صلاح التعليم بالزرواطة

الإدارة ديسمبر 10, 2013 ديسمبر 10, 2013
للقراءة
كلمة
0 تعليق
-A A +A

  • عبد الكريم فكري 
     
     صلاح التعليم بالزرواطة

    يبدو أن قرار الاقتطاع من أجور الموظفين المضربين عن العمل لم يشفي غليل بنكيران، فأمر صديقه وزير الداخلية التكنوقراطي بردع كل من تسول له نفسه أن يقف بشارع محمد الخامس للتظاهر. ولا يمكن وصف ما تعرض له الأساتذة حاملي الشواهد أمام ال
    برلمان من تعنيف وتنكيل وسب من طرف رجال الأمن إلى بالبربرية والهمجية. ويبدو أن السيد رئيس الحكومة قد فهم جيداً خطاب الملك الأخير حول التعليم، فبدأ في إصلاح المنظومة التعليمية بالزرواطة اقتداءً بمقولة « كاد المعلم أن يكون رسولاً »، واقتداءً بقريش وقوم عاد وتمود وكل الشعوب التي واجهت الرسل بالتنكيل والضرب والتعذيب.

    وبما أن التعليم هو أهم قطاع تعول عليه الأمم لبناء مستقبلاتها، فإن السيد رئيس الحكومة ووزرائه أعطوا ما يكفي من الأهتمام لهذا القطاع ووضعوا تحت اشارته وحدة خاصة من رجال الأمن تسهر على ممارسة جميع أشكال الإهانة في حق رجال التعليم، بدل حمايتهم مما يتعرضون له من اعتداءت داخل المؤسسات التعليمية. وبذلك تكون الحكومة قد دشنت مسلسل الإصلاح الذي سيجعل المنظومة التعليمية من أرقى المنظومات في العالم من حيث عدد الإعاقات والعاهات المستديمة والإعتقالات التي يتعرض لها رجال التعليم عند المطالبة بحقوقهم.

    وصراحةً ما تعرض له نساء ورجال التعليم من إهانة بشارع محمد الخامس ما هو إلا دليل قاطع على النظرة الدونية التي يحملها المسؤولون المغاربة لنساء ورجال التعليم، الذين من المفروض أن يتلقوا أكبر الأجور وأحسن التعويضات لأنهم هم المسؤولون اليوم عن تكوين مستقبل المغرب. لكن للأسف، تبقى المقاربة الأمنية هي الحل الأسهل لجميع المسؤولين الضعفاء الغير قادرين على إيجاد الحلول المناسبة والذين لا يملكون سوى شعارات فارغة بعيدة عن الواقع يرفعونها في كل مناسبة انتخابية لتنويم الناخبين والضحك على ذقونهم.

    والغريب في الأمر هو أن الحزب الحاكم اليوم في المغرب معظم أطره من رجال التعليم، وحتى رجال التعليم الغير متحزبين تعاطفوا مع الحزب في الأنتخابات الأخيرة وصوتوا له بكثرة، ليتفاجأوا اليوم بتنكر رئيس الحكومة ووزرائه لمطالبهم بل وتعنيفهم بشكل مهين وحاط بكرامتهم. والغريب أكثر في الأمر هو أن رئيس الحكومة كان يدير مجموعة مدارس خاصة قبل تحمله مسؤلية الحكومة، أي أنه على دراية بمشاكل القطاع ومهنيي القطاع.

    الحاصول إذا لم تستحي فاصنع ما شئت أ سي بنكيران، وببساطة لا يمكن للمواطنين البسطاء أن ينتظروا شيئاً من حكومة لا تقدر نساء ورجال التعليم

شارك المقال لتنفع به غيرك

إرسال تعليق

0 تعليقات


 

  • انشر مواضيعك و مساهماتك بلغ عن أي رابط لا يعمل لنعوضه :[email protected] -0707983967او على الفايسبوك
     موقع الأساتذة على  اخبار جوجل - على التلغرام : المجموعة - القناة -اليوتيب - بينتريست -
  • 1141781167114648139
    http://www.profpress.net/?m=0