النمو العقلي والمعرفي للمراهق
إنّ النموّ العقلي للمراهق يتحدّد عادة بسنه وما يمكن أن يتعلمه، وما يرغب في تعلمه، والتي تتلائم مع ميوله ونضجه العقلي. فالمراهق في فترة المراهقة تختلف قدراته العقلية بين سنة وأخرى فهي تزداد مع نموّه وتنضج من سنة إلى أخرى حين يزداد نموّ وظائفه العقلية ويزداد ذكاؤه العام . فيقدر على التحليل والتعليل وإدراك العلاقات الإنسانية المختلفة ويستطيع أن يوفق بينها وتزداد مهارته مع تقدم نضجه العقلي والمعرفي.
ويفسّر علم النفس الحديث بأنّ المراهقة التي تبدأ بالنموّ الطبيعي على أن لا يتعرض المراهق لأيّة أزمات جانبية تؤثّر على هذا النمو، عكس ذلك فإنّ النموّ يستمر في مجراه الطبيعي وفقاً لاستجابات المراهق الانفعالية والاجتماعية على هذا الأساس تنمو وتتطور الحياة العقلية والمعرفية الطبيعية للمراهق تطوراً ينمو بها الوضوح والتباين للوصول إلى إعداد شخص متكيّف بشكل صحيح مع البيئة التي يعيش فيها حسب متغيراتها المعقدة وعلى أشكالها المختلفة وهنا تبرز قابليات مختلفة ويكون للموهبة دور مهم في تحديد دور الفروق العقلية ما بين فرد وآخر.
ويبرز في هذه المرحلة الذكاء والقدرات حيث أنّ الذكاء هو المحصلة للنشاط العقلي، وتدلّ كلّ قدرة طائفية على نوع من أنواع هذا النشاط العقلي، وتهدأ سرعة نمو الذكاء في المراهقة ويستقر استقراراً تاماً في الرشد، ويرتبط الذكاء بالقدرة التي ترافق العملية العقلية ونوع مثيرها وأشكالها المختلفة لاستجاباتها، فهي تمثل الناحية العقلية و تؤكّد نوع المثير ومادته وشكل الاستجابة.
ويرتبط بالذكاء الميول الذي "هو شعور يصاحب انتباه الفرد واهتمامه في موضوع ما، وهو في جوهره اتجاه نفسي يتميّز بتركيز الانتباه في موضوع معيّن، أو في ميدان خاص فالانتباه أهم عنصر من عناصر الميل".
1- عملية الإدراك:
يتأثّر إدراك الفرد بنموّه العضوي الفسيولوجي العقلي الانفعالي الاجتماعي، ولهذا يختلف إدراك المراهق عن إدراك الطفل بتفاوت مظاهر نموّها من خلال إدراك المراهق للعالم المحيط به فذلك مظهر من مظاهر النموّ العقلي للمراهق الذي يمتدّ عقلياً للمستقبل، في حين يكون إدراك الطفل فقط للأشياء الملموسة المحيطة به.
2- عملية التذكر:
تتميّز عملية التذكّر في المراهقة، وتنمو معها قدرة الفرد على الاستدعاء والتعرف وتقوى المحافظة ويتسع المدى الزمني الذي يقدم بين التعلم والتذكير فيزداد تبعاً لذلك التذكّر ويبلغ ذروته في السنة الخامسة عشرة لميلاد الفرد، ثمّ يضعف ويتجدّد في سرعته وقوّته، وترتبط عملية التذكّر بنمو قدرة الفرد على الانتباه.
3- عملية التفكير:
يتأثر تفكير المراهق بالبيئة تأثراً يحفزه إلى ألوان مختلفة من الاستدلال وحلّ المشاكل، حتى يستطيع الفرد أن يكيف نفسه تكيّفاً صحيحاً لبيئته المعقدة المتشابكة المتطورة مع نموه، وتؤكّد البحوث على أهمية البيئة في نمو التفكير، وذلك لأنّها تسفر في جوهرها عن نوع ومدى وشدّة المشكلة التي يعالجها المراهق، وترتبط هذه الظاهرة بنمو الذكاء ولهذا يستمتع المراهق بالنشاط العقلي ويلذّ له أن يمضي وقتاً طويلاً في فهمه الفكر العميق لكلِّ ما يحيط به.
4- عملية التخيل:
يرتبط التخيل بالتفكير ارتباطاً قويّاً خلال مراحل النمو المختلفة ويزداد هذا الارتباط كلّما اقترب الفرد من الرشد، وكمال النضج، ويتميّز أسلوب المراهق بطابع فني جمالي.
أهم القدرات الطائفية التي تميّز المراهق هي:
1- القدرات اللفظية:
تتبيّن بشكل واضح في قدرة بعض الأفراد على استيعاب وتفهم الألفاظ والمتغيرات اللغوية على اختلافها.
2- القدرة العددية:
وتتوضح في إمكانية وسهولة القيام بإجراء العمليات الحسابية الضرورية أو الأساسية وبالأخص عملية الجمع.
3- القدرة الاستقرائية:
وتتميّز في سهولة الاستدلال على القاعدة من جزيئاتها.
4- القدرة الامكانية:
وتتوضح في مقدرة بعض الأفراد على إمكانية فهم وإدراك الأشكال الهندسية المتنوعة.
5- قدرة التذكّر المباشر:
وتتوضح في إمكانية بعض الأفراد على استذكار الأرقام بالشكل المباشر مع القدرة على استدعاء الأرقام والألفاظ.
6- القدرة الاستنباطية:
وتبدو في سهولة معرفة الجزئيات التي تنطوي تحت لواء قاعدة معروفة.
المصدر: كتاب مشكلات المراهقة والانحرافات غير الواعية