يلعن بوك أالزلط

الإدارة سبتمبر 27, 2014 سبتمبر 27, 2014
للقراءة
كلمة
0 تعليق
-A A +A

 يلعن بوك أالزلط


أحمد الغازي

الساعة كانت تشير إلى الثانية عشرة، جو غائم بعض الشيء في منطقة تطل على البحر تدعى كابو نكرو كلمة اسبانية تعني الرأس الأسود، سكون وهدوء يعم الحي الذي كنت أتواجد فيه ، لم أكن يوما أحلم بزيارة مدينة تطوان حتى قادني بؤس الحياة إليها، ككل الطلاب قطعت مئات الكيلومترات كي أعمل، لأدخر بضع دريهمات، أشتري بها ما تيسر من كتب ودفاتر و سراويل ''الدجينز'' حتى أبدو أمام أصدقائي وصديقاتي في أبهى حلة. غادرت فيلا أحد ''الغناضير''، هناك حيث كنت أغرس الكازون و أقص الأشجار والأزهار أو ما يصطلح عليه بلغة البستانيين ''لنتروتيان''، توجهت مسرعا نحو الشاطئ حاف القدمين وعلى جسمي'' شورطا ''أبيض، علني أنسى لبضع دقائق غبار ''الحمري ''ونظرات مول الشي الثاقبة. فور وصولي ارتميت في الماء غير آبه لأصحاب الكروش المنتفخة وذوي ألبسة السباحة الفاخرة، وأنا أكرر في نفسي شتان بين من سافر لتطوان لصرف الأموال والإستمتاع بالعطلة الصيفية ومن غادر قريته لادخار بضع دريهات.. رمقت إحدى الشماليات تسبح في البحر, فتبين لي من خلال حركاتها أنها هاوية في السباحة، إنها فرصتي للتعرف عليها. -أأعلمك كيف تسبحين ، عذرا قبل ذلك ما اسمك؟ -اسمي ليلى وأنت أحمد. -أه تذكرت كنت البارحة رفقة عائلتك، على متن سيارة كاطكاط في البارك أليس كذلك ؟ غمرتني سعادة لا تقاوم ،لكن كان علي أن أكون بارعا في الكذب حتى أنهي الإختبار بنجاح -أجل أجل جئنا من كازا بلانكا لنقضي العطلة هنا. -أين تقطنون بالضبط. -كاليفورنيا واسترسلت قائلا باللغة الفرنسية حتى ''أغمق'' عليها بعدما علمت أنها ''زركة'' لا تتقن سوى الإسبانية. soyez la bienvenue chez nous, je serais très heureux de vous accueillir chez nous à Californie ماإن أنهيت كلامي حتى حان وقت'' التحوفيير وتمارة''، ودعتها على عجل وتوجهت مسرعا إلى الفيلا حتى لا يدركني مول الشي خارج مكان العمل ويطردني إلى الشارع مرددا: يلعن بوك أالزلط.

شارك المقال لتنفع به غيرك

إرسال تعليق

0 تعليقات


 

  • انشر مواضيعك و مساهماتك بلغ عن أي رابط لا يعمل لنعوضه :[email protected] -0707983967او على الفايسبوك
     موقع الأساتذة على  اخبار جوجل - على التلغرام : المجموعة - القناة -اليوتيب - بينتريست -
  • 1141781167114648139
    http://www.profpress.net/