهد في سبيل خدمة الأجيال ،،،ألن يكون هذا على الأقل حافزا معنويا له؟؟ ثم حتى نضمن مبدأ تكافؤ الفرص أيضا بين كل الأساتذة الذين يجتازون هذا الإمتحان المهين عبر ربوع الوطن ( ) ،،،
    لماذا دائما نقوم بقمع الأستاذ وإلصاق كل التهم المشينة به وتشديد الخناق عليه وكأننا في حرب ضروس معه،،،

    رفقا بالأساتذة أيها المسؤولون ،،،،رفقا بمن يحرق زهرة عمره وشبابه خدمة لأبناء الشعب
    ،،،رفقا رفقا رفقا يرحمكم الله

    ملحوظة ،،،

    أعتذر إن كانت هناك ركاكة في الأسلوب أو أخطاء إملائية ،،،
    كلام كثير كان علي إضافته لكن أترك للإخوة المجال للتفاعل والإنتقاذ وإضافة ما يمكن إضافته

    وتحية تربوية عالية للجميع

شارك المقال لتنفع به غيرك

إرسال تعليق

0 تعليقات


 

  • انشر مواضيعك و مساهماتك بلغ عن أي رابط لا يعمل لنعوضه :[email protected] -0707983967او على الفايسبوك
     موقع الأساتذة على  اخبار جوجل - على التلغرام : المجموعة - القناة -اليوتيب - بينتريست -
  • 1141781167114648139
    http://www.profpress.net/