اليوم الدراسي حول التعليم الأولي بالمغرب: السيد رشيد بن المختار: التعليم الأولي ليس بالقسم والطاولات، بل هو فضاء للحركة واللعب
خلص المشاركون في اليوم الدراسي حول: «التعليم الأولي المغربي: التجارب، المعوقات والآفاق"، المنظم بشراكة بين وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني (المديرية المكلفة بالتعليم الخصوصي والأولي)، ومنظمة اليونيسف، يوم 3 يونيو 2014، بالرباط إلى أن أي إصلاح للمنظومة التربوية ينبغي أن يستحضر بنية التعليم الأولي على مستوى الهيكلة والتنظيم والتدبير التربوي والبيداغوجي. وأضافوا أنه ينبغي على كل الاستراتيجيات الهادفة إلى الإصلاح أن تأخذ بعين الاعتبار مقارنة مندمجة للطفولة ترتكز على حاجيات الطفل قبل وبعد الولادة. كما اقترحوا في هذا المجال إحداث مراكز عمومية وخصوصية لتكوين الموارد البشرية المؤهلة، وإشراك الجماعات الترابية في التعليم الأولي وكذا عقلنة تدخل ودعم المنظمات غير الحكومية الوطنية والدولية، والقيام بحملات التوعية في صفوف الأسر خاصة في المناطق القروية حول أهمية التعليم الأولي.
ويهدف هذا اليوم الذي أشرف على افتتاحه السيد رشيد بن المختار وزير التربية الوطنية والتكوين المهني، بحضور السيد نزار بركة رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي والسيدة ريجينا دو دمينيسيس ممثلة منظمة اليونيسف بالمغرب ـ يهدف ـ إلى تقاسم نتائج الدراسة حول تشخيص وتقويم الوضع الراهن للتعليم الأولي بالإضافة إلى تقديم التجارب والنماذج الوطنية وتبادل الخبرات بغية تطوير هذا القطاع.
وخلال كلمته الافتتاحية بهذه المناسبة قال السيد بن المختار إن التعليم الأولي ليس بالقسم والطاولات، بل هو فضاء للحركة واللعب مليء بالألوان لتمكين الطفل من تنمية قدراته الحسية والإدراكية.
وأضاف أنه من الضروري إيلاء اهتمام كبير للتعليم الأولي، وذلك عبر اختيار الكفاءات من الموارد البشرية العاملة به للقيام بمهمة تكوين الأطفال في هذه السن التي يكون فيها دماغ الطفل فتي ومؤهل لتلقي كل ما يلقن له من معلومات وإشارات ستحدد مساره فيما بعد مستشهدا في ذلك بنظرية ابن سينا في مجال تربية الأطفال.
واستعرض السيد الوزير بعض النماذج من الدول التي زارها والتي تعطي أهمية قصوى للتعليم ما قبل المدرسي، مشددا في ذات السياق، على ضرورة الإسراع بالقيام بإصلاحات هيكلية في هذا المجال.
من جهته أكد السيد نزار بركة على ضرورة هيكلة هذا القطاع وتيسير سبل التقاطع والتناسق بين مختلف المتدخلين مشيرا إلى أنه يجب عدم إغفال القطاع غير المهيكل وإدماجه في كل استراتيجية إصلاحية. كما أشار إلى أن المغرب مدعو، في هذا المجال، إلى الاعتماد بالدرجة الأولى على إمكانياته وخصوصياته التي تميزه على باقي البلدان.
وفي موضوع ذي صلة، عبرت السيدة ريجينا عن ارتياحها لكون التوجهات الوطنية المغربية تتقاطع مع أولويات اليونيسف في مجال تنمية التعليم الأولي، وقالت إن أهمية هذا التعليم ليست بحاجة إلى إبرازها على اعتبار أن مختلف الدراسات المنجزة، سواء من طرف الاقتصاديين أو السياسيين أو الباحثين في العلوم الاجتماعية، أجمعت على أن البرامج التي تعنى بتنمية قدرات الأطفال إلى حدود سن السادسة تشكل استثمارا في الرأسمال البشري.
ودعت في هذا السياق الى اعتبار التعليم الأولي دعامة ذات أولوية في الارتقاء بمبدأ المناصفة وحقوق الطفل، كما أبرزت أن وضعية المغرب لا تختلف كثيرا عن باقي الدول التي لا يزال فيها التعليم الأولي يعاني من عدة مشاكل حيث لا تزال نسبة ولوج أطفال العالم القروي ودوي الدخل المحدود متدنية، مما ينعكس سلبا على تمدرس هؤلاء الأطفال وبالتالي يؤدي إلى ارتفاع نسبة الهدر المدرسي.
وقد شكل هذا اللقاء مناسبة لعرض نتائج الدراسة التي أنجزتها الوزارة بتعاون مع منظمة اليونيسف، حيت تناولت تشخيص وتقييم الوضع الحالي لهذا النوع من التعليم. وخلصت الدراسة إلى أن عرض التعليم الأولي يعرف تراجعا في نسبة الإقبال عليه مقارنة مع القطاع الخاص، علاوة على الفوارق الشاسعة بين المناطق القروية التي يكاد يكون فيها التعليم الأولي منعدما والمناطق الحضرية، وكذلك الأمر بين نسب الفتيات والذكور. رغم بعض التقدم الطفيف الذي أنجز في هذا الصدد.
وأبانت الدراسة كذلك على أن التعليم الأولي التقليدي يهيمن بمعدل 80.4% من حيث بنيات الاستقبال، في حين لا يسجل العصري منه سوى 10% وذلك راجع إلى ارتفاع تكلفة هذا الأخير وعدم قدرة في تعميق الهوة في هذا المجال، حسب الدراسة المقدمة، هو استمرار حذف أقسام التعليم الأولي بالمدارس العمومية سنة بعد أخرى بالوسط القروي دون أن يتم تعويضها، ذلك أنه من أصل 18826 قسم محدث برسم سنة 2005/2006 لم يتبق سوى 14012 برسم السنة الدراسية 2012/2013.
هذا وقد تميز اليوم الدراسي بتقديم عدة عروض تضمنت قراءات تحليلية لوضعية التعليم ما قبل المدرسي وبعض سبل تطوير المنهاج الدراسي في أفق صياغة استراتيجية وطنية كفيلة بالارتقاء بهذا القطاع. كما تم تقديم تجارب بعض المؤسسات العمومية والخاصة الفاعلة في هذا القطاع.
حضر هذا اللقاء السيد الكاتب العام للوزارة ومدير الاستراتيجية والإحصاء والتخطيط والمدير المكلف بالتعليم الخصوصي والأولي والمدير المكلف بالحياة المدرسية والمديرة المكلفة بتدبير مجال التواصل ومدير المؤسسة المغربية للنهوض للتعليم الأولي وممثلون عن القطاع الخاص والمجتمع المدني الفاعلين في التعليم ما قبل المدرسي.
خلص المشاركون في اليوم الدراسي حول: «التعليم الأولي المغربي: التجارب، المعوقات والآفاق"، المنظم بشراكة بين وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني (المديرية المكلفة بالتعليم الخصوصي والأولي)، ومنظمة اليونيسف، يوم 3 يونيو 2014، بالرباط إلى أن أي إصلاح للمنظومة التربوية ينبغي أن يستحضر بنية التعليم الأولي على مستوى الهيكلة والتنظيم والتدبير التربوي والبيداغوجي. وأضافوا أنه ينبغي على كل الاستراتيجيات الهادفة إلى الإصلاح أن تأخذ بعين الاعتبار مقارنة مندمجة للطفولة ترتكز على حاجيات الطفل قبل وبعد الولادة. كما اقترحوا في هذا المجال إحداث مراكز عمومية وخصوصية لتكوين الموارد البشرية المؤهلة، وإشراك الجماعات الترابية في التعليم الأولي وكذا عقلنة تدخل ودعم المنظمات غير الحكومية الوطنية والدولية، والقيام بحملات التوعية في صفوف الأسر خاصة في المناطق القروية حول أهمية التعليم الأولي.
ويهدف هذا اليوم الذي أشرف على افتتاحه السيد رشيد بن المختار وزير التربية الوطنية والتكوين المهني، بحضور السيد نزار بركة رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي والسيدة ريجينا دو دمينيسيس ممثلة منظمة اليونيسف بالمغرب ـ يهدف ـ إلى تقاسم نتائج الدراسة حول تشخيص وتقويم الوضع الراهن للتعليم الأولي بالإضافة إلى تقديم التجارب والنماذج الوطنية وتبادل الخبرات بغية تطوير هذا القطاع.
وخلال كلمته الافتتاحية بهذه المناسبة قال السيد بن المختار إن التعليم الأولي ليس بالقسم والطاولات، بل هو فضاء للحركة واللعب مليء بالألوان لتمكين الطفل من تنمية قدراته الحسية والإدراكية.
وأضاف أنه من الضروري إيلاء اهتمام كبير للتعليم الأولي، وذلك عبر اختيار الكفاءات من الموارد البشرية العاملة به للقيام بمهمة تكوين الأطفال في هذه السن التي يكون فيها دماغ الطفل فتي ومؤهل لتلقي كل ما يلقن له من معلومات وإشارات ستحدد مساره فيما بعد مستشهدا في ذلك بنظرية ابن سينا في مجال تربية الأطفال.
واستعرض السيد الوزير بعض النماذج من الدول التي زارها والتي تعطي أهمية قصوى للتعليم ما قبل المدرسي، مشددا في ذات السياق، على ضرورة الإسراع بالقيام بإصلاحات هيكلية في هذا المجال.
من جهته أكد السيد نزار بركة على ضرورة هيكلة هذا القطاع وتيسير سبل التقاطع والتناسق بين مختلف المتدخلين مشيرا إلى أنه يجب عدم إغفال القطاع غير المهيكل وإدماجه في كل استراتيجية إصلاحية. كما أشار إلى أن المغرب مدعو، في هذا المجال، إلى الاعتماد بالدرجة الأولى على إمكانياته وخصوصياته التي تميزه على باقي البلدان.
وفي موضوع ذي صلة، عبرت السيدة ريجينا عن ارتياحها لكون التوجهات الوطنية المغربية تتقاطع مع أولويات اليونيسف في مجال تنمية التعليم الأولي، وقالت إن أهمية هذا التعليم ليست بحاجة إلى إبرازها على اعتبار أن مختلف الدراسات المنجزة، سواء من طرف الاقتصاديين أو السياسيين أو الباحثين في العلوم الاجتماعية، أجمعت على أن البرامج التي تعنى بتنمية قدرات الأطفال إلى حدود سن السادسة تشكل استثمارا في الرأسمال البشري.
ودعت في هذا السياق الى اعتبار التعليم الأولي دعامة ذات أولوية في الارتقاء بمبدأ المناصفة وحقوق الطفل، كما أبرزت أن وضعية المغرب لا تختلف كثيرا عن باقي الدول التي لا يزال فيها التعليم الأولي يعاني من عدة مشاكل حيث لا تزال نسبة ولوج أطفال العالم القروي ودوي الدخل المحدود متدنية، مما ينعكس سلبا على تمدرس هؤلاء الأطفال وبالتالي يؤدي إلى ارتفاع نسبة الهدر المدرسي.
وقد شكل هذا اللقاء مناسبة لعرض نتائج الدراسة التي أنجزتها الوزارة بتعاون مع منظمة اليونيسف، حيت تناولت تشخيص وتقييم الوضع الحالي لهذا النوع من التعليم. وخلصت الدراسة إلى أن عرض التعليم الأولي يعرف تراجعا في نسبة الإقبال عليه مقارنة مع القطاع الخاص، علاوة على الفوارق الشاسعة بين المناطق القروية التي يكاد يكون فيها التعليم الأولي منعدما والمناطق الحضرية، وكذلك الأمر بين نسب الفتيات والذكور. رغم بعض التقدم الطفيف الذي أنجز في هذا الصدد.
وأبانت الدراسة كذلك على أن التعليم الأولي التقليدي يهيمن بمعدل 80.4% من حيث بنيات الاستقبال، في حين لا يسجل العصري منه سوى 10% وذلك راجع إلى ارتفاع تكلفة هذا الأخير وعدم قدرة في تعميق الهوة في هذا المجال، حسب الدراسة المقدمة، هو استمرار حذف أقسام التعليم الأولي بالمدارس العمومية سنة بعد أخرى بالوسط القروي دون أن يتم تعويضها، ذلك أنه من أصل 18826 قسم محدث برسم سنة 2005/2006 لم يتبق سوى 14012 برسم السنة الدراسية 2012/2013.
هذا وقد تميز اليوم الدراسي بتقديم عدة عروض تضمنت قراءات تحليلية لوضعية التعليم ما قبل المدرسي وبعض سبل تطوير المنهاج الدراسي في أفق صياغة استراتيجية وطنية كفيلة بالارتقاء بهذا القطاع. كما تم تقديم تجارب بعض المؤسسات العمومية والخاصة الفاعلة في هذا القطاع.
حضر هذا اللقاء السيد الكاتب العام للوزارة ومدير الاستراتيجية والإحصاء والتخطيط والمدير المكلف بالتعليم الخصوصي والأولي والمدير المكلف بالحياة المدرسية والمديرة المكلفة بتدبير مجال التواصل ومدير المؤسسة المغربية للنهوض للتعليم الأولي وممثلون عن القطاع الخاص والمجتمع المدني الفاعلين في التعليم ما قبل المدرسي.
0 تعليقات
السلام عليكم و مرحبا بكم يمكنكم التعليق على أي موضوع ،شرط احترام قوانين النشر بعدم نشر روابط خارجية سبام أو كلمات مخلة بالآداب أو صور مخلة.غير ذلك نرحب بتفاعلكم مع مواضيعنا لإثراء الحقل التربوي و شكرا لكم.