التلميذ في منظور السوسيولوجيين:
الحسن اللحية
تستعمل حرفة التلميذ في سوسيولوجيا التربية الفرنسية كثيرا بينما تنذر في نظيرتها الأنجلوساكسونية. هناك ثلاث صور للتلميذ ، حسب سيروتا السوسيولوجي الفرنسي، هي:
o الوريث: تعكس الاختلافات الثقافية بين التلاميذ الوسط الاجتماعي، كل تلميذ يحمل كفايات تكتسب اجتماعيا قريبة مما تكسبه المؤسسة المدرسية، كل تلميذ يرث الرأسمال الثقافي لأسرته بدون عمل.
o الوريث: تعكس الاختلافات الثقافية بين التلاميذ الوسط الاجتماعي، كل تلميذ يحمل كفايات تكتسب اجتماعيا قريبة مما تكسبه المؤسسة المدرسية، كل تلميذ يرث الرأسمال الثقافي لأسرته بدون عمل.
o استراتيجي: ينظر إلى التلميذ كاستراتيجي يختار وهو في سوق الخيرات الفكرية والثقافية المسار الأمثل للتوجه للممكن؛ فهو يقيس التكاليف و يستثمر في الفرص لاختيار أحسن الحلول.
o المستهلك: يعتبر التلميذ وأباؤه كغاية لسمعة المؤسسة المدرسية؛ فهما ينتقيان ما يناسبهما.
وهناك من بين، كفليب بيرنو، بأن التلمذة لا تقتصر على اكتساب المعارف والمهارات ولكنها تطال اكتساب قواعد عدة. ولكن لا بد من الإقرار بأن العمل المدرسي يختلف عن غيره من الأعمال؛ فهو من جهة أولى ليس له منفعة مباشرة ظاهرة للعيان، ومن جانب ثان فإن معظم المهام لا يقررها التلاميذ لأنها مفروضة من قبل المدرسين والنجاح فيها لا يضمن أي راتب مباشر. ثم إن إنجاز هذه المهام يكون متقطعا: العمل المفروض المتقطع، المتكرر والمراقب...؛ لذلك يلجأ التلاميذ حسب بيرنو إلى استراتيجيات منها:
أن التلميذ يقبل بمنطق النظام بامتثاله له دون طرح الأسئلة ولا مناقشة الأمر؛ وبذلك يفوز بثقة المدرس الذي يترك له جراء ذلك بعض الاستقلالية؛
أن التلميذ ينجز المهام المطروحة عليه بالسرعة الممكنة ليتفرغ لشيء آخر؛
أن التلميذ لا يرفض العمل بوضوح لكنه يبحث عن طرق ملتوية لتوقيفه؛ فهو يعطي الانطباع بأنه منهمك في العمل دون بدل المجهود؛
أن التلميذ يعلن بأنه غير كاف وغير قادر على فهم المهمة، وهو بذلك يربح الوقت حينما يكون المدرس منشغلا مع غيره؛
أن التلميذ ينكر أهمية العمل المطلوب منه، ويرفض بوضوح القيام به بطرحه لمبررات كثيرة (كالعياء وانعدام الرغبة والميل للدعابة).
إن حرفة التلميذ تستحضر استراتيجيات كثيرة للوصول إلى الفهم الأفضل واستعماله لصالحه مختلف الكيركيلومات المطروحة في المدرسة وخاصة المنهاج الخفي .
0 تعليقات
السلام عليكم و مرحبا بكم يمكنكم التعليق على أي موضوع ،شرط احترام قوانين النشر بعدم نشر روابط خارجية سبام أو كلمات مخلة بالآداب أو صور مخلة.غير ذلك نرحب بتفاعلكم مع مواضيعنا لإثراء الحقل التربوي و شكرا لكم.