لغز المستديرة

الإدارة مارس 13, 2014 مارس 13, 2014
للقراءة
كلمة
0 تعليق
-A A +A
بقلم لطيفة أسير-جريدة الأستاذ

لماذا تستطيع لعبة أن توحدنا ، وتفعل في قلوب المتناحرين ما لا تفعله آلاف السياسات ؟
سؤال يتبادر لذهن كل عاقل كلما رأى شباب الأمة من شرقها لغربها محلقا حول فريق رياضي يحقق إنجازا رياضيا غير مسبوق ، أهو تعطش أمة مهزومة للانتصار ؟ أم هي سخافة عقول تلتف حول كرة مستديرة وتتناحر حول مائدة مستديرة ؟

هستيريا روحية تجتاح الجميع شيبا وشباب وأطفالا ، ذكوراً وإناثاً ، مثقفين وغير مثقفين ، موظفين وعاطلين ، ملتزمين وغير ملتزمين ، لو أنفقت ما في جعبتك ما ألفت بين قلوبهم ، ولكن المستديرة ألفت بين قلوبهم ، هي فعلا أفيون الشعوب ، والمخدر الذي لا يعاقب عليه بسجن أو غرامة ، هي العشق الذي أخذ بلب الكثيرين فأضحي صبُحهم ومساؤهم مسخرا لمتعة مشاهدتها ، هي التجمع الوحيد الذي تسهر الدولة بكل تفانٍ على تقنينه والسهر على سلامته حتى يمر في أجواء جيدة .
تمنيتُ لو أن هذه الحماسة امتدت لكل قضايانا الحيوية ، لو توحدت أفئدتنا وأموالنا وكل جهودنا لحل قضايانا الوطنية والقومية ، تمنيت لو تعالينا للحظات عن غرورنا ومرائنا ونسينا تفرقنا واختلاف مرجعياتنا الوهمية ، ووقفنا صفا واحدا ضد الفساد والظلم والاستبداد ، حتى تزول الغمة عن كل الأمة ، ونفرح فرحا يدوم أعواما مديدة ، لا سويعات معدودة.
تذوب النفس حسرات وهي ترى جهود شبابها تفنى من أجل لعبة ، بل دماء سالت من أجل   هذه اللعبة ، وما وجع بورسعيد عنا ببعيد ، وأرواح ذهبت سدى وهي تسارع لمشاهدة المستديرة ، التهمها "سيسي" الطرقات بلا هوادة ، فإلى متى سيظل هذا الهدر ساري المفعول بين شبابنا ؟ متى نعِي أن نهضة الأمة لن تكون بلعبة ، وأن اللعبة تبقى لعبة مهما حاولوا تقنينها وجعلها حرفة وموردا ماليا يضخ ملايين الدولارات ؟

شارك المقال لتنفع به غيرك

إرسال تعليق

0 تعليقات


 

  • انشر مواضيعك و مساهماتك بلغ عن أي رابط لا يعمل لنعوضه :[email protected] -0707983967او على الفايسبوك
     موقع الأساتذة على  اخبار جوجل - على التلغرام : المجموعة - القناة -اليوتيب - بينتريست -
  • 1141781167114648139
    http://www.profpress.net/