اليوم العالمي للمرأة : لاصلاح لمجتمع نصفه مهمش

الإدارة مارس 07, 2014 مارس 07, 2014
للقراءة
كلمة
0 تعليق
-A A +A

ان المتتبع لتاريخ البشرية  يجد ان المرأة في صدر الاسلام بل قبل ذلك، كانت  تحارب للحصول على مكانة لها رغم ما كان ينظر إليه في بعض المجتمعات أنها عورة أو تدفن أحيانا وقلبها لا زال نابضا بالحياة، كل هذه المعوقات لم تمنع المرأة من ممارسة دورها في جميع المجالات رغم محاولات التضييق عليها من خلال ممارسة التأويل في النص الديني..
إن «مسيرة الجوع » التي انطلقت في الثامن من شهر مارس عام 1857 والتي لعبت النساء فيها دورا قياديا في محاولة جادة لتغيير واقعهن المعاش. حيث قامت عاملات النسيج في مدينة نيويورك باضراب عام إحتجاجا على شروط العمل القاسية والأجور المنخفضة وطول ساعات يوم العمل. وكانت نتيجة هذه المسيرة ان سقطت منهن 250 شهيدة.

« خبز وورود » في عام 1908 عادت النسوة في مدينة نيويورك للتجمهر من جديد حاملات الخبز والورد، ومطالبات بتخفيض ساعات العمل ووقف تشغيل الأطفال ومنح النساء حق الاقتراع. شكلت مُظاهرات الخبز والورود التي اتحدت فيها النساء العاملات مع النساء متوسطات الطبقة، بداية تشكل حركة نسوية متحمسة داخل الولايات المتحدة. وهكذا بدأت تظهر بوادر الاحتفال بعيد المرأة استجابة لمطالب محطات نضالية تاريخية، كسرت من خلالها كافة قيودها وأغلالها وطالبت بحقوقها اسوة مع الرجل وناضلت من اجل فرض هذا اليوم كيوم عالمي للمرأة في العالم. وكانت الاشتراكية الألمانية « كلارازيتكين » أول من دعت إلى الاحتفال بيوم المرأة العالمي.
في عام 1910 وفي مؤتمر كوبنهاجن للاممية الشيوعية تبلورت فكرة اليوم العالمي للمرأة تقديرا لحركة حقوق المراة.
وفي يوم 8 مارس 1911 وكصدى لهذه المبادرة خلدت الحركات التقدمية أول ذكرى لليوم العالمي للمرأة والذي شهد تظاهرة قوامها مليون شخص من رجال ونساء تطالب بحق المرأة في العمل والتدريب المهني وإنهاء التفرقة في العمل.
اما في فبراير 1913 - وكجزء من حركة السلام التي أخذت في الظهور عشية الحرب العالمية الأولى، احتفلت المرأة الروسية باليوم الدولي للمرأة لأول مرة.
في الثامن مارس 1914 وفي الأماكن الأخرى من أوروبا نظمت المرأة تجمعات حاشدة للاحتجاج ضد الحرب أو للتعبير عن التضامن مع أخواتهن..
وفي اخر احد من شهر فبراير عام 1917 نظمت المرأة الروسية اضرابا «الخبز والسلام» وذلك بعد ان تكبدت روسيا في الحرب خسارة مليوني جندي ومنحت الحكومة المؤقتة المرأة حقها في التصويت.. ومنذ تلك السنوات الأولى، أخذ اليوم الدولي للمرأة بعدا عالميا جديدا بالنسبة للمرأة في البلدان المتقدمة النمو والبلدان النامية على حد سواء.
وساعدت الحركة النسائية الدولية المتنامية، التي عززتها أربعة مؤتمرات عالمية عقدتها الأمم المتحدة بشأن المرأة، ساعدت على جعل الاحتفال فرصة لحشد الجهود المتضافرة للمطالبة بحقوق المرأة ومشاركتها في العملية السياسية والاقتصادية.
وفي عام 1977، أصدرت المنظمة الدولية لحقوق الإنسان قراراً يدعو دول العالم إلى الاحتفال بعيد المرأة، في 8 مارس من كل سنة. كما أصدرت الأمم المتحدة قراراً دولياً في سنة 1993، ينص على اعتبار حقوق المرأة جزءً لا يتجزأ من منظومة حقوق الإنسان العالمية الاقتصادية والسياسية والثقافية والاجتماعية.
في السعودية:
6
نوفمبر 1990 أنطلقت باكورة الاحتجاجات النسوية فقد قامت 47 سيدة بالتشارك بقيادة 13 سيارة في قلب العاصمة الرياض، انتهى احتجاج السيدات باعتقالهن ومنعهن عن السفر وتعليق عدد من وظائف من يعملن في القطاع العام واعتقال أزواجهن أو أبائهن بتهمة “عجزهم عن السيطرة على نسائهم.
واستمرت الاحتاجات والمطالبات والمبادرات النسوية ولكنها أخذت في الاشتداد خلال العاميين المنصرميين في الكثير من المناحي السياسية والاجتماعية والتعليمية وومعالجة ملف الاعتقالات التعسفية مما يوضح ارتقاء الوعي النسوي المغربي . تزامنا مع ما افرزه الربيع العربي من تحديات.
وما انفك اليوم الدولي للمرأة يشكل فرصة لتقييم التقدم المحرز، والدعوة إلى التغير والاحتفال بما أنجزته المرأة العادية بفضل شجاعتها وتصميمها، والتي تقوم بدور خارق للعادة في تاريخ حقوق المرأة.
لم يكن علم 2011 الذي شاركت فيه المراة إلى جانب الرجل في حركات الاحتجاج التي هزت العالم العربي مطالبة بالحرية والمساواة والعدالة والديمقراطية، عاما جديدا على حركة النضال النسوي في المغرب .
وحاصل القول في المقال : ان التطور والبناء الحضاري لأي مجتمع مرتبط ارتباطاً وثيقاً بتطور ثقافة ووعي المرأة ومساهمتها الفعالة بهذا البناء ليكون مجتمعاً مدنياً وقائماً على المواطنة وحقوق الانسان والعدالة الاجتماعية والمبادئ الانسانية  ولا يمكن لأي مجتمع ان يبني حضارة دون ان تساهم فيه المرأة مساهمة فعالة.
وليس القصد ها هنا ابراز تاريخ اليوم العلمي ولكن حسبي الاشارة اليه ان المجتمعات العربية للاسف لم تستطع ان تنجح ولن تنجح في تفعيل دور المرأة العربية مالم ترمي وراء ظهرها جميع كتب القرون الوسطى وتبتديء قانونا وشريعة تتناسب مع التطور البشري والحضاري الذي يمر به العقل الانساني ان كانوا يؤمنون بان المرأة انسان , اما ان يظل الرجال وشيوخ الجوامع يلوكون ذات الكلام من ان الله كرم المرأة وهم يعاملونها كأسيرة , ويستكثرون عليها حتى الكلمة الطيبة والاحترام..فلا صلاح لمجتمع نصفه مهمش .
                                                                     



                                                                      بقلم: السموني لبنى 

شارك المقال لتنفع به غيرك

إرسال تعليق

0 تعليقات


 

  • انشر مواضيعك و مساهماتك بلغ عن أي رابط لا يعمل لنعوضه :[email protected] -0707983967او على الفايسبوك
     موقع الأساتذة على  اخبار جوجل - على التلغرام : المجموعة - القناة -اليوتيب - بينتريست -
  • 1141781167114648139
    http://www.profpress.net/