اشهد يا دجنبر
في يومك الثاني
أن جسمي قد تكسّر
في بلاد حقوق الإنسانِ
معلم أنا
أحب وطني
أتنقل من قرية لقرية
من منفي لمنفى
أعاني
لست مغْتصِبا
ولا متجوّلا
ولا منتخَبا
كما الإعلام صوّرني
بل رسول العلم
سلاحي طبشور أبيض
وسبورة سوداء
تآكلت مع توالي الأزمان
***
اشهد يا دجنبر
أن أضلعي تهشّمتْ
تكسّرت
اعتُقِلتْ
ورموا بها خلف القضبان
تَبسّمتُ
ولوّحتُ بيدي من بعيد
لإخواني
ا ستمروا
مادامَت تُهمتِي لِساني
نطق بالحق
نطقَ بالصدقِ
فوجد أن الصدقَ تهمة
والحقّ تهمة
والإنصاف تهمة
والعدل تهمة
وما دون ذلك
نبل إنساني
***
إشهد يا دجنبر
أن الغدر كوَاني
انكويت بناريَن
الأولى أِلفتُها
وكيّ الغدر زاد من أحزاني
ظننت أننا كأسنان المشط
أننا جسد واحد
إذا اشتكى منه عضو
الجسم كله يعاني
لكن عضوا صحيحا أضناني
***
اشهد يا دجنبر
أني سلمي
أعشق كتب الحبّ
أنبذ الظّلم
وأني ابنُ زماني
أحمد الغازي