الابتكار البيداغوجي: السبيل الأمثل لإنتاج أفكار جديدة في منظومة التربية والتكوين

الإدارة مارس 05, 2015 مارس 05, 2015
للقراءة
كلمة
0 تعليق
-A A +A

 الابتكار البيداغوجي: السبيل الأمثل لإنتاج أفكار جديدة في منظومة التربية والتكوين


المصطفى ألحسناوي


 الاتحاد الاشتراكي يوم 04 - 03 - 2015




في ظل استمرار الحوار حول تأهيل منظومة التربية والتكوين و البحث العلمي ببلادنا، كثرت المقترحات و التوصيات، وتنوعت من حيث الدعوة إلى تبني مقاربة تشاركية بخصوص إصلاح هذا الورش الحيوي ، الذي يستمد مرجعياته من الخطب الملكية السامية والدستور المغربي والتحولات الاجتماعية المتسارعة التي يشهدها المغرب .


ومع تزايد الأسئلة الملحة و الحارقة حول قضية التربية والتكوين بوطننا، واختلاف المحاولات التنظيرية والمنطلقات الفكرية الإصلاحية، الرامية إلى ملامسة جملة من الاختلالات وبلوغ مكامن الداء ، بغية البحث عن حلول ناجعة ومنطقية قمينة بإصلاح ما يمكن إصلاحه ؛ يبقى تأهيل العنصر البشري حجر الزاوية في أي إصلاح تنشده أية دولة في المعمور، باعتباره رهانا أساسيا للتنمية الشاملة، لذلك وجب أن ينطلق منه إصلاحنا لتعليمنا وينبغي أن ينتهي به.
* ترى ما المقصود بالابتكار البيداغوجي؟
* وما مدى مساهمته في تأهيل المنظومة التربوية ببلادنا ؟
* كيف نموقع الابتكار البيداغوجي ضمن خارطة العملية التعليمية -التعليمية -التي تعاني بدورها من عدة إكراهات-؟
هذه باقة من الأسئلة التي تؤرق بال العديد من الباحثين التربويين ، سأحاول الإجابة عنها من موقعي كمرب و كممارس بيداغوجي ، دون ادعاء الحصرية والشمول والكمال ، وإنما بهدف جعلها أرضية لنقاش رصين و رزين ،و سأتناولها بالتفصيل عبر هذه المساهمة التربوية المتواضعة.
I-في محددات مفهوم «الابتكار»:
أ-الابتكار لغة:
ابتكر: يقال: ابتكر الفاكهة: أكل باكورتها، و استولى على باكورة الشيء ومنه «ابتكار المعاني « وغيرها.
يقال: «معنى أو فنا مبتكرا» أي غير مألوف .(1)
ويقال أيضا: ابتكرت الشيء إذا استوليت على باكورته، و ابتكر الرجل : أكل باكورة الفاكهة،و في حديث الجمعة: «من بكر يوم الجمعة...»،قالوا : «أسرع وخرج إلى المسجد باكرا».(2)
و كلمة ابتكار مشتقة من بكر أو بكر، بكورا،تقدم في الوقت ..-أتاه باكرا ، وبكر أي بكر إلى الشيء : عجل إليه .
ومنه قوله تعالى: بالعشي و الإبكار
وهكذا يمكن القول بأن الابتكار فعل يدل على الوقت.(3)
ب-الابتكار اصطلاحا:
مما لا شك فيه أن التطور هو السمة الأبرز في حياة الفرد و المؤسسات ، و هذا هو مدلول الابتكار الذي يعتبر كذلك أسلوبا من أساليب الحياة : (ابتكار الموهبة ، ابتكار تحقيق الذات...)
و الابتكار كعملية عقلية هو : « العملية التي تتضمن الإحساس بالمشكلات والتغيرات في مجال معين ، ثم تجديد الأفكار ووضع الفروض التي تعالج هذه المشكلات ، و اختبار ما مدى صحة أو خطأ هذه الفروض ، و توصيل النتائج إلى الآخرالزعبي و الجريري,2007 م, 6-7).(4)
ج-التعريف التربوي لمفهوم «الابتكار»:
يقصد ب : (ابتكار، تجديد : Innovation) : عملية إبداع و إنتاج شيء أو فكر جديدين , أو التوليف بين أشياء موجودة من قبل توليفا جديدا ...،و يتميز الشيء أو الموضوع المبتكر بكونه أصيلا و جديدا مرتبطا بالغرض المتوخى...، أما عملية ابتكاره فإنها تتطلب عمليات متعددة مثل: التحليل،القدرة على الاختيار، التمكن، الفعل و التنفيذ، قوة الإرادة لمواصلة المجهود.
و يقوم كل ابتكار بيداغوجي على ثلاث عمليات رئيسية مترابطة فيما بينها، هي:
* -التلميذ يلاحظ: نشاط من أجل الابتكار(نظر عميق، الإحساس و الفضول، والرغبة في المعرفة من خلال مواجهة مشكل...)
* -التلميذ يتخيل: التخيل هنا تعميق للفكر، وبحث عن حلول و اقتراحات جديدة، و تقديم أكبر قدر من الحلول للمشكل.
* -الإرادة: هي الرغبة في العمل والفعل والمشاركة في تحويل موضوع التفكير إلى شيء فعلي.(5)
II-من أجل مؤسسات تربوية للابتكار:
1- المدرسة كفضاء للابتكار:
لم تعد المدرسة مؤسسة لغسل الأدمغة و تدجين الأجسام، و إنما أصبحت غايتها التمدرس و التمرن من أجل العمل الدؤوب على التنوير، حتى يصبح الفرد قادرا على أن يفكر بذاته على حد تعبير: «كوندورسي Condorcet ).
و المدرسة المغربية بدورها في أمس الحاجة إلى القطع أو القطيعة مع هذا التصور العتيق، خاصة و أنها اليوم في اهتمام بالغ لمواكبة أوراش إصلاحها،كما أنها محط نقاش مجتمعي عميق لتأهيلها، بغية تمكين الأجيال القادمة من منظومة تربوية تتجاوز التراكم و نقل المعارف،و تشجع على روح الإبداع و الابتكار و التفاعل...(6)
مدرستنا اليوم في حاجة للعقل المبدع الابتكاري،الذي يختلق الحلول، و يبادر لاقتراح الأفكار، و يستشرف المستقبل.
و هذا لا يمكنه أن يحدث إلا حين يكون الإنسان مؤهلا لابتكار الوجود...باعتبار الوجود هو مسكن الإنسان ، و مكان إقامته، مهما كان الزمن الذي يستغرقه هذا السكن أو هذه الإقامة .(7)
و بلادنا كذلك في حاجة ماسة لمدرسة تساهم في توطيد مكانة المغرب في مجتمع المعرفة، و تمكن المغاربة من الانفتاح الايجابي على العالم، عن طريق الانخراط في حركية البحث العلمي و الابتكار على المستوى الدولي،و تدعم امتلاك بلادنا للتكنولوجيا و التحكم فيها لنقل و إنتاج المعرفة.
مدرسة جديرة بعصرها ،مواكبة لتطوره، متصالحة مع مجتمعها، يساهم في إنجاحها الجميع من أجل الجميع، و تساهم بدورها في تنمية مغرب التضامن و الديمقراطية و التقدم،مغرب قادر بمدرسته و مؤشراته التنموية على التباري مع الأمم الراقية.(8)
من الممكن أن نجعل من الفضاء التربوي-الوسط المدرسي- فضاء تربويا للبحث التربوي، و فضاء ابتكاريا، و ذلك بتشجيع المدرسين على الجلوس في أوقات فراغهم إلى الكتب الموجودة في هذا الفضاء ?إن كانت موجودة أصلا:لأن العديد من مؤسساتنا التعليمية بدون مكتبات و خزانات مدرسية-،و التنافس في إنتاج أفكار جديدة في التربية ، و العمل على مناقشتها ووضع تصورات و استراتيجيات لتمحيصها و تجريبها، و تكوين ملف خاص بها نسميهمشروعات زيادة الابتكارية في التربية)، و يصبح هذا الفضاء يتبنى التجديدات التربوية و أقلمتها، أو تكييفها و توليدها أو رفضها، ثم تأخذ المدرسة هذه المشاريع و تتبناها لتصبح مدرسة ابتكارية أيضا.
كما من الممكن أيضا جعل الفضاء التربوي ورشة لربط التعلم بالعمل، و ذلك بإشراك المدرسين و المتعلمين جنبا إلى جنب مع الحرفيين و المهنيين في العمليات التعليمية. و هذا يعني أنه يمكن للمدرسين الاستعانة بغير المعلمين في عملية تنفيذ بعض الأنشطة الموازية أو اكتساب بعض المهارات اليدوية أو الفنية أو غيرها...(9)
في نظري تبقى هذه الطروحات (المقترحات) من أهم دعائم النهوض بالمدرسة المغربية،إلا أن الواقع أحيانا يحول دون تحقيق هذه الأهداف و التصورات، ما دمنا نجد مدارس تغيب فيها أبسط شروط التمدرس، و في أحايين كثيرة يصعب الولوج إليها حتى! !
2-المدرِّس(ة) كمبتكر لوضعيات التعلم :
إذا كان التعليم يهدف إلى التعلُّم، فإن المهمة الأولى للمدرِّس(ة)،هي تنظيم و تفعيل الوضعيات و الأنشطة التعليمية ، لا أقل و لا أكثر . بذلك يصبح مبتَكِرا ثم مدبِّرا لعُدَّة و لوضعيات التكوين، و يلعب دور قائد الفرقة أكثر من كونه ناقلا للمعارف. بالتالي فهو يتقن عمله بالاشتغال على الوضعيات المشكلات و البحوث و دراسة الحالات و المشاريع و المشكلات المفتوحة،مما يتطلب تكوينا ديداكتيكيا عاليا،يسمح بفهم منطق تفكير التلاميذ و استراتيجيتهم و أخطائهم و تقديم الحلول الضرورية لها.(10)
كما أصبح المدرِّس(ة) مُلزما بالانفتاح على التكنولوجيا الحديثة وتكنولوجيا الإعلام والاتصال، التي تفرض عليه-رغم الإكراهات والمشاكل التي يتخبط فيها-الاهتمام خلال الممارسة الصفية باستغلال الموارد الرقمية مثل الحاسوب والسبورة التفاعلية و غيرهما، و لو من حين إلى آخر و حسب إمكانيات المؤسسة التعليمية، اعتبارا لكون هذه الوسائط البيداغوجية الرقمية من العوامل المحفزة على المشاركة في الأنشطة التعليمية، كما يمكن اعتبار المدرس(ة) «مؤلفا» لجذاذات و وثائق دروسه.
ويبقى مسؤولا عما ينتقيه ويختاره من معلومات وأفكار تتناغم و تنسجم مع إبستيمولوجيا وديداكتيك و نهج المادة التي يدرسها.(11)
و حتى لا نسقط في العدمية فمشاكل المدرسين حاليا تتفاقم، و هناك للأسف الشديد من يُحمِّلُهم المسؤولية الكاملة فيما وصلت إليه منظومتنا التعليمية،والحال أن إصلاح التعليم لن يتحقق ما لم يتم تأهيل و تكوين و تحسين الوضعية المادية و المعنوية للمدرسين و المدرسات، الذين أصبح دَيْدَنُ العديد منهم هو أن يكون اليوم أفضل من الأمس، في ظل تنامي الشغب و العنف داخل و في محيط المدارس و استفحال ظاهرة الاكتظاظ و العبث و عدم الرغبة في التحصيل لدى عدد كبير من المتعلمين، و هذا واقع نشتغل من داخله و في إطاره منذ عقود، ونبحث منذ مدة عن حلول له،و نساهم قدر الاستطاعة في بلورة ما نتوفر عليه من اقتراحات لتحسين جودة التعليم، إلا أننا نصاب أحيانا بالإحباط لما لا نجد الاستجابة و التفاعل و الإنصات لهموم المدرسين الذين لازالت أوضاعهم «حديثا ذو شجون» !!
ورغم هذه المعيقات،ينبغي على المدرس(ة) اليوم أن يتوفر على كفاية اكتساب كِفايات جديدة و متطورة، كالقدرة على تدبير زمان و فضاء المدرسة، و القدرة على تطبيق البيداغوجيا الفارقية،ليس بين المُتعلمين فحسب، و إنما أيضا في الواقع المعيش، المتغير بفعل التقدم و التطور التقني،فيقوم في فصله الدراسي بممارية أنشطة استباقية للزمن،بكيفية فردية أو جماعية،حتى يستطيع أن يعد متعلميه إلى واقع جديد، ما فتئت مظاهره تظهر للعيان و تقترب كل يوم.
غدا على المعلم في هذا العصر أن يحرس على ممارسة الفكر التربوي والتكويني مدى الحياة،إنه لا يتوجب على الأستاذ التوفر على عدد كبير من الكفايات فحسب، و إنما ينبغي عليه كذلك ، أن يمتلك القابلية التي تجعله يتفاعل مع عدد متنوِّع و مختلف من التلاميذ و أن يوظف الوسائل و الموارد المتعددة، و أن ينوع طرائق الولوج إلى المعارف المختلفة،إلخ.(12)
فتمْهِينُ التدريس يعني تحويل لوسط المدرسة والتفكير في طرق التدريس، لا نقل المعارف و حدها. و من أجل ذلك يقترح «فيليب بيرنو» مقاربة نسقية للمدرسة، لأنَّ المدرس(ة) سيلج عوالم جديدة مثل التدبير و التفاوض و تقويم المؤسسة ووضع المشاريع و العمل الجماعي. و لم يغفل «بيرنو» التذكير بأن التمهين يرتبط بمنظور اقتصادي لتحقيق المر دودية و النجاعة.(13)
2- مُتعلم(ة) اليوم: و الدعوة إلى تكسير بِنيات النظام المدرسي العتيقة القائمة على خنقِ الابتكار:
قال «إيرازم»:»لا يجذب الطفل إلا بالمشوق...و المعلم الذي يحسن ابتكار الوسائل الكفيلة بجعل دروسه مشوقة،يوفر الكثير من الإرهاق و الملل على تلامذته».
تنطبق هذه المقولة على متعلم(ة) اليوم، حيث جعلت العولمة مهام التربية أكبر و أخطر، و جعلت القيام بها مسألة تحتاج إلى درجات عالية من الجدارة والتبصر والتدبر..إننا حقا بصدد جيل جديد من المتعلمين لا ينسجم مع الدور الكلاسيكي للمعلمين الذي قال في شأنه أحد المربين:»لا ينبغي أن يكون دور المعلمين «كالمرضعات»...هدفه فقط إعادة الإنتاج..»»: أو كما قال»مونتانيه»:»لا ينبغي أن تكون الغاية من إرسال الطفل إلى المدرسة،هي أن يصبح.. محمَّلا بالكتب، وإنما.. «رجلا» يحسن الملاحظة و الحكم و العمل»..
وذهب فريق آخر من المربين إلى اعتبار دور المدرس(ة) حاليا مثل : دور «النادل البيداغوجي» الذي عليه اختيار البيداغوجيات المناسبة من هذه السوق البيداغوجية المليئة بالجديد و المستجد، لأن الأمر أضحى صعبا و المتعلم(ة) أصبحت متطلباته كثيرة جدا.
وهنا يمكننا الاستشهاد بمقولة «سقراط»: »كيف يمكنني أن أعلِّمه و هو لا يحبني-أي التلميذ-»، فمن الأمور الهامة في التربية و التعليم، هي حصول الرغبة لدى المتعلم(ة)، و لا يتأتى ذلك إلا بالتواصل معه وفهمه، حيث قال بهذا الخصوص»جون جاك روسو»: ابدأ بدراسة تلامذتك»، لكن هذه الدراسة هي حجر الزاوية، إذ ماهي؟ وكيف ينبغي أن تتم؟ وهل هي صالحة في كل زمان و مكان؟ و هل هي مُجدية بخصوص كل المجتمعات؟؟
هذا، و في ذات السياق يجب على متعلم(ة) اليوم أيضا، تغيير وظائفه، من تلميذ مُتَلَقٍّ سلبي، إلى مُتعلم نشيط في تعلمه، يشارك في بناء معارفه ومهاراته وسلوكا ته، بفضل إيمانه الراسخ بأن كل مكونات المدرسة، وُجِدَت لهدف واحد هو خدمته ومساعدته على تلبية حاجاته الفردية والاجتماعية.(14)
4- الفصل الدراسي:الفضاء الذي يجمع المدرس بالمتعلم...والفضاء الذي تتبلور فيه مضامين المنهاج وطرائق التدريس والتنشيط والوسائل التعليمية والموارد الرقمية وأساليب التواصل التربوي...:
قال المناضل البيداغوجي «فيليب ميريو» : «العاطفة سارية في الفصل الدراسي الأكثر عقلنة وتنظيما».
والمنطلق الصحيح يقتضي كذلك بناء مناهج تربوية أكثر عقلنة وتنظيما، وتأهيل المدارس للربط بين المواد النظرية والتطبيقية العملية في الحياة، و قبلها ينبغي تكوين المدرسين تكوينا صلبا ومتينا والإعتناء بصحتهم النفسية والمعنوية وإصلاح أوضاعهم المادية لأن العمل في مجال إعداد النشء وصناعة إنسان المستقبل ليست «عبثا» أو ترفا أو أرقاما للمزايدات.
إن السبيل الوحيد لمواجهة مستقبل مجهول، هو تنمية شخصية المتعلم في مختلف جوانبها من جهة، واستثارة التفكير الإبداعي لديه من جهة ثانية..(15)
وهذه الأهداف لن تتحقق إلا بتجاوز التعلم القائم على التلقي السلبي، والدعوة بالمقابل إلى التعلم المجدد القائم على صياغة المشكلة وتجميع عناصرها من أجل إحداث التكامل والتركيب وتوسيع الآفاق، عن طريق إعطاء الأولوية للفرد المتعلم ولاستقلاله ولحريته في الاختيار، كما ألح على ذلك المربي الكبير»كارل روجرز» أو مثل ما دعا إليه «جوته»:»كُنْ رجلا ولا تَتَّبع خطواتي»، أو عملا بمقولة «ماسلو»: «إن تحقيق الذات يعني الطاقة الدافعة نحو الإبداع والابتكار».
نستخلص مما سبق أن متعلم(ة) اليوم في حاجة ماسة إلى توجيهه توجيها يفيده في المستقبل، وهذا يتوقف على مدى ملاءمة ما نقدمه للمتعلم مع قدرته على استيعاب وتمثيل ما يقدم إليه، دون أن نجعل منه مقلدا، بل يجب أن نحبِّب إليه البحث والابتكار، لكون من يتَّبع غيره لا يقوم بأي بحث كما جاء على لسان المربي»مونطانيه :Montaigne « .
إن حضور عنصر الإبداعية في الممارسة الصفية صار من أهم الشروط والاستعدادات المُؤشّرة على بعث الحياة في المنهاج الدراسي من قبل المدرسين، وهو ما يمكن أن يسلحهم بممارسة يقظة تتمفصل من خلالها الممارسة النظرية والممارسة الميدانية، مع مراقبتهم المستمرة لأدائهم التعليمي..و هذا يتطلب من المدرس(ة) الاستمرار في الابتكار والتأويل عل حد تعبير الباحث التربوي «عبد الكبير مفضال» .
لذا، ما أحوج نظامنا التربوي إلى المدرّس الباحث الذي يعمل باستمرار على استغلال واستثمار تمثلات المتعلمين إزاء أي نشاط تعلمي أو نحو أية وضعية مشكلة مدرسية أو حياتية و هنا أتفق مع ما اقترحه الباحث التربوي»عبد العزيز سنهجى» بخصوص تطوير ملكات النقد لدى المتعلم(ة)،و هنا أستحضر قولة في غاية الأهمية «لبودلير:BAUDLAIRE» مضمونها: (مَلَكَةُ الخيال هي مَلَكَةُ الملكات)، كما دعا نفس الباحث إلى إِعمال آليات المواكبة والمصاحبة لمساعدة المتعلم(ة) على اكتساب المعرفة وتطوير كفاياته العملية حول تدبير مختلف الوضعيات وإنماء سلوكات ريادية ضمن سياقات خاضعة لمتغيرات الزمان والمكان، زيادة على ضرورة احترام نماذج التعلم المتجسّدة أساسا في: التجريب، التعاون، المشاركة والانخراط، التعلم الذاتي، التقييم الذاتي، التنظيم الذاتي، التعلم الجماعي والتضامني...، واستحضار المقاربات السيكوبيداغوجية المتداولة في مجالات التعلم: (التفتح، الاستكشاف، الإستِدماج، المَأسسة...)، والتعاطي بمنطق متدرج و متناغم مع تطور نضج المتعلم(ة)، وأنماط التفكير لديه، انطلاقا من التفكير الإستكشافي مرورا بالتفكير التصنيفي والتقييمي ، وصولا إلى التفكير الاستقرائي والاستنباطي، مع تنويع تقنيات التنشيط المتجسدة عبر: لعب الأدوار، تقنية فيليبس 6*6، تقنية بانيل، تقنية المجموعات البؤرية، تقنية العصف الذِّهني(الزوبعة الذهنية)، تقنية دراسة الحالات، تقنيات التشخيص الثنائي والرباعي، التمثيل، المسرح، توسيع نطاق تبادل و تقاسم التجارب، والانطلاق من حاجيات وانتظارات التلاميذ، مما يدفع كل من الأستاذ و التلميذ إلى إبداع تجربة فريدة و محفزة من أجل التعلم الجماعي و التعاوني، تخرج الأستاذ من موقعه التقليدي لتجعل منه مستشارا و مصاحبا لسيرورة الريادة عبر مساعدة التلميذ على تحويل حاجياته و أحلامه و أفكاره الى مشاريع قابلة للإنجاز و التطوير و التعديل، و دفعه إلى و نحو بلورة هويته عن طريق التفكير و الممارسة و الإبداع و حل المشكلات.(16)
لا شك أن مجموعة من الباحثين التربويين يتفقون على أن الوقت قد حان لتبني الخطاب الباترونالي (Patron) في العملية التربوية، بهدف التقليل من المعرفة والإكثار من الكفايات، أي التأكيد على التكوين بدل ملء الرؤوس، و تعلم التفكير بدل الحفظ، و هذا ما اعتبره «مونطانيه» المثل الأعلى للتربية، وعبر عنه بقولته الشهيرة : (رأس حسن التكوين، خير من رأس حسن الامتلاء) كما يعتبر الاشتغال على تمثلات التلاميذ مقدمة و نتيجة للعملية التعليمية، ذلك أن المقاربة التمثلية- إن صح التعبير- للعملية التعليمية، جعلتها تأخذ منحى أكثر تطورا في بلورة مناهج التدريس و الإحاطة أكثر بشخصية المتعلم و أنماط تفكيره و طبيعة إدراكه للأشياء(17)
III-بعض معيقات إعمال آليات « الابتكار البيداغوجي»:
بالرغم من الاصلاحات التي عرفها الميدان التربوي في السنوات الأخيرة ، إلا أنه ما يزال يعرف عدة مشاكل لا يسع المجال لذكرها، ما دمنا بصدد تناول موضوع يهم قضايا بيداغوجية صرفة، أي أننا سنحاول الإلتزام بمناقشة ما هو ميكروتربوي - إن صح التعبير ? أما ما هو ماكرو تربوي فسنلمح بإشارة إليه كلما سمحت الفرصة بذلك ، إذ غالبا ما يكون بمثابة خلاصات عامة لما هو ميكروتربوي.
لهذا ، فمن بين المعيقات التي تقف حجر عثرة أمام الابتكار البيداغوجي نخص بالذكر طبيعة المناهج الدراسية التي لا تتلاءم أحيانا مع بعض المؤسسات التي تفتقر لأبسط الوسائل الديداكتيكية ، زيادة على ظاهرة الاكتظاظ بالفصول الدراسية و ضعف التكوين لدى بعض المدرسين إن لم نقل الاعتماد على التكوين الأساس في غالب الأحيان - ، حيث أصبح العديد من المهتمين بقضايا التعليم يرى أن التكوين المستمر والتكوين عن بعد والتكوين الذاتي... يعتبر من ركائز إصلاح منظومة التربية والتكوين.
وهناك من المربين من يعتبر أن بنيات النظام المدرسي التي لازالت في بعض مرتكزاتها تقليدية مثل بنية الفصول الدراسية ، تقف حاجزا أمام تطبيق بيداغوجيا الابتكار أو الابتكار البيداغوجي، إذ ينظر إليها هؤلاء كعامل مساهم في خنق الابتكار ، بمعنى استمرار هيمنة سمات التقليد على منظومة التربية و التكوين وضعف الرغبة لدى البعض في الانخراط في ثقافة العصر، إذ نجد أن بعض محتويات المنهاج الدراسي لا توافق مصلحة المتعلم في بعض الأحيان، و هنا نشير إلى إيجابيات الأوراش التي عرفها المغرب مؤخرا لتأهيل و إصلاح منظومة التربية و التكوين ، حيث تم إشراك المتعلم و لو بشكل نسبي !!.
كثيرة هي المشاكل والمعيقات التي تحول دون بلوغ الأهداف المسطرة من قبل بعض المدرسين لتحقيق ما يصبون إلى تحقيقه خلال الممارسة الصفية، رغم أن عديدهم يحاول تجريب مجموعة من الطرائق ووسائل التنشيط والتواصل... و دائما في إطار « الابتكار البيداغوجي» عن قصد أو عن غير قصد ! ، ومن جملة هذه المعيقات : طول بعض المقررات الدراسية و نزوع بعض التلاميذ إلى هدر الزمن المدرسي، وهذا هو أخطر أنواع الهدر المدرسي، فما معنى أن يحضر بعض التلاميذ إلى القسم لكنهم لكنهم غير حاضرين فيه ذهنيا وفكريا نتيجة عدة أسباب منها ما هو عائلي ومنها ما هو نفسي و منها ما يرتبط بضعف التعلمات الأساس... ؟
IV مقترحات و حلول بشأن إمكانية إنجاح آليات الإبتكار البيداغوجي بالمدرسة المغربية :
أ- المدرسة: إصلاح المناهج و البرامج والمقررات: الهدف المنشود... من أجل مدرسة مفعمة بالحياة:
لمواجهة تبضيع المعارف المدرسية، أصبح مطلوبا من المدرسة توظيف» بيداغوجيا التحفة « و هو ما يقتضي إنجاز أعمال فردية أو جماعية من طرف التلميذ لتتويج مختلف الأنشطة المدرسية ؛ أعمال يفترض فيها الإتقان ، و تتطلب من التلاميذ تجاوز العراقيل و اكتساب المعارف ، أما المدرسون فإنهم يرافقون هذه الانجازات ويولون كامل الاهتمام لتطوير كل تلميذ، كما يمكنهم التفاوض مع التلاميذ وفق آليات بيداغوجية مهيكلة ومنظمة.(18)
من هذا المنطلق أصبح من اللازم بناء مناهج تراعي الربط بين ما هو نظري وما هو تطبيقي وتراعي الفوارق الفردية بين المتعلمين، ناهيكم عن ضرورة انفتاح المدرسة على محيطها السوسيو اقتصادي وتعاونها مع الأسرة، وخلق شراكات مع المجتمع المدني من أجل ابتكار الأفكار الجديدة و مسايرة التغييرات و التجديدات التي يعرفها المجتمع، ومن هنا أضحى الأمر أكثر من أي وقت مضى في حاجة ماسة إلى إقرار حركة تجديد تربوي شاملة بدل الإصلاحات الجزئية.
إن التربية وهي تعيد للحياة إنسانيتها ومعناها الحقيقي، لا تتجاوز فقط مجال التربية التقليدية وطرقها، ولكنها تصبح فلسفة للحياة... للمستقبل وللمصير الإنساني المشترك...(19)
ب- المدرس(ة): متى يبدع المرء و هو مسلوب الإرادة؟؟
لم يعد المدرس(ة) العارف و المالك الوحيد للمعرفة، في مقابل المتعلم الفاقد لكل شيء، بل إن الأمر أصبح يفرض واقعا مغايرا: فبات المدرس مطالبا بتغيير تلك النظرة و العمل على تكسيرها من خلال تنويع موارده البيداغوجية أولا، و في المقام الثاني بتنويع أساليبه التنشيطية، بحيث كونه ملزما بالاعتقاد القوي أن واجبه داخل عملية التعلم هو التوجيه والترشيد التربوي و مصاحبة المتعلم من أجل بلوغ درجة تعلم التعلم والبحث عن مادة تعلمه و صقل مواهبه بطريقة ذاتية.(20)
ويستفاد مما سبق أن نجاح المدرس(ة) في الممارسة الصفية يقف على مدى تحكمه في جملة من الكفايات سواء على مستويات التخطيط لإنماء الكفايات و إرساء التعلمات، و ما تقتضيه من عمليات تدبير الأنشطة التعلمية و تقويمها، أو على مستوى معالجة ما يعوق نماء الكفايات المستهدفة.
أو على مستويات اكتسابه الكفايات المهنية و المؤهلات المعرفية التي تسمح له بامتلاك الطرائق والتقنيات و أساليب التنشيط وفق الأدوار الجديدة التي تقتضيها الاختيارات البيداغوجية الجديدة.
كما ينتظر من المدرس(ة) تعبئة مكتسباته المعرفية لبعث الحياة في المنهاج و إعطائه الشكل الملائم ، و هذا يقتضي تكوين مدرس قادر على تحليل ممارساته الخاصة، و حل المشاكل و إبداع استراتيجيات التعلم.. المدرس(ة) المتأمل في فكر المهني الخبير من حيث التأمل في وضعية النشاط التعلمي.(21)
الممارسة=مدرسة الإبتكار
الحاجة=أم الإبتكار الحرية = أب الإبتكار
إلا أن هذا المدرس في أمس الحاجة حاليا إلى الإسراع لحل مشاكله و بدون تأجيل أو تقاعس من أجل توفيره الظروف المناسبة لأداء واجبه، كما يجب تحفيزه و تشجيعه على السلوك الإبداعي و الإبتكاري، لما في ذلك من مصلحة للمتعلم و للمجتمع كذلك ، فذلك هو سبيل تعبئة طاقاته نحو فرص الإبداع كما يسميها الدكتور مصطفى حجازي، و التي عبر عنها من خلال مثلث»فرصة الإبداع» الذي سنقتبسه منه و نسميه:»مثلث فرصة الإبتكار».(22)
هناك حكمة مغزاها: (ليس هناك شيء أفضل من الحلم لصناعة المستقبل)، وهذا الحلم قد يرتبط بالخلق والابتكار والإبداع، إلا أنه و كما يقال: ( لا يمكن للمرء أن يبدع و هو مسلوب الإرادة !)، بمعنى أن الحرية هي أساس خلق الدافعية لدى كل ساع و راغب في الإبداع و الابتكار...(23)
ج- المتعلم(ة): حان الوقت لتكوين متعلم مبدع..
أصبح المتعلم في وقتنا الحاضر في حاجة ماسة للطرق الحديثة في التدريس، خاصة تلك التي تنمي لديه قدرات الخلق والإبداع و النقد و الإستكشاف و تزرع في تفكيره روح العمل الجماعي، وتحبب إليه مبادئ التعلم الذاتي، الذي ينبغي أن يستند على مكونات بيداغوجية وديداكتيكية وعلى مناهج قائمة على مشروع العمل الفردي/ الشخصي للتلميذ، مع توظيف التقنيات الملائمة للخصائص النفسية و الفكرية والعمرية للمتعلم..(24)
وكذا تبسيط آليات ووسائل التبليغ والتواصل، وحسن تدبير العلاقات داخل حرم المؤسسة، دون إغفال استعمال التقنيات والوسائط الواجب أن تكون في خدمة المتعلم، وتطبيق البيداغوجيات النشيطة و الفعالة التي تجعل التعلم متمركزا حول المتعلم اعملوا على جعل الطفل يبحث عما يستطيع أن يكتشفه بواسطة قواه العقلية)»بستالوزي»، مع إتاحة الفرص لكل تلميذ داخل الفصل للتعبير عن رأيه للمساهمة في بناء التعلمات و تصحيح بعض التصورات و التمثلات.
إن استثمار و تفعيل المتعلم لقدراته الدفينة و ملكاته الإبداعية، كفيل بالمساهمة في تنمية العبقرية و الموهبة لديه، و قمين بتحقيق الانسجام والتكيف في محيطه المدرسي ثم في مجتمعه، من خلال العمل على صقل قدراته على الإنتاج و الابتكار و الإبداع.. و تنمية القدرات الذكائية لديه..بناء على أنشطة تعليمية- تعلمية قائمة على أسس بيداغوجية فعالة و نشيطة تحترم الفوارق الفردية و تعتمد على نظرية الذكاء المتعددة في أي نشاط تعلمي أو أي درس، و ذلك بهدف استكشاف ذكاء المتعلمين و استثمارها في الأنشطة الكفائية و حل المشاكل.(25)
فالمدرس(ة) الذي لا يدرك رغبات متعلميه و غير القادر على تنمية كفاياته المختلفة، لا يمكنه أن ينتمي إلى عصره، بل هو مدرس مغترب و غريب عن الجيل الذي يعلمه و يدرسه و يكونه.. فحينما لا يوافق المحتوى مصلحة التلاميذ: ألا يمكن إبداع المعنى عن طريق وضعيات معيشة؟
و لكي يحصل التعلم في القسم، يجب أن نشعر بوجودنا الفعلي، و لكي يتم ذلك، يجب الإعتراف بنا(الإعتراف بين التلميذ و المدرس) و ليعترف المدرس بالتلميذ عليه أن يستمع إليه و يحترمه..(26)
د-الفصل الدراسي: من أجل فضاء للبحث و الابتكار و الاختراع...
يمكن للفصل الدراسي(القسم) أن يصبح بديلا تربويا يتم فيه تطوير و تنمية عدة كفايات حتى بالنسبة للمدرس(ة)، الذي يتعلم في إطاره معالجة قضايا القسم ضمن مقاربة إنسانية تستحضر علم إدارة الجودة عبر إصباغ طابع الإبداع و القدرة على المشاركة في صنع القرار لعناصر الفصل الدراسي، و ذلك باعتماد الإنصات و الحوار والتواصل، و التوافق و التعاقد و الإعتراف المتبادل، و الإنتقال بقضايا المدرس من العقيدة المتحجرة إلى ثقافة مسائلة لا تركن إلى الهدوء الإبستيمولوجي، بل بناء فضاء تتوالد فيه الأسئلة كل لحظة، والإقلاع عن الوثوقية والأجوبة الجاهزة التي تصلح لكل سؤال، ليصبح الفصل الدراسي منطلقا للبحث وليس مكانا للتلقي السلبي.
وهكذا، يصبح الفضاء التربوي فضاء مكونا «Formateur» به فاعلون تربويون يعملون جميعا على إعداد برامج تكوينية تخدم العملية التعليمية والمدرسة ومحيطها.(27)
و الدرس يبنى بأدوات محلية و بأسئلة آنية و بلمسة فنية(داخل القسم)، باعتبار العملية التعليمية أشبه ما تكون بعمل ما تكون بعمل فني و أثر إبداعي: معارف، مهارات، قدرات...بقدر ما هي حية طافحة بالحياة، و قابلة للتحيين و الاستنطاق على حد تصور الباحث التربوي الأستاذ عبد الرحمان الحميدي: (الجريدة التربوية،العدد: 30بتاريخ 14/12/2009، صفحة 10).
يروم الابتكار البيداغوجي تحقيق التعلم مدى الحياة، وبطرق فعالة ونشيطة، واعتمادا على بيداغوجيات حديثة كالتدريس بالكفايات و الوضعيات- المشكلة وغيرها، وذلك من أجل تحسين مرد ودية العمل التربوي للمدرس و للمتعلم على حد سواء، ولتلافي الاختلافات والتباينات التي تعرفها فضاءات بعض المؤسسات التربوية(صراعات ثقافية و اقتصادية..)، وهذا يتأتى عن طريق خلق أنشطة للتجديد البيداغوجي وتنويع أماكن ومواقع وفضاءات التعلم،و تفعيل بيداغوجيات المشاريع التربوية، وإدماج مهارات وعمليات التفكير ضمن المواد الدراسية والعناية بالحياة المدرسية، بغية تأهيل المدرسة المغربية لتصبح مدرسة للمستقبل ومدرسة للجودة وللمواطنة، مهمتها ووظيفتها إعداد أجيال جديدة من المواطنات والمواطنين وتنشئتهم على روح المسؤولية الواعية وعلى القيم الإيجابية والعيش المشترك، مدرسة جديدة ونافعة تعيش على إيقاع حركية التكنولوجيات الجديدة للإعلام والاتصال كأداة مساهمة في التعلم والتعليم و في الابتكار.
1-المنجد في اللغة والأعلام (2008م) ، دار المشرق-بيروت-لبنان، الطبعة:43(2008م)ص: 47
2- الإمام العلامة أبي الفضل جمال الدين محمد بن مكرم: «ابن منظور الأفريقي المصري» (2005م) «معجم لسان العرب»، المجلد الأول: (أ-ص)، منشورات مؤسسة الأعلمي للمطبوعات- بيروت- لبنان، الطبعة الأولى (2005م)، ص: 338-339
3- منتديات «ستار تايمز:www.startimes.com» (2001م-2014م)- أرشيف التنمية البشرية
4- منتديات «ستار تايمز»، مرجع سابق.
5- أ-د.عبد الكريم غريب(2006م)، ( المنهل التربوي: معجم موسوعي في المصطلحات والمفاهيم البيداغوجية والديداكتيكية والسيكولوجية)- الجزء الثاني(I-Z )، منشورات عالم التربية- مطبعة النجاح الجديدة-الدار البيضاء، الطبعة الأولى(2006م) ، ص:513-514
6- من الرسالة الملكية السامية التي وجهها صاحب الجلالة الملك محمد السادس إلى المشاركين في القمة الخامسة لريادة الأعمال: Global Entrepreneurship Summit=G.E.S) )- التي انعقدت بمراكش من 19 إلى 21 نونبر 2014م، تحت شعار: «تسخير التكنولوجيا لتعزيز الابتكار و ريادة الأعمال».
7- ذ. صلاح بوسريف(2014م)؟، «مدرسة بدون خيال» ، الجريدة التربوية- العدد: 59(نونبر-دجنبر 2014م) ص:13
8- د. عبد اللطيف المودني (2011م)، «الإصلاح التربوي و أوراش مدرسة المستقبل» مجلة الأزمنة الحديثة- العدد:3-4 (أكتوبر 2011م)، مطبعة المعارف الجديدة ? الرباط، ص: 36
9- ذ.محمد داني(2003)، « الفضاء التربوي: بديل تربوي جديد» مجلة علوم التربية- المجلد الثالث، العدد: 25( أكتوبر 2003م)، مطبعة النجاح الجديدة- الدار البيضاء، ص:97-98-100-101
10-فيليب بيرنو» كيف ندرس في القرن الواحد و العشرين؟» ترجمة د.عز الدين الخطابي(2013م)، مجلة عالم التربية، (ملف العدد: الجودة في التربية و التكوين)، العدد:22-23(2013)، منشورات عالم التربية- مطبعة النجاح الجديدة-الدار البيضاء-ص:155.
11-ذ. عبد الحميد عفان (2014)- مفتش ممتاز للتعليم الثانوي، مادة الاجتماعيات- (الموارد الرقمية و تدريس الاجتماعيات «= موضوع الندوة التربوية التي احتضنتها ثانوية أبي بكر الصديق الإعدادية- المنزه-نيابة الصخيرات تمارة يوم:13/11/2014.
12-د. أحمد أوزي (2014)، مأخوذ من تقديم العدد: 60 من»مجلة علوم التربية»(أكتوبر)- مطبعة النجاح الجديدة- الدار البيضاء، ص:5-6.
13-ذ. الحسن اللحية (2012م): ( كتاب: المدرسة و المقاولة: الضرورة أم النفعية؟)- سلسلة المعارف البيداغوجية- منشورات المعارف (دار نشر المعرفة ) ، مطبعة 2012م، ص: 29
14-ذ. رشيد الخد يمي (2011م)،» إعادة الروح للحياة المدرسية «،جريدة الإتحاد الإشتراكي- الملف التربوي- العدد:9745(الخميس 31 مارس 2011م) ،ص: 12(الصفحة 3 من الملف التربوي)
15-ذ. عبد الواحد أولاد الفقيهي (2011م)، «من تحقيق الذات إلى تنمية الإبتكار»،مجلة علوم التربية، العدد: 50( دجنبر 2011م)- مطبعة النجاح الجديدة- الدار البيضاء،ص:41-43
16-ذ. عبد العزيز(2014م)، «كيف يمكن لورش التربية و التكوين أن يساهم في الإعداد لريادة الأعمال ؟» جريدة المساء(المساء التربوي) العدد 2549(الثلاثاء 9 دجنبر 2014م)، ص: 19
17-ذة. كريمة حليم(2003م)، «التمثلات و علاقتها بالعملية التعليمية»، مجلة علوم التربية- المجلد الثالث- العدد: 25(أكتوبر 2003م)، مطبعة النجاح الجديدة - الدار البيضاء- ص: 119-121.
18-فيليب ميريو (2011م)، «32 مقترحا مؤسسا لأفق التربية الديمقراطية، و التربية و التكوين على المواطنة»،ترجمة: ذ.سعيد عاهد، جريدة الاتحاد الاشتراكي، العدد : 9896(الإثنين 26 شتنبر 2011م)، ص:13
19-ذ.عبد الحق لقلاش (1989م)،»التربية الأخلاقية نحو تربية فكرية جديدة)،»مجلة منظمة الكشاف المغربي»-عدد 14 ماي 1989م، مطبعة الرسالة ?الرباط، ص: 80
20-ذ. رشيد الخديمي، مرجع سابق، نفس الصفحة.
21-د. محمد نور الدين أفاية(2014م)،»إعادة التفكير في أزمة التطور الحضاري في الوطن العبي «،- تغطية ندوة الكويت يناير 2014م- مجلة «التفاهم)» ( محور العدد : 43= عمارة الأرض بين الإيمان و العمران)، السنة: 12، العدد: 43( شتاء 2014م/ 1435ه)، مجلة تصدر عن وزارة الأوقاف و الشؤون الدينية- مسقط (سلطنة عمان)، ص: 400
22-د. مصطفى حجازي(2010م)، (كتاب: علم النفس و العولمة: رؤى مستقبلية في التربية و التنمية)- المركز الثقافي العربي- الدار البيضاء(المغرب)، الطبعة: 1(2010م) ص: 250-251.
23-ذ. المصطفى الحسناوي (2014م)» إصلاح الإدارة التربوية مدخل أساس لإرساء الحكامة الجيدة بالمدرسة المغربية»، مجلة دفاتر التربية والتكوين: (المملكة المغربية- المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي)، العدد: 11(يوليوز 2014م)، ص:12
24-ذ.محمد بادرة (2010م)، «طرق التربية و التدريس بين المحافظة والتجديد» جريد ة الإتحاد الاشتراكي- الملف التربوي- العدد: 9617 ( الخميس 28 أكتوبر 2010م)، ص: 09 الصفحة الأولى من الملف التربوي).
25-د. العربي السليماني (2013) (كتاب: المعين في التربية: مرجع للإمتحانات المهنية والكفاءة التربوية ومباراة التفتيش)-المطبعة والوراقة الوطنية- مراكش( المغرب)- الطبعة: 6(يوليوز 2013م) ص: 153-154-155.
26-د.لحسن اللحية (2012م)، « ما بعد بيداغوجيا الفقر والهشاشة)- منطلقات الإصلاح 7/4 - جريدة المساء - المساء التربوي - العدد 1719 (الثلاثاء 3 أبريل 2012م) ص: 21
27-ذ. محمد داني ، مرجع سابق، ص: 99-100-101
* باحث تربوي وممارس بيداغوجي- الثانوية الإعدادية سيدي
المدني بن الحسني-عين عودة ، نيابة الصخيرات تمارة

شارك المقال لتنفع به غيرك


 

  • انشر مواضيعك و مساهماتك بلغ عن أي رابط لا يعمل لنعوضه :[email protected] -0707983967او على الفايسبوك
     موقع الأساتذة على  اخبار جوجل - على التلغرام : المجموعة - القناة -اليوتيب - بينتريست -
  • 1141781167114648139
    http://www.profpress.net/