بالنضال او بان المعلم انسان

الإدارة نوفمبر 11, 2013 نوفمبر 11, 2013
للقراءة
كلمة
0 تعليق
-A A +A


احاول منذ شهرين اكمال روايتي ولكن لا اجدني سوى منكبة على التفكير في حلمي, هاجس يراودني منذ شهور !!! افكر في مستقبل جديد وواقع متغير، افكر اذا كنت استطيع الكتابة بالفرنسية ان درستها في الثانوية، افكر اذا كنت استطيع ابراز طاقاتي مع تلاميذي في الثانوية، افكر اذا كنت ساتغلب على طيش المراهقة و المراهقين، افكر اذا كنت ساقبل في المباراة الاخيرة التي اجتزتها !! و جاءني الخبر و انا متجهة الى منزلي، املة بعضا من الراحة و استيعاد نشاطي في ايام العطلة : الو غزلان.- نعم من؟ - انا صديقك داود الذي درس معك في الجامعة – اه كيف حالك اخي؟ - بخير،اتصل بك كي اهنئك بمناسبة نجاحك؟ - ماذا تقول لا افهمك؟ - لقد اجتزت الشق الكتابي في مباراة اساتذة التعليم الثانوي، اهنئك و اتمنى لك التوفيق في الشفوي..- شكرا لك داود شكرا لقد اثلج صدري اتصالك فانا حقا لم اكن اعلم – حسنا الى اللقاء و بالتوفيق.
و استمرت التهاني، و استمرت المكالمات و استمر فرحي و حلمي يكبر و انصب تفكيري حول الشق الشفوي و حول التكوين و حول التعيين ,,, و هكذا الى ان ذهبت لسحب الترخيص الذي يخول لي اجتياز المباراة النهائية, فاجاني رد المسؤول : عليكم العودة بعد يومين سندرس الملفات !! انتابني شعور بالتشاؤم و لكني حاولت التغلب عليه ثم اقنعت نفسي ان في ذاك خير و علني ابلغ مرادي بعد يومين. الا ان اسماعي صدمت باقوال و اخبار تتراوج حول منع المعلمين من اجتياز المباراة، ادركت ان احساسي كان عميقا و لكني لم ابعد الامل !! و عدت بعد يومين و خاب ظني و ظن زملائي !! فبالفعل منعنا من اجتياز المباراة، و رايت احلامي تنشق و رايت واقعي اسودا و رايت نظرات انكسار في اعين العديدين. و لكن لم تتمكن عزيمتنا من الهروب و قررنا المطالبة بحقنا, اجتمعنا امام المقر المسؤول و بدانا نردد الشعارات و بدات روح الاتحاد تسري في جسدي و بدات ارى الاصرار على وجوه زملائي... قضينا يومين بليلتهما هناك و تعرفت على اصدقاء جدد, كل يحكي عن ظروف عمله بالفيافي و عن الصعوبات التي يمر بها و عن الامال الكبيرة التي يضعها في تلك المباراة و كانها مصباح علاء الدين ستخلصه من كل المعاناة او بعضها او لسوف تعرف حياته بعض التغيير بدل الموت الذي يعيشه !!!
ومن اشد ما اتعسني هو دموع زميلة و هي تروي قصة ابنها الذي فارق الحياة !! لقد ضحت بابن في شهره الرابع بعد ان كانت متجهة الى مقر العمل !! تمشي لمدة اربع ساعات في منطقة جبلية وعرة، لا يؤنسها سوى حمار يحمل امتعتها و صاحبه الذي يتقاضى اجرا ليوصلها, الطريق ينعم ببعض النباتات فقط و لا تجد اي منزل على حافتيه, تمشي و تمشي و رضيعها بيديها !! فجاة تغيم السماء و تسود الحياة بعينيها، و تهطل السماء و تذرف هي دموع الحزن ، و تصب الامطار بكثافة و لا تبحث سوى عما يحمي ابنها و تدعو ان تفتر السماء !! و لكن الحظ العثر لم يسمع نداءها استمرت الامطار، و تبلل الحمار و تبلل صاحبه، و تبللت هي و تبلل الكتكوت الصغير و تجمد بردا و بدا يطلق صراخا مؤلما و لم تحس بالطريق، تجري ودموعها تجري الى ان وصلت المنزل، غيرت لابنها و ارضعته و حاولت تدفئته الى ان احست بصمت تنفسه !!! حملنه و حاولت مداعبته ولم يحرك ساكنا !! ازدادت دقات قلبها و عيناها جحظتا و نادته : محمد محمد ولم يفتح عينيه !! جرت الدموع بعينيها و طلقت صراخا مؤلما اثار انتباه كل الحاضرين المضربين بالقاعة !! لقد مات طفلي لقد مات طفلي لقد مات طفلي، و جرت الدموع في اعين كل الحاضرين المضربين بالقاعة !!!! حاولت احدى الصديقات تهدئة روعها، بينما حاول زميل مناقشة حقوقنا الضائعة في محاولة منه لتغيير الجو المازوم الراهن : -كما ترون اخواني، لقد فقدنا املنا في الانتقال و حرمنا من الدراسة كما حرمنا من الترقيات و الان يحاولون منعنا من حقنا في تغيير بعض من وضعنا في هذه المباراة، علينا ان نستمر في النضال علينا ذلك !!! بدا البعض يردد الشعارات و البعض ينظر بتاسف الى السيدة الثكلى و هي تبكي و البعض يحاول ترميم زجاج امله المنشق. يومان و التعب لا يفارقنا و الانهزام يحاول التسلل لداخلنا و تصفق يدانا و يردد الاشعار فمنا و الصبر و الحق يحاول هزيمة عياءنا، الى ان قررنا خوض النضال في العاصمة الادارية !! و لا نستطيع التنبؤ بما قد يحصل و لا نستطيع قطع الامل و لا نستطيع اقناع المسؤولين الا بالنضال او بان المعلم انسان فلا تقفوا امام طموحاته و حقوقه!!!اما بالنضال او بان المعلم انسان !!!

بقلم الأستاذة غزلان قتور

شارك المقال لتنفع به غيرك

إرسال تعليق

0 تعليقات


 

  • انشر مواضيعك و مساهماتك بلغ عن أي رابط لا يعمل لنعوضه :[email protected] -0707983967او على الفايسبوك
     موقع الأساتذة على  اخبار جوجل - على التلغرام : المجموعة - القناة -اليوتيب - بينتريست -
  • 1141781167114648139
    http://www.profpress.net/