لقد عشنا طفولتنا
في أجواء تلفها المتاعب و المشاق ، أب قاس و قسوته لذيذة تضفي على حياتنا نوعا من الطمأنينة
و الراحة النفسية ؛ فهو القائد المغوار ذو الشخصية المتميزة ، أخلاق عالية في التعامل
و التفاهم مع الجيران و الخلان ، منطق عجيب في
معالجته للإشكاليات و شؤون الحياة ، نبل النفس و سموها يجعلانه محبوبا لدى عشيرته
و أفراد مجتمعه الصغير من أقرانه و زملائه ، لا كذب و لا غش و لا رياء و لا قلة حياء
، كل شيء يسير وفق منظومة عجيبة غريبة..
أم ترعى أبناءها
و تهتم بشؤون بيتها و تعاني و تقاسي المشاق خارجه ، تطيع زوجها بصفته سيد البيت و حاميه
و قدوة الأبناء و نبراس حياتهم ، تتألم و لا تكاد تبين ،مثالية الخصال حلوة اللسان
غريبة الأطوار في التعامل مع نساء جيلها .. نتذكر طفولتنا و نرثي طفولة غيرنا و نسب
و نشتم حداثة هذا العصر و ما يحدثه من سوء الحياة و نذالة الخلق ، آباء لا يدركون للحياة
معنى ، خصال لا تمت بأسلافهم بأية صلة تذكر ، لا شهامة الأجداد و لا خصال الآباء ؛
لم يرثوا منهم لا عزة النفس و لا صحو الضمير و لا حسن الفعال ، كذب و غش و كبرياء و
انتهازية ، غل وحقد و ظلم للعباد ، مذلة تعشش في أحشائهم و جبن هو سيد الموقف و النفاق
هو العملة الرائجة بينهم ، لا سلطة للأب و لا رأي له في ما يجري و يدور في بيته ، نكسة
لا تضاهيها نكسة و حياة لا كالحياة التي يجب أن تعاش . أم لا تفارق الشوارع و الأسواق
، همها الوحيد الدخول و الخروج من الدكاكين طيلة النهار تلك عادتها لا تعرف للأمومة
معنى أبدا ، لا تمنح للأبناء و لو بصيصا مما كانت تمنحه الأم السالفة القدوة التي يجب
أن يحتذى بحميد خصالها اللا متناهية . أم تدعي الحداثة لا تتقن إلا النميمة و الغيبة
و مخاصمة الجيران ، تواكب موضة العصر باللباس و الحلي و كل ما يزين جسدها و هيئتها
...
كارثة عظمى تواجه
الصغار الأبرياء من أب و أم هما السبب في فشل الأجيال و انسداد الأفق أمامهم . فهل
ننتبه يوما إلى ما أصابنا و نقرأ تاريخ أجدادنا لنستقيم و باستقامتنا سوف تستقيم الأجيال
..
و من آباء و أمهات
اليوم من هم خارج سياق هذا الكلام فلهم تحية الإكبار و الإجلال فهم لمن خارج هذا الوصف
قدوة فالاقتداء بهم هو سبيل للخلاص ...
0 تعليقات
السلام عليكم و مرحبا بكم يمكنكم التعليق على أي موضوع ،شرط احترام قوانين النشر بعدم نشر روابط خارجية سبام أو كلمات مخلة بالآداب أو صور مخلة.غير ذلك نرحب بتفاعلكم مع مواضيعنا لإثراء الحقل التربوي و شكرا لكم.