العنف ضد الأستاذ: اغتيال للقيم

الإدارة ديسمبر 11, 2013 مايو 03, 2023
للقراءة
كلمة
0 تعليق
-A A +A

العنف ضد الأستاذ: اغتيال للقيم
وفاء بنيس
سلا – MWN عربية
في خضم المعاناة وضغوط الحياة اليومية التي يقاسيها المعلم، إستفاقت الشريحة التعليمية على وقائع مؤلمة ألمت بمجموعة كبيرة من إخوانها وأخواتها في الحقل التربوي جراء مطالبتهم بحقوقهم القانونية،الحق في الترقية. ترى ما فحوى تدخل الأمن في مثل هاته المطالبة المشروعة؟ هل هي مقاربة تأديبية لمن يرفض الإستسلام والخضوع؟ هل نسير في إتجاه تقنين العنف ضد الأستاذ؟ أم مؤشر عن فساد المنظومات التربوية السابقة؟

إن المتتبع للنازلة لا يمكن له أن يسلم بالعار الذي لحق بشباب وشابات، رواد المدرسة وخبراء المعرفة، أعمدة بنيان هذا البلد وصناع السلاح المعرفي والثقافي لشعب وأمة لهما من الكرامة والشرف ما يسع لمناهضة هذا البهتان. ألا يكفي ما يهم به على مر الأيام من هموم وأضرار تعجزه في ريعان شبابه وربيع قوته؟ إنه الموت البطيء والضرر الخفي الذي يلازم الأنفس الشريفة في صمت.
لقد أبانت الأحداث المؤلمة، تدخل قوات الأمن، عن حقيقة النظرة الدونية التي ينعت بها موظفوا قطاع التربية والتكوين وعن فحش استعمال العنف واستخدام السلطة لردعهم لمجرد مطالبتهم بحقوقهم. فلا يمكن أن نفسر ما يدور على التوالي في ساحات الإعتصامات، من إعتداء وظلم وتعسف إلا بالرغبة في طمس آمال مربيي الأجيال والتنكر لمجهوداتهم النبيلة في تعليم وتوجيه أبناء شعبهم.
إنها لحقا خيانة في حق المعلم، لا تليق بالمواطن الصالح، فلابد من أن نستشعر مدى خطورة هذا الفعل العنيف، ونؤمن بأهمية الخطيئة المرتكبة في حق صانع وحامي العقول، الذي يتفانى في تأدية واجبه بكل غال ونفيس من أجل نشر العلم وتهذيب النفس وتعديل السلوك، والقضاء على الجهل والشر.
فالمعلم دئما وأبدا سيبقى نموذجا يحتذى به لدوره الجسيم المتمثل في بناء وتشكيل عقول الأجيال الصاعدة، وتنمية قدراتهم وسلوكاتهم للتعامل مع المجتمع. إنه بمثابة حلقة وصل بين المجتمع، التلميذ وأسرته لا نستطيع أن نستغني عنه، فهو مصدر العلم والمعرفة والقدوة.
إن مهنة التدريس ليست بالهينة والبسيطة. لكي يستطيع المعلم أن يمارس سلطته على إدارة الفصل والقيام بعمله على أكمل وجه، يتطلب ذلك إعداده إعدادا نفسيا ليصبح أكثر إتزانا ليتمكن من التعامل مع الضغوط النفسية الملقاة على عاتقه. وإذا كان الأمر كذلك، لِمَ نتنكر بكل هذه الجهود وكل هاته الحقائق ونتجاهل حقوقه البسيطة، العيش بكرامة وعزة؟ إلا إذا عتبرنا أن مهنة التعليم كغيرها من المهن، وظيفة لا أقل ولا أكتر، تؤدى  لأجل مقابل مادي فحسب.
نعم إن ما يقع في الساحات العمومية من مواجهات ومشادات بين الفئة المتضررة والقوى الأمنية لخير دليل على فشل المنظومات السابقة في إعداد عقول سوية وأفراد سلميين تحترم عالمها ومعلمها، بل تؤكد مدى فحش الأخلاق ووحشية العناصر المتدخلة في غياب قوانين تحمي الأستاذ.
إذن ألم يحن الوقت لتنسيق الجهود والعزم للدفاع عن مهنة التعليم والحفاظ على شرف المعلم؟ ألا تعد مهنة التدريس من أشرف المهن وأسمى الرسالات؟ متى نرجع للقيم  الأخلاقية ونعمل على شيوعها ؟ ولماذا لا يتم الحرص على توفير الرعاية للعاملين بقطاع التربية والتكوين؟
يكفيك فخرا أختي المعلمة، أخي المعلم، يا ورثة الأنبياء والرسل وتحية لكل مجاهدة ومجاهد في سبيل نشر العلم والخير والسلام.

شارك المقال لتنفع به غيرك

إرسال تعليق

0 تعليقات


 

  • انشر مواضيعك و مساهماتك بلغ عن أي رابط لا يعمل لنعوضه :[email protected] -0707983967او على الفايسبوك
     موقع الأساتذة على  اخبار جوجل - على التلغرام : المجموعة - القناة -اليوتيب - بينتريست -
  • 1141781167114648139
    http://www.profpress.net/