الجامعة الوطنية لموظفي التعليم تحتج على سوء تدبير ثانوية زينب النفزاوية بالحوز

الإدارة أكتوبر 03, 2014 أكتوبر 03, 2014
للقراءة
كلمة
0 تعليق
-A A +A
أنشد الشاعر كعب بن زهير في قصيدته المدحية "بانت سعاد":




فلا تَمَسَّكُ بالعَهْدِ الَّذِي زَعَمَتْ   إلاَّ كما تُمْسِكُ المَاءَ الغَرَابِيلُ
فلا يَغُرَّنَّكَ ما مَنَّتْ وما وَعَدَتْ    إنَّ الأمانِيَّ والأحْلامَ تَضْلِيلُ
كانَتْ مَوَاعيدَ عُرْقُوبٍ لها مثلاً    ومـا مواعيدُها إلاَّ الأبَاطِيلُ


وهي أبيات عن إخلاف الوعد وعدم الوفاء به، وقد ضمنها مثلا عربيا يضرب في هذا الموقف: "مواعيدُ عرقوب أخاه بيثرب"، ولهذا المثل قصة. فعرقوب كان يعيش في يثرب، وكان عنده نخل. فجاءه فقير يسأله العطاء من التمر، فأخذ يسوّف، ويطلب التأخير والتأجيل، متذرعاً بانتظار موعد الجني (الطلع ثم البلح ثم  التمر ثم الرطب) وهي مراحل يمر منها منتوج النخلة قبل النضج الكامل. فلما أصبح التمر رطبا جناه عرقوب ليلا وأخفاه حتى لا يعطي أحدًا شيئًا منه، فلما جاء الفقير لم يجد تمرًا في النخل، فحزن لأن عرقوب لم يفِ بوعده. وصار عرقوب إلى يوم الناس هذا مثلا في إخلاف الوعد، حتى ذم الناس مُخْلِف الوعد بقولهم: مواعيد عرقوب.
وما لبث أن انسل إلى الجسم التعليمي أناس من هذا الصنف، وكلف بعضهم بأمانة السهر على تسيير مؤسسات تعليمية. فوعدوا وأخلفوا. وهكذا حصل في الثانوية التأهيلية زينب النفزاوية بأغمات بنيابة الحوز، التي عاشت السنة الماضية على صفيح ساخن بسبب المشاكل المتراكمة التي عرفتها، والتي كان مدير المؤسسة السبب في جزء كبير منها، وخاصة ما يتعلق بتدبيره للموارد البشرية (تدبير الفائض ...)، والحياة المدرسية (إسناد المستويات وجداول الحصص ...)، إلى جانب سوء التواصل مع العاملين بالمؤسسة الذي وصل في بعض الأحيان للإساءة والتجريح.... في ظل كل هذه الأجواء المشحونة وما صاحبها من ملاسنات واصطدامات ومراسلات تظلم للنيابة الإقليمية ...؛ تدخل المكتب الإقليمي للجامعة الوطنية لموظفي التعليم UNTM، وأوفد لجنة برئاسة الكاتب الإقليمي للقاء مدير هذه المؤسسة بحضور منتدبين عن الأساتذة، إيمانا من هذه المنظمة النقابية بأسلوب الحوار أسلوبا لتقريب وجهات النظر، والبحث عن حلول متوافق حولها للمشاكل القائمة، وتغليبا لمصلحة المتعلمين، وضمانا للسير العادي للمرفق التربوي ...
فعلا تم هذا الاجتماع بالمؤسسة يوم 30 أبريل 2014 ، وامتد لأكثر من ست ساعات (من السادسة مساء إلى ما بعد منتصف الليل). وبعد أخذ ورد، وارتفاع لإيقاع النقاش في بعض الأحيان، وبفضل وساطة المكتب الإقليمي للجامعة الذي أصر على المكاشفة والصراحة، وقع التوافق بين الطرفين على أساس الالتزام ببنود محددة تعبيرا عن حسن النية، وإيذانا بفتح صفحة جديدة، وطيا لصفحة الماضي.
وتزامنا مع نهاية السنة الدراسية 2013/2014 ظهرت بعض المؤشرات على تنصل مدير المؤسسة من التزاماته الأخلاقية؛ وبسبب مصادفة ذلك لمواعيد امتحانات الباكالوريا وإقبال المدير على اجتياز الإقرار في الإدارة التربوية، ورغم الشكايات المتوالية من بعض سلوكات المدير المستفزة، لم تقدم الجامعة الوطنية لموظفي التعليم بالحوز على اتخاذ أي قرار في اتجاه الاحتجاج دفاعا عن منخرطيها المتأذين من سلوكات هذا المدير، خصوصا وأنها كانت شاهدة على الاتفاق المذكور. وفضلت التريث إلى بداية الموسم الدراسي الجاري 2014/2015 زيادة في الاحتياط، وإعطاء لفرصة جديدة لمدير المؤسسة.
ومنذ بداية الموسم الجاري، ومدير هذه الثانوية وفيٌّ لمنطق تصفية الحسابات، وقد بدأ بالأساتذة الذين حضروا اجتماع منتصف الليل منتدبين من زملائهم. وقد كان انتقامه منصبا على إسناد المستويات وجداول الحصص، فقد جعلته روحه الانتقامية لا يأبه للمقومات التربوية لجداول الحصص، فجاءت غير محترمة للمذكرات المنظمة والتوجيهات الرسمية للوزارة، ولخصوصيات المواد الدراسية؛ واتخذها سلاحا لمحاربة العمل النقابي الجاد، والمناضلين الشرفاء بالمؤسسة. إلى جانب الاختلالات التي عرفتها عملية تحديد الفائض في بعض المواد، وما تطرحه من علامات استفهام حول الأسباب والأهداف... كما أن مدير المؤسسة تمادى في تضييقه على أساتذة الثانوية عندما أغلق في وجههم قاعة الأساتذة وحولها إلى مخزن لمواد التنظيف والكراسي والمتلاشيات ... وتركهم يقضون فترات الاستراحة والساعات الفارغة في الساحة. بل إنه منع السادة الأساتذة من إدخال سياراتهم إلى المؤسسة، وسيج مدخلها بحواجز حديدية، وأجبرهم على ترك السيارات في الشارع العمومي غير المؤمن عرضة للخطر؛ في حين أن المدير وهيأة الإدارة (حراس عامون، ناظر، ممونة) يدخلون سياراتهم من باب داخلية المؤسسة ويركنونها داخل بناية المؤسسة، عملا بمبدإ الكيل بمكيالين في تطبيق القانون. وطالت قرارات المدير غير القانونية وأخطاؤه الفادحة غير المغتفرة السطو على تجهيزات الخزانة المدرسية (خزانات خشبية، طاولة المطالعة، كراسي جلدية) ونقلها إلى مكتب المدير واستغلالها هناك، رغم توفر تجهيزات مكتبية كافية بالإدارة: طاولات/ كراسي/ خزانات حائطية/أدراج حديدية ...) بدلا من تفعيلها والاجتهاد في إغنائها. وبعيدا عن منطق تطبيق القانون الذي يدعيه المدير، احتل مصحة القسم الداخلي وحولها إلى سكن خاص به بغير وجه حق.
وأمام كل هذه الاختلالات والتجاوزات لم يجد المكتب المحلي  للجامعة الوطنية لموظفي التعليم بأوريكة،  الذي تقع المؤسسة في ترابه، بدا من تحمل مسؤولياته، والوفاء للالتزام الذي قطعه على نفسه في الدفاع عن منخرطيه وعموم نساء ورجال التعليم الذين يتعرضون لمثل هذه المضايقات والاستفزازت المتتالية، فأصدر بيانه التضامني مع أساتذة هذه المؤسسة المؤرخ بـ 30/09/2014، والمستنكر للخروقات السابق ذكرها، معلنا عن تضامنه المطلق مع العاملين بالمؤسسة في برنامجهم النضالي والذي يبدأ بوقفة احتجاجية إنذارية يوم 14/10/2014؛ محملا المسؤولية كاملة لمدير المؤسسة فيما ستؤول إليه أوضاع المؤسسة، ومحذرا إياه من مغبة التمادي في أسلوب الغطرسة والتحدي الذي يتعامل به مع أساتذة المؤسسة، وداعيا إياه إلى العودة إلى جادة الصواب.
إن كل منصف يقرأ هذه السطور، ويتتبع مجريات الأمور بهذه المؤسسة، يدرك أن الحقيقة التي اجتهد المدير كثيرا في طمسها هي أنه مخلف للوعود، معتمد على سياسة الهروب نحو الأمام.
فيصدق عليه المثل: مواعيدُ مديرِ النفزاوية الأساتذة َ بأغمات.

محمد الحبيب ناصف
                                                                                                  أستاذ بنيابة الحوز

شارك المقال لتنفع به غيرك

إرسال تعليق

0 تعليقات


 

  • انشر مواضيعك و مساهماتك بلغ عن أي رابط لا يعمل لنعوضه :[email protected] -0707983967او على الفايسبوك
     موقع الأساتذة على  اخبار جوجل - على التلغرام : المجموعة - القناة -اليوتيب - بينتريست -
  • 1141781167114648139
    http://www.profpress.net/