معاناة معلمات بضواحي ابن سليمان

الإدارة November 19, 2013 May 03, 2023
للقراءة
كلمة
0 تعليق
-A A +A

معاناة معلمات بضواحي ابن سليمان
___________________________
معلمات بضواحي ابن سليمان يحملن أطفالهن على ظهورهن أثناء تعليم التلاميذ

قررت معلمتان بإحدى المناطق النائية بإقليم ابن سليمان ، الاستنجاد بالمكتب الإقليمي للجمعية المغربية لحقوق الإنسان ، و طلب المؤازرة من أجل إنقاذهما من جحيم البعد و تدهور المسالك و التنقل اليومي و الشتات الزوجي ، و طالبت المعلمتان بإيجاد حلول للصعوبات الجمة التي تحول دون قيامهما بمهمة التدريس بالعالم القروي. من جهته ، أدان محمد متلوف رئيس الجمعية الحقوقية ذاتها ، ما اعتبره إهمالا و تحقيرا للأسرة التعليمية ، مطالبا بمنح الشغيلة التعليمية حقوقها كاملة من أجل الحصول على تعليم جاد و تنموي. و إذا كانت بعض المناطق النائية بالمغرب أصبحت معروفة بقسوة طبيعتها و أجوائها على المعلمات ، و خصوصا الحوامل و المريضات و المتزوجات المبعدات عن أزواجهن ، بالنظر إلى عدد الانتهاكات الجسيمة التي تذهب بعض المدرسات ضحية لها ، لإغن تواجد تلك المناطق بإقليم ابن سليمان الذي يتوسط العاصمتين الإقتصادية و الإدارية ، يطرح أكثر من سؤال حول مدى جدية القائمين على الشأن التعليمي ببلادنا . فعلى بعد حوالي أربعين كلم من مدينة ابن سليمان ، و على الحدود مع مدينة الكارة التابعة ترابيا لإقليم برشيد ، تثير انتباهك الجبال و الهضاب المخيفة ، و خلفها تم نصب إحدى الفرعيات المدرسية ( تافرانت) ، التابعة لمجموعة مدارس بئر قطارة التابعة لنيابة التعليم ابن سليمان ، و التي تشتغل بها ثلاث معلمات ، اثنتان منهن لما طفلان رضيعان في شهرهما السادس.
إلى ذلك أشارت المعلمتان (م.ل) و (ف.أ) في شكايتهما إلى الجمعية الحقوقية ، إلى انعدام وسائل النقل القانونية ، مما يجعلهما تحت رحمة ممتهني النقل السري ، الذين يستعملون سيارات تستهلك غاز البوتان ، و تشتغل بقنينات غاز المطبخ من الحجم الكبير. و أوضحت المعلمتان أن السائقين يستغلون بعد المدرسة عن الطريق المعبدة بحوالي 8 كلم ، و غياب أي منافس لهم ، فيفرضون أثمنتهم الخاصة ، مؤكدتين أن الرحلة الواحدة ذهابا و إيابا من المدينة إلى المدرسة ، تكلف 250 درهما لكل معلمة ، و هذا مايجعلهما يبتن بعض الفترات داخل سكن وظيفي غير لائق بالمدرسة ، فتضطر المعلمتان إلى اصطحاب طفليهما إلى المدرسة ، و حملهما فوق ظهورهما أثناء إلقاءهن الدرس ، و رعايتهما بالتوازي مع تعليم تلاميذ الفصل.
هذا ، و قالت المعلمتان في شكايتهما : " عنما يمرض أبناؤنا نجد صعوبة في علاجهما و شراء الأدوية لهما ، نظرا لعدم وجود صيدلية و لا مستوصف بالقرب من الفرعية " و تابعتا مؤكدتين " أن الطريق التي نسلكها غير معبدة ، و يتصاعد الغبار إلى داخل السيارة فيتسبب لنا في حساسية الجهاز التنفسي و خاصة بالنسبة للطفلين ".
ليس هذا فقط بل إن ضعف البنية التحتية للمدرسة ، زاد من إحباط المعلمتين ، حيث انعدام الماء الصالح للشرب ، و كشفتا أنهما تضطران إلى شراء الماء للطهي و الشرب ، و أن كلفته تصل إلى 300 درهم أسبوعيا. إضافة إلى انعدام الكهرباء بالمؤسسة ، حيث تلجآن ليلا إلى ( الشمع ) ، من أجل إعداد و تعبئة المذكرة اليومية و تحضير الجذاذات ، كما أن معلممتين من المعلمات الثلاث تعانيان من ضعف البصر. كما يصعب عليهن وفق ما جاء في الشكاية ، التدريس بالوسائل البيداغوجية الحديثة . و انتقدت المعلمتان غاب مطعم مدرسي ، و جمعية الآباء ، و أكدتا بخصوص السكن الوظيفي أن الوضع غير لائق بأسرة تعليمية محترمة ، لأنه غير صحي و غير آمن ، كما أنه عبارة عن بناء مفكك ، لايتوفر على قناة لتصريف المياه العادمة ، كما أكدت المعلمتان أن الحجرات غير مجهزة بوسائل تعليمية صالحة للتدريس تمكنهما من خلق ظروف تساعد التلميذ على التعلم الجيد.
يبدو أن معاناة نساء التعليم اللواتي يشتغلن بالعالم القروي لن تنتهي ، رغم الوعود التي أطلقت في عهد وزير التربية الوطنية السابق و رئيس الحكومة الحالي ، و رغم التعاطف الذي أظهرته عدة جهات معنية إزاء النساء ضحايا التعيينات و التنقيلات العشوائية ، دون اعتبار لأدنى شروط العمل و الحماية الاجتماعية و الاقتصادية و الصحية و الأمنية . معاناة جعلت المعلمات ( أستاذات التعليم الابتدائي ) ، يعشن ظروفا قاسية تصعب مجاراتها حتى من طرف الذكور ، ينضاف إليها تعرضهن للابتزاز و التحرش و الاغتصاب و السرقة في عملهن و سكنهن و تحركاتهن اليومية

عن جريدة الأخبار ، عدد 310 : الاثنين 18 نونبر 2013
ابن سليمان - بوشعيب حمراوي

شارك المقال لتنفع به غيرك

Post a Comment

0 Comments


 

  • انشر مواضيعك و مساهماتك بلغ عن أي رابط لا يعمل لنعوضه :[email protected] -0707983967او على الفايسبوك
     موقع الأساتذة على  اخبار جوجل - على التلغرام : المجموعة - القناة -اليوتيب - بينتريست -
  • 1141781167114648139
    http://www.profpress.net/?hl=en