عبد العزيز الرماني ـ لهبة بريس
لا أستغرب للأزمة
الديبلوماسية التي خلقت فتورا مرحليا في العلاقات المغربية الفرنسية
فلطالما عرفت هذه العلاقات شذا وجذبا ولطالما حل البصل محل العسل في لغة
الطرفين.
ولكن أشد ما أثار
انتباهي كمهني في مجال التواصل هو انهيار الأعراف الديبلوماسية في بلد
طالما تباهى بمرجعياته القانونية والقضائية والديبلوماسية.
فليس غريبا عن فرنسا
شطحاتها الإعلامية والاستفزازية اتجاه المغرب، لأننا عهدنا ذلك منذ أيام
فرانسوا ميتران بل وقبله بكثير، ولكن الغريب كما ورد على لسان أحد زملائي
هو " علاش المغرب مدسر فرنسا؟".
طبعا هذا السؤال يحتاج
إلى جواب مقنع ممن يرضون بالذل في معاملة كان من الأحسن أن تأخذ بالند للند
لا ب"الحزارة وتذبال العينين"، ففرنسا تحظى بالأسبقية في كل شئ، في
الامتيازات وفي الحظوة اللغوية وفي استيراد المنتوجات الفرنسية والكتب
والمجلات الفرنسية، بما في ذلك الإيديولوجية والهموم الفرنسية.
وبما أننا بصدد اللغة
والإيديولوجية، وبما أن " اللغة ليست بريئة" كما قال الفيلسوف الفرنسي
رولان بارت ، فليخبرنا الهاوي السينمائي بارديم ومعه السفير الفرنسي المدعو
ديلاتر من المؤنث في اللغة سواء الفرنسية او العربية هل المغرب ام فرنسا؟.
في اللغة الفرنسية نجد
المغرب مذكرا بقولنا "لوماروك" ونجد فرنسا في لغتها الأم مؤنثة بقولنا
"لافرانس" وبالتالي فمن الأجدر بصفة خليلة أو عشيقة في كلام السفير هل
الذكر أم الأنثى؟
ولأنني رجل تواصل بمهنتي فإنني احترم الأعراف التواصلية خيرا من السفير إياه الذي "جفف" بها الثرى، ولذلك أكتفي بطرح الأسئلة فقط.
وفي اللغة العربية
وجدنا أن المغرب مذكر وأن فرنسا أنثى ومعها الشقيقة الجزائر، فمن الأجدر
بمثل تلك التسميات والنعوت التي لا ارغب في تكرارها.
ثم إن علم النفس أقر
بأن غيرة المرأة أقسى من غيرة الرجل فلماذا استشاطت فرنسا ومعها أختنا
الجزائر غيرة وغيظا من جراء زيارة الملك محمد السادس للدول الإفريقية؟
نحن لا نريد أن نذكر
فخامة الرئيس الفرنسي هولاند بما وقع له مؤخرا من صراع بين خليلتيه لأننا
نعتبر المسألة أمرا شخصيا رغم أن الصحافة الفرنسية اعتبرتها فضيحة.
لقد سبق للصحافة أن
تطرقت لتصريحات هولاند أثناء حملته الانتخابية حين قال أنه لا جدوى من ضخ
الأموال في بلد لا يحترم الحريات، وفرنسا أولى بهذه الأموال.
وهولاند ليس وحده من
يقرر في التخطيط الاستراتيجي الفرنسي فهو ريس مرحلي سيذهب إلى حال سبيله
كما ذهب آخرون، لكن المنطق يقول أن المغرب بذل جهودا هامة في التغيير
وتكريس الديمقراطية فلم نضرب جهوده عرض الحائط مهما كانت متواضعة.
وقد سبق للملك الراحل
الحسن الثاني ان نبه الرئيس الرئيس الراحل فرانسوا ميتران بأن المغرب يعي
جيدا من أين تأكل الكتف وأن إفريقيا لها خصوصياتها التي يجب احترامها، وكان
ذلك في مؤتمر القمة الإفريقية في يونيو 1990، حين دعا ميتران إلى إقرار
شرط الديمقراطية لأي تعامل مع الدول الأفريقية.
لا نريد أن نلقن الدروس
لأحد لكن التاريخ هو الحكم الاكبر وقد رحل الجميع سواء كانوا رؤساء او
ملوك ولكن العلاقات المغربية الفرنسية باقية وستبقى ما بقيت المصالح
المشتركة بشكل متكافئ اما ما عداك "فعابر في زمان عابر".
0 تعليقات
السلام عليكم و مرحبا بكم يمكنكم التعليق على أي موضوع ،شرط احترام قوانين النشر بعدم نشر روابط خارجية سبام أو كلمات مخلة بالآداب أو صور مخلة.غير ذلك نرحب بتفاعلكم مع مواضيعنا لإثراء الحقل التربوي و شكرا لكم.