ابراهيم الجابري ـ هبة بريس
قال الدكتور عبد العلي الودغيري، إن الحديث حول اعتماد الدارجة في المدرسة العمومية، يعتبر كلاما سخيفا. وذلك خلال فعاليات المؤتمر الدولي، التي تنظمه جامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس، وكلية الآداب و العلوم الإنسانية ظهر-مهراز، شعبة اللغة العربية و آدابها، بعنوان ''اللغة العربية و آدابها في الجامعة..التراث و الامتداد''. وستستمر إلى 3أيام.
واعتبر، الأستاذ في كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط، في محاضرته الافتتاحية للمؤتمر والتي بعنوان"اللغة العربية ولغة التدريس"، أن نشوء جذور الصراع اللغوي ينشأ عنه صراع ثقافي مما يؤدي في نظره، إلى شرخ كبير في المجتمع؛ معناه أن التنمية في خطر، موضحا أن التنمية تحتاج إلى تماسك اجتماعي؛ وهذا لن يتم إلا عبر التدريس باللغة الوطنية.
وتساءل الأستاذ في ذات المحاضرة، "متى نوحد هذا المجتمع لغويا"، مٌؤكدا أن التدريس باللغة الوطنية في التعليم يأتي دوره على مستوى الإبداع والإنتاج العلمي والفكري.
وفي إجابته عن سؤال " هل العلة في اللُغة العربية الفصحى "، أوضح الأستاذ المحاضر أن الإشكال الذي يؤثر على مكانة اللغة العربية، هو سوء تكوين المدرسين وعدم تأهيلهم علميا وبيداغوجيا، مشير إلى أنه كان في السابق الحصول على شهادة التبريز في علم التدريس شرطا لولوج المدرسة العمومية، وهو ما تغير بحسبه، منذ أن أضحى الاحتجاج في الشارع يؤدي مباشرة الى التدريس دونما تكوين كاف.
وعزا كذلك الأستاذ، أسباب تراجع اللغة العربية، إلى تخلف أساليب التعليم ووسائله البيداغوجية والديداكتيكية، مٌركزا على ظاهرة الاكتظاظ في المدرسة العمومية التي تأتي على سؤال الكيف؛ أي الجودة، مُضيفا إلى ذلك تخلُف طرق التقويم والامتحانات، بحيث –يقول- بمعدل 6 على 20 أصبح التلميذ أو الطالب ينجح ويسمح له بالانتقال إلى المستوى التالي.
كما تناول بالتحليل تراجع الدور التثقيفي والتربوي لوسائل الإعلام من خلال الإعلان والإشهار، ووصفها بوسائل لتخريب اللغة، مُشيرا إلى أن هذه الوسائل تقوم بتشويه خطير للغة، مٌتسائلا "متى يعود للإعلام دوره المٌكمل للمدرسة."
كما دعا الدولة إلى الالتفات إلى الوضعية المٌزرية للمدرس، كي ينهض بمهامه التربوية، مُضيفا أن كثرة اللغات وتزاحمها، ساهم بحسب منظوره في حصول (تخمة اللغات)، الشيء الذي أثر بشكل سلبي على الارتقاء باللغة العربية.
كما وقف على تخلف طرق تدريس اللغة العربية في طريقة وصفها، قائلا "العيب في طرق التدريس"، كما لم يفته الإشارة إلى سوء التدبير والتسيير(طنجرة التجارب) في مخططات التعليم؛ بمعنى أن يأتي وزير جديد يلغي ما كان قد قرره من سبقه من مخططات ومشاريع.
وعبر ذات المحاضر عن حسرته لما آلت إليه المدارس الخصوصية؛ بحيث صارت مدارس تجارية بامتياز، مُشيرا إلى أن هناك من تتلقى أموال مشبوهة لضرب اللغة العربية.
ودعا نفس المحاضر، ذوي الحرقة على اللغة العربية إلى فتح مدارس حرة لتعليم اللغة العربية، وقال إن التكوين باللغة الأم يكون سببا في فشل التعليم عندما لا يحسٌن تعلمها بالطرق البيداغوجية المٌناسبة.
وأفاد كذلك أن اللغة العربية تحيا بالاستعمال، وتموت بالإهمال، داعيا إلى إدخالها إلى مجال العلوم والتقنيات.
وردً على الذين يقولون أن اللغة العربية، لغة استعمار ولغة وافدة ومفروضة، وتساءل في ذات السياق، "من فرض عليكم هذه اللغة" هل طارق بن زياد، هل إدريس الأول، هل المٌوحدون، مشددا على أن اللٌغة العربية لا تضايق أي لغة، من اللغات.
واعتبر أن دعاة الدارجة، عندما عجزوا عن مهاجمة اللغة العربية الفصحى، لجؤوا إلى القول أن اللغة العربية معقدة وصعبة، وأنها لغة نخبوية غير مفهومة للعموم، وأن اللغة العربية عاجزة وقاصرة عن مٌسايرة الركب الحضاري للأمم، ومستجدات البحث العلمي.
وأرجع ذات المتحدث، هذه الحملة الشرسة على اللغة العربية إلى استكمال هؤلاء الفرنكفونيين لجهود المستشرقين، وحصر المحاضر هدفهم في إحلال لغة أجنبية محل اللغة العربية، مضيفا أن هؤلاء الفرنكفونيين يستغلون التعليم الأولي لأنه غير تابع لوزارة التعليم لتوجيه ذوق واتجاه الطفل إلى حب اللغة الأجنبية.
وذكر ذات المحاضر أن دعاة الهوية الوطنية الإسلامية، حققوا نصرا مٌبينا سنة 1990 عندما تخرج أول فوج يحمل بكالوريا معربة.
ويأتي هذا المؤتمر الدولي، في خضم الجدل الذي أثارته مذكرة عيوش، التي يدعو فيها إلى اعتماد الدارجة كلغة في المدرسة العمومية.
0 تعليقات
السلام عليكم و مرحبا بكم يمكنكم التعليق على أي موضوع ،شرط احترام قوانين النشر بعدم نشر روابط خارجية سبام أو كلمات مخلة بالآداب أو صور مخلة.غير ذلك نرحب بتفاعلكم مع مواضيعنا لإثراء الحقل التربوي و شكرا لكم.