الاحتجاج على "مسار" ....يفضح المسار
يوسف أبال-جريدة الأستاذ
بدءا من ذيل الأسبوع المنصرم،وإلى حدود الآن، عرفت الساحة المدرسية ،"الثانويات" بالأساس، موجة من الاحتجاجات "التلاميذية" وذلك على خلفية "معارضتها" للبرنام الذي اعتمدته المؤسسات التعليمية كآلية لمسك نقط المراقبة المستمرة و الامتحانات المحلية ومعالجتها في آخر المطاف نزولا عند "قرار" الوزارة الوصية المنظم لهذه العملية بكل أطوارها.
ومن الملفت للنظر ، أن هذه الاحتجاجات – التي أخذت في الامتداد – جاءت بعد ما أثاره "برنامج مسار" من لغط و أخد ورد في "المكاتبة" و "المشافهة" بين الأطر الموكل لها تنزيله في رحاب إدارات المؤسسات التعليمية، و أقصد هنا بالذات، المدراء و المديرات، كما يمكننا سحب هذا الكلام على الاساتذة و الاستاذات الذين لم يستثنيهم "البرنامج" من لمسة يد على الأقل.
وعطفا على ما سلف، يحق لنا التساؤل عن العلاقة الكامنة وراء لغط "المعنيين وظيفيا" بتنزيل "برنامج مسار ألتقييمي" و ما شهدته وتشهده الساحة المدرسية من احتجاجات "تلاميذية".
لاشك أن مسألة "اللغط" التي أثارها "البرنامج" في صفوف المدراء خاصة و الأساتذة عامة، قد نجد لها مسوغات و منطلقات دافعة نحوها. فجدة "البرنامج" هي وحدها كافية بإثارة ذلكم "النقاش" بين المعنيين به – أي البرنامج- علاوة على طبيعته "الرقمية" و نحن نعرف التأخر الحاصل في هذا المجال لدى فئة عريضة من المنتمين لرحاب "التعليم" وكذلك يمكن اعتبار إطلاع العديد من "المعنيين بتنزيل البرنامج" على بعض "الثغرات" التقنية و المنهجية كانت عاملا وراء نشوء ما اشرنا له سلفا "باللغط/النقاش" بين الأطراف المعنية.
إذا، فالضجيج "المعرفي" الذي ولده "برنامج مسار" في صفوف المعنيين به من داخل الاسرة التربوية، هو يجد عديدا من المنافذ التي دخل منها، كما يلفي عدة منطلقات انبثق من خلالها، وقد حصرنا بعضها اعلاه. ليبقى السؤال المطروح بحدة هو: من أين استمدت احتجاجات المتعلمين نارها ؟ ما هي الأرضية التي انطلقت منها هذه الاحتجاجات، وما طبيعتها؟.
استنادا على استطلاع للرأي قمت به شفهيا مع عينة من المتعلمين الذين يعينيهم أمر "الإحتجاج" وكذا ما جمعته من ملاحظات حول بعض المنشورات الإعلامية التي تهم موضوع احتجاج التلاميذ على "برنامج مسار" ،أمكنني ان ابدي مجموعة من الملاحظات و الأحكام ، و التي هي بالمناسبة تتسق مع التحليل السالف الذكر.
في إطار البحث عن الخلفية المعرفية للتلاميذ بهذا "البرنامج" اتضح لي جليا أنها مستمدة من بعض الأفواه المنتمية للمنظومة التربوية و الإدارية بداخل المؤسسات، وتتعلق أساسا هذه الخلفية بمسألة "التنقيط"؛ حيث شاع لدى جمهور "التلاميذ" بأن "برنامج مسار" أتى بإفك عظيم والذي هو "ضرب نصيب المتعلمين من النقط الإضافية".
وعليه، يتضح لنا أن الصرح الذي بنيت عليه الخلفية المعرفية "المتعلمين" تجاه "برنامج مسار" باطلة من زاويتن.
أولى هاتين الزاويتين: أنه – أي رأي التلاميذ- امتداد "للغط" الأول المثار داخل الأسرة التربوية المعنية بالأمر، أي أنه مؤسس على "خرجات كلامية" واهية .
ثانيهما: بطلان "الحمية" المحركة للاحتجاجات و التي هي المطالبة "بإسقاط"البرنامج لأنه – في نظرهم- يقطع الصلة مع مسألة "النقط الإضافية"؛ ليس لدقته الحسابية، بل لمسكه لنقط "الفروض" من عند الأساتذة دونما إتاحة الفرصة لهم لوضع "المجموع الخالص"، وهذا في نظر التلاميذ المحتجين يعد "آلية" لمراقبة "إكراميات" الأستاذ أثناء عملية وضع "النقطة/ المعدل.وليس يؤكد هذا الطرح أكثر من الشعار الذي تم رفعه من قبل مجموعة من "المحتجين" والقائل بأن: "الكسول في خطر".
وبالجملة، فإذا ما أردنا اختزال إجابة السؤالين المطروحين سلفا، جاز لنا القول بأن الأرضية التي انطلقت منها احتجاجات المتعلمين هي أرضية واهية لا أساس لها، سواء من حيث المرجعية المحركة أو الدافع المحفز.
إذا، فمادام الخطب كما تم تحليله، فمن يتحمل مسؤولية تلكم "المهازل الإحتجاجية".
هل يمكن اعتبار تلك "الخرجات التلاميذية" هي تحريض من داخل "المنظومة التربوية" لنسف "البرنامج الجديد" تحت مسمى قوى المحافظة؟. بمعنى هل يتم في هذه الحالة استغلال "التلميذ" كورقة ضاغطة على الوزارة؟.
هل يمكن اعتبار طبيعة أرضية تلك الاحتجاجات هي دليل كاشف عن خبايا المسكوت عنه داخل دواليب المؤسسات التعليمية ؛و أقصد "إكراميات النقط" التي ظهرت أثناء هذه الاحتجاجات كحق مسلوب لا باطل مطلوب.؟
هل يمكن اعتبار "الاحتجاجات" ضد برنامج مسار – سواء الداخلية أو الخارجية- هي دليل على فقدان المسار الصحيح داخل المنظومة التربوية؟.
ملحوظة:
الاحتجاج / التظاهر حق، لكن ما ليس حقا هو أن يراد بالحق باطلا.
الاحتجاج الواهي من داخل "رمز المعرفة" لم يترك للمجالات الأخرى "ما تقول".
0 Comments
السلام عليكم و مرحبا بكم يمكنكم التعليق على أي موضوع ،شرط احترام قوانين النشر بعدم نشر روابط خارجية سبام أو كلمات مخلة بالآداب أو صور مخلة.غير ذلك نرحب بتفاعلكم مع مواضيعنا لإثراء الحقل التربوي و شكرا لكم.