فن قيادة الفصل الدراسي الجزء الأول
قيادة الفصل....
"احذر، فكأنَّك تلاعِب أفعى سامَّة،
فإذا غَفَلت لدَغَتك".
ثم:
"فليَعلم المعلِّمون والأساتذة أنهم
يُحَمَّلُون المسؤولية: ظالمين كانوا، أو مظلومين، مقصِّرين أو غير مقصرين - هذا
هو الواقع - فإذا نجحَت خُطط الإصلاح، عُزِي الفضل للوزارة وطاقَمها، وإذا فَشِل
الإصلاح، حَمَل رجال التعليم المسؤولية، واتُّهِموا بالتقصير، أو عَرقلة المسار
الإصلاحي".
فالسائق في حاجة لمجموعة من القدرات والمؤهلات والكفايات والمنهجيات والاستراتيجيات. فقيادة الفصل الدراسي عملية صعبة ومركبة، وشاقة ودقيقة.
تساعده على تخطي الصعوبات والمآزق، وزحمة السير
والاكتظاظ، والمنعرجات الخطيرة والمنحدرات المتجمدة، والغرائب والعجائب التي لا
يحيط بها إلا الله سبحانه وتعالى.
فهو يتحمل مسؤولية إيصال الركاب والشركاء
سالمين غانمين...
مطالب بالأخذ بأيديهم
ومساعدتهم واستشارتهم في كل تفاصيل الرحلة- التعليمية التعلمية.
فنسألك اللهم التوفيق
والسداد والإخلاص في القول والعمل.
الأستاذ الفنان - هو الذي:
- يستحضر مخافة الله، ويخلص النية في عمله.
- قدوة صالحة وصادق أمين.
- متسامح غير حقود، لا "يشخصن" العملية التعليمية التعلمية.
- متمكن من المادة علميا وبيداغوجيا وديداكتيكيا.
- مطلع على ما جد في الساحة، من بيداغوجيات ومستجدات الميدان.
- يحرص على إغناء تجربته وتلقيحها، يحينها كلما أمكنه إلى ذلك سبيلا.
- يجدد ويبتكر ويبدع - بمعية متعلميه.
- يحب طلابه، ويتفهم سلوكاتهم، فإنهم ضحايا تربية...
- يذكر تلامذته بضرورة إخلاص النية في طلب العلم.
10.
يعدل
بين متعلميه في كل شيء.
- يحرص على الهندام المناسب.
- يشجع على المنافسة الجميلة. (ينافس المتعلم قدراته)
- يعبر بجسده ويحسن التعبير: إشارات اليد والعينين...
- حريص على التنظيم: تنظيم الوثائق – والسبورة -...
15.
يتجنب-
أسباب – الغضب؛ لأن الغضب مثبط للعملية التعليمة التعلمية.
16.
يتجنب إثارة العواطف السلبية، لمتعليمه،
وينمي العواطف الإيجابية.
17. يتريث - طويلا - قبل اتخاذ القرار،
ويمكن أن يتراجع عنه، إذا لم يكن صائبا. خلافا لمن يقول: لا ينبغي له أن يتراجع.
18.
يفهم
نفسيات المتعلمين وبيئاتهم الاجتماعية وديناميتهم.
19.
يطرح
الأسئلة المركزية الدقيقة المنشطة للذهن.
20.
يحفز
تلامذته على طرح الأسئلة والمشكلات ذات الصلة بموضوع الدرس.
21. يحفز متعلميه على التحصيل والاجتهاد.
ويذكرهم بالنتائج الجميلة التي تنتظر المتفوقين منهم والمتوسطين...فلو عمل أجر.
22. يقدم لهم شواهد تقديرية، تشجيعا لهم على
مجهوداتهم، مختومةٌ من إدارة المؤسسة – التي ينتمون لها.
23.
يبعد
متعلميه عن كل ما يشتت انتباههم أو يصرفهم عن الدرس.
24.
يعلمهم
طريقة تقويم ذواتهم وتقييم بعضهم لبعض. ويبين لهم المعايير والمؤشرات – التقريبية.
25.
يربط
التعلمات بالواقع والحياة، ربطا يتناسب مع طبيعة الدرس والأهداف.
26.
يصف المشكل ويتعاون على إيجاد الدواء. فالمعلم
شريك في العملية التعلمية – التعليمية.
27.
يقسم الدرس إلى أجزاء، ويقدمها جزء جزء، ثم يجمع
الأجزاء. ويركبها مع الجماعة.
28.
يقسم الفصل لمجموعات عمل؛ لا تزيد عن ستة، تتولى
إنجاز مهمة من المهمات، أو إنتاج من الإنتاجات أو عرضا من العروض...يطلق على كل
مجموعة اسما – محفزا...
29.
يقرب
المعاني للمتعلمين، بأي لغة يفهمونها، ليحفزهم على تذوقها.
30.
ينشط جماعة القسم، ويزرع فيهم الحيوية، بحيث لا
يتحول الفصل إلى قاعة مسرحية...
31.
يربط علاقات جميلة مع أولياء الأمور والآباء،
فهم شركاء في العملية التعليمية التعلمية.
32.
يتواصل بنجاعة مع الإدارة التربوية، باعتبارها
شريكا ثانيا.
33.
يعرف هموم متعلميه، ويدرك الاختلافات بينهم،
والفروق التعلمية – فيساير كل متعلم كي لا يشرد فيتيه.
34.
ينوع الوسائل التعليمية والطرائق البيداغوجية -
يستفيد من كل جديد نافع.
35.
يعلم تلامذته الانتقاد الفعال، وطرائق سبر
المعاني واقتناص الفوائد.
36.
يحث على تحضير الدروس والاستعداد لها، ويرشدهم
إلى أجود الطرق وأكثرها فاعلية. ويحرص على جودة التحضير.
37.
يحرص على تعليم التعلم والأساليب المختلفة
للتعلم الذاتي: فلكل مادة منهجية خاصة.
38.
صارم – لين – حنون... حسب الظروف والأوقات.
39.
يعلم طرائق التعليل والبرهان.
40.
يشرك معه جماعة الفصل في كل الأنشطة والوضعيات.
41.
يقوّم كل فقرات الدرس ليستكشف الخلل فيصلحه-
ويقدم التغذية الراجعة.
42.
يجد الروابط والامتدادات بين الدروس والوحدات،
والمجالات.
43.
يحسن التخلص، ويتقن العبور، من فقرة لأخرى ودرس
لآخر.
44.
ماهر في الاستماع لمتعلميه، فيصحح تمثلاتهم
ويرشدهم.
45.
يتغافل عن الصغائر. فالتدقيق في كل صغيرة وكبيرة
فعل مشوش على العملية التعليمية التعلمية.
46.
لا يتيه في ضرب الأمثلة والمناقشة. فليس المعلم
بخطيب في القوم.
47.
يعالج
بعض الظواهر السلبية في الفصل بحكمة ورزانة.
48.
يتجنب العقاب البدني مطلقا، لأن القانون يمنعه.
49.
يتجنب العقاب اللساني.
50.
وإن
عاقب فبالمعروف- ولا ينتقم...
51.
يستفيد من أخطائه، ويستبدل الخطأ بالصحيح. ولا
يتعصب لمنهج أو طريقة، فالطرق تتعدد، فيختار ما يناسبه متعلميه.
52.
يقول لا أدري إن كان لا يدري.
53.
يتجنب النمطية فإنها قاتلة.
54.
يستعين بالوسائل التعليمة الحديثة- فإنها مفيدة.
لكن يجب أن يتذكر أنها وسائل وليس غايات في ذاتها. ولاستعمالها ضوابط وشروط ...
55.
يُسَطّر أهدافا، ويحرص على تحقيقها، ثم يقومها.
فهناك حد أدنى يجب أن يقدم للمتعلمين. ويختلف حسب اختلاف المواد...
56.
لا يرهق المتعلمين بالكتابة، فيجب أن تكون
الأنشطة خفيفة الظل عميقة.
57.
يقبل اقتراحات المتعلمين ويستفيد من المناسب
فيها.
58.
يضع صندوقا، في مكان، داخل الفصل يضع فيه
المتعلمون اقتراحاتهم والدروس أو النقط التي لم يستوعبوها. ثم يصحح ما يمكن
تصحيحه.
59.
يعمل على عقود بيداغوجية قصيرة الأمد، وأخرى
طويلة، حسب طبيعة العقد.
60.
ينصح متعلميه ولا يفضحهم.
61.
يعطي للمتعلمين وقتا كافيا للإجابة عن الأسئلة
والتعبير عن ذواتهم، في إطار الدرس.
62.
يراقب كراسات طلبته ومتعلميه، ليقوّم ويدعم
ويصحح...
63.
يحرص على إشراك المتأخرين من التلامذة، يجرهم
إلى الدرس جرا جميلا.
64.
يجعل من الاختبارات نشاطا
كسائر الأنشطة التفاعلية. بل يستحسن أن يسميها بأنشطة استعراض القدرات...فمدلول الاختبار والامتحان يحمل معه
حمولة سلبية.
65. ويصحح النشاط الاختباري مع الجماعة.
ويتسع صدره للمناقشات والاستفسارات والمقارنات...
66.
يخبر شركاءه بأن نقطة (الاختبار)
ليست نهاية العالم...فالفرص كثيرة للتعويض والنجاح.
67.
يساعدهم في عملية التوجيه، لأنه من أكثر الناس
احتكاك بهم.
68. يحفز المتعلمين على استعمال القلم:
للتلخيص – كتابة التقارير – التعبير الحر...فالقلم آلة تعليمية تعلمية عجيبة.
69.
يبين
لمتعلمين أن التعلم الذاتي - الموجه من طرف المدرس - من أفضل أنواع التعلم.
70. يبين لتلامذته أنه مدرب- كمدرب كرة القدم – لا ملقن للدورس. يخبرهم بذلك كيلا
يتكلوا. ويؤكد لهم ذلك مرارا وتكرارا.
71.
يفتح
مجالا للتعبير الحر والتعليق...وذلك في الأوقات المتبقية من بعض الحصص.
72. يمشط الفصل بعينين -الثاقبتين- يقرأ
الأحوال وردود الأفعال، ولا يقصر نظره على جهة محدد... حتى ولو كان عدد المهتمين
بالدرس قليلين.
73. يربي متعلميه على الإتقان، والفعل الجيد
(الجودة)، ولا ينبغي أن يكون هاجس الوقت حجر عثرة
أمام الإتقان.
74. يعلمهم التفكير، مليا قبل الجواب، ثم
يسجلون إجاباتهم، وينقحوها قبل أن يكتبوها في كراساتهم أو أوراق التحرير...
75.
يؤجل
الإجابة عن الأسئلة الخارجة عن نطاق الدرس إلى آخر الحصة.
76. يلجأ
_في أغلب الأحيان_ إلى أسلوب التلميح، بدلاً عن التصريح. وإذا اقتضى الأمر التصريح صرح.
77. يُحسن استثمار الوقت، فلا يضيع دقيقة،
ولا أقل منها، فوقت الفراغ، غير المستثمر – خطير أي خطورة. فالأستاذ مسؤول عن
تلامذته ما داموا في الفصل. (الوقت القاتل).
78.
الأستاذ
الذكي حليم: يصبر صبرا جميلا، ويعفو عفوا جميلا، ويهجر هجرا جميلا.
79. إذا سمع الأستاذ صوتا ما أصدره تلميذ
ما؛ كأن يقول:" مياو مياو" فلا ينزعج، ولا يفقد سيطرته على أعصابه، بل عليه
أن يتعامل مع السلوك بأريحية. يتغافل ما أمكن، وإن كان لا بد من التدخل فيجب عليه
أن يتجنب الأساليب غير التربوية، كالعنف المادي والرمزي – ولا ينس أنه مرب.
80.
الأستاذ
أول من يدخل الفصل، وآخر من يخرج منه.
81. المعلم يجب أن يعرف حدوده، حقوقه
وواجباته، وحقوق وواجبات إدارة المؤسسة، حتى لا تختلط عليه المسؤوليات، فيحمل الإدارة ما لا دخل لها فيه.
82. طرد التلميذ من الفصل الدراسي ممنوع،
وخطير، وعواقبه غير مأمونة الغب. فلو تصرف تلميذ تصرفا لا يليق تربويا أو قانونيا،
فلا يحق له أن يخرجه من الفصل الدراسي، بل يستدعي الحارس العام أو الإدارة
المسؤولة، لتنظر في أمر المخالفة، وتتخذ معه الإجراءات التربوية المناسبة.
83. يجب أن يكون الأستاذ حذرا في التعامل مع
التلميذات والمراهقات، حتى لا يجر نفسه إلى ما لا تحمد عقباه...فلا ينفرد بإحداهن،
ولو كان ناصحا، بل ينصحها بالمعروف بحضور زميلتها أو زميلاتها أو ولي أمرها.
84. يحرص الأستاذ على تسجيل المتغيبين من
المتعلمين والمتعلمات، وأن يشرف على العملية بنفسه. ويستحسن أن يحدد أمكنة
المتعلمين، حسب المقتضيات التربوية، ليسهل عليه معرفة الغياب.
85. يكلف متعلميه بإعداد نشاط تقويمي،
بمواصفات يحددها، ويتفقون عليها، ثم ينقحه مع جماعة الفصل ليجيبوا عنه. وحبذا لو
تكلفت فرقة من المتعلمين، يتقنون الاشتغال على برنامج word يكتبونه النشاط وعناصر إجابته،
لتستفيد منه الأقسام الأخرى.
86. يغير وضعيات جلوس متعلميه بين الفينة
والأخرى، درء للملل. وتنظم المقاعد، بهدوء؛ تام؛ كيلا يشوش على الفصول المجاورة.
وترجع المقاعد لأماكنها؛ إن كان الفصل الدراسي مشتركا بين أستاذ أو
أساتذة...وعملية التنظيم وإعادة التنظيم تتطلب وقتا يجب أخذه بعين الاعتبار.
87. يستثمر الأستاذ قاعة الأنشطة، للعروض
والندوات، ويشرف على عمليات التنظيم والترتيبات القبلية والبعدية، حتى تمر
العمليات في أحسن الأحوال.
88. يحرص على تهوية قاعة الدرس، ويرشد
المتعلمين لتجنب نزلات البرد، الناتجة عن التعرض لمجاري الهواء أو الخروج من القاعد
الدافئة إلى المحيط البارد...
89.
الدخول
إلى الفصل يكون في هدوء، والخروج منه بهدوء، وبعد إذن الأستاذ.
90. حث المتعلمين على النظافة؛ ونظافة الفصل
الدراسي. فهناك طرائق متعددة لتنظيف الفصل الدراسي، من غير إثارة غبار أو فوضى،
والأساتذة مبدعون ما شاء الله في ذلك. وينبه إلى أنه لا يجب أن تتحول الحصة
التربوية إلى حصة للنظافة...
91. حث المتعلمين على سلوكات التعاون
والتضامن، كجمع المقررات المستعملة في آخر
الموسم الدراسي، لتوزع على المتمدرسين المحتاجين
في بداية الموسم الجديد. ويشرف على العملية لُجَيْنَةٌ من المتعليمن يشرف
عليها إداري أو أستاذ. وذلك بعلم رئيس المؤسسة.
92. يطالب المعلم المتعلمين بالتسطير، بقلم
الرصاص، تحت العبارات أو الكلمات التي لم يفهموما، في درس ما، أو يشكون في معرفتهم
لمعناها، ثم يتدخل الأستاذ مع متعلميه لمعرفة معانيها.
93. لا يقبل حديث متعلم ما عن أستاذ من
الأساتذة. ويدع خلافاته مع الأساتذة والإدارة جانبا - والمفروض
أن لا تكون تلك الخلافات...
94.
....يتبع
حنافي جواد
0 تعليقات
السلام عليكم و مرحبا بكم يمكنكم التعليق على أي موضوع ،شرط احترام قوانين النشر بعدم نشر روابط خارجية سبام أو كلمات مخلة بالآداب أو صور مخلة.غير ذلك نرحب بتفاعلكم مع مواضيعنا لإثراء الحقل التربوي و شكرا لكم.