جمعية الآباء بثانوية النهضة التاهيلية قائمة على النهب والسلب
حافيظي حسن-جريدة الأستاذ
تتكرر معاناة آباء وأمهات وأولياء تلامذة ثانوية النهضة التاهيلية باولاد تايمة في بداية كل موسم دراسي من الكلفة الباهضة لعملية التسجيل، والتي تثقل كاهل الآباء، خاصة بالنظر لهشاشة الوضع المادي للكثير منهم والى مردودية جمعية الآباء والتي تشكل النسبة المخصصة لها في هذه الكلفة حصة الأسد.
وبلغة الأرقام فكلفة التسجيل في ثانوية النهضة تصل الى 166,5 د موزعة كالتالي:
- 76,5 د للمؤسسة منها 10 د واجب التسجيل، و 20 د للجمعية الرياضية، و12 د للتامين المدرسي، و 10 د للأنشطة التربوية والاجتماعية، و 3,5 د للوثائق الرسمية، و 20 د لأوراق الفروض المحروسة.
- 90 د لجمعية الآباء منها 20 د لمراسلة الآباء.
وفي الوقت الذي نجد أن النسبة المخصصة سنويا لجمعية الآباء هي الأعلى على المستوى الإقليمي إن لم نقل الوطني، نجد أن المؤسسة تعاني من الكثير من المشاكل التي لم يعد لها وجود في الكثير من المؤسسات والتي لا يعطي تلامذتها ربع ما يعطيه تلامذة المؤسسة.
والأمثلة على هذه المشاكل كثيرة بدءا بالفشل المدرسي وانقطاعات التلاميذ عن الدراسة وتغيباتهم الفردية والجماعية، ومرورا بندرة الأنشطة الاجتماعية والثقافية والفنية الجادة والهادفة، ووصولا إلى النقص الكبير في الكتب والمقررات الدراسية بخزانة المؤسسة.
ويمكن اختزال المكتب المسير لجمعية الآباء في شخصين اثنين ظلا يستحوذان عليه لسنوات، وهما رئيسها (ش.م) الذي كان قبل ذلك نائبا للرئيس، والذي يشغل مهمة حارس عام للخارجية بالمؤسسة، وأمين مالها (ب.م) والذي يشغل ملحق الإدارة والاقتصاد بنفس المؤسسة.
وبالإضافة إلى الأموال الطائلة نسبيا التي يجنيها هذا المكتب في بداية كل سنة خلال عملية التسجيل، والتي تذهب أدراج الرياح، فهو يفرض من حين لآخر ضريبة الخمسة دراهم عن كل تلميذ بالمؤسسة لهذا الهدف أو ذاك (بناء مكتب للموجه، بناء مسجد...)، وهي وان كان بعضها أهدافا مشروعة فان انفراد مكتب الجمعية في التصرف في الأموال المجموعة ورفضه إشراك أي طرف، يؤكد بما لا يدع مجالا للشك سياسة النهب والسلب التي يقوم بها.
ونظرا لعلم الأساتذة بعدم نظافة أيدي هذا المكتب فقد تكفلوا مرة أخرى بجمع الأموال من التلاميذ، وأصروا على الإشراف بأنفسهم على شراء بعض مما كان ينقص لإكمال بناء المسجد الذي طال انتظاره.
وهناك من يربط بين الدراجة النارية والسيارة التي اشتراهما أمين مال الجمعية وبين الاختلاسات التي تطال الجمعية، خاصة وان هذا الأخير وأحيانا رئيس الجمعية يحضرون المؤسسة راجلين على عكس يوم الأحد حيث يستعملان إحدى وسيلتي النقل السابقتين.
ويرى بعض الأساتذة أن 20 د المخصصة لمراسلات هي طريقة من بين الطرق التي يعتمدها مكتب الجمعية لنهب جيوب الآباء، مستغلا بساطة وعدم اهتمام ووعي الكثير من الآباء، إذ أن مراسلتهم هي من اختصاص إدارة المؤسسة، وان الجمعية يجب أن تكون لها اتصالات مباشرة ومنتظمة مع آباء وأولياء التلاميذ.
وقد شهدت الثانوية ثورة تلاميذية على الفساد الذي ينخر هذه الجمعية منذ سنوات، لكنها أجهضت في بدايتها بتخويف وترهيب التلاميذ من طرف مدير المؤسسة ورئيس جمعية الآباء وأمين مالها.