سوء التنسيق الكبير بين المعاهد العليا
للتكنولوجيا
التطبيقية والمدارس الوطنية العليا للفنون
والمهن
أصدرت وزارة التعليم العالي المذكرة رقم:
54/ت ع/2015 بتاريخ: 02 يونيو 2015 في شأن إمكانية تنظيم الممرات بين وزارة
التعليم العالي والبحث العلمي وتكوين الأطر ووزارة التربية الوطنية والتكوين
المهني. المذكرة سمحت للطلبة خريجي المعاهد العليا للتكنولوجيا التطبيقية الناجحين
الذين قضوا سنتين تكوينيتين بها بولوج السنة الثالثة من سلك التكوين بالمدارس
الوطنية العليا للفنون والمهن، حيث خصصت نسبة 5 % لهذه الفئة من الطلبة مع إجراء
مباراة للولوج خاصة بهم.
لحد الساعة يعتبر هذا الإجراء بشرى سارة
لكل الطلبة المعنيين بالأمر. لكن يبدو أن الفرحة لم تكتمل بعد، إذ عمدت مثلا
المدرسة الوطنية العليا للفنون والمهن
بمكناس إلى إعلان تاريخ 13 يوليوز آخر أجل لوضع الترشيحات قصد المشاركة في
مباراة الدخول يوم الاثنين 20 يوليوز 2015، في حين أن طلبة المعهد العالي
للتكنولوجيا التطبيقية بتازة كنموذج لم ينهوا بعد إجراءات السنة التكوينية ولم
يحصلوا بعد على نتائجهم الدراسية وبيانات نقطهم للمشاركة في المباراة المذكورة، لذلك
سيضطرون إلى انتظار السنة المقبلة للمشاركة في مثل هاته المباريات. وهذا سينعكس
سلبا على معنوياتهم وعلى مسارهم الدراسي والمهني.
لذلك نرجو من المسؤولين في الوزارتين معا
التنسيق بينهما لتجنب سوء برمجة تواريخ الإعلان عن مباريات الولوج إلى المدارس
والمعاهد العليا، لأن حرمان الطلبة المعنيين بهذا الأمر من حقهم في متابعة الدراسة
في التعليم العالي يمس بجوهر الشراكة التي دشنتها الوزارتان معا، وينزع المصداقية
عن المذكرات الوزارية التي لا يتم احترامها من طرف الجهات المعنية. وهذا ما وقع
بالفعل بالنسبة للمدرسة الوطنية العليا للفنون والمهن بمكناس (ENSAM)، التي لم تول للمذكرة المشار
إليها أعلاه أي أهمية، حسب ما علمنا من
أحد آباء الطلبة الذي تجشم عناء السفر وزيارة المسؤولين هناك بمكناس للوقوف عن قرب
عن مدى تجاوز هذا الخلل، حيث أن تاريخ آخر أجل لوضع الترشيحات (13 يوليوز 2015) سيحرم
ابنه خريج المعهد العالي للتكنولوجيا التطبيقية بمدينة تازة من المشاركة في هذه
المباراة، لأنه لم يحصل بعد على بيانات نقطه، وهذا سيؤدي إلى ضياع حلمه بالالتحاق
بالتعليم العالي، وسيمس بمبدأي المساواة وتكافؤ الفرص بين المتبارين ويخدش مصداقية
الوزارتين بخصوص الشراكة المزعومة بينهما، لكنه لم يلق آذانا صاغية ولم تواجه
احتجاجاته بالجدية المنتظرة، إذ أخبره المسؤولون هناك أنه لا علم لهم بمحتويات
مذكرة الشراكة العرجاء بين الوزاريتن ! ! ! فهل من مجيب؟ وهل من تدخل استعجالي
لتدارك الأمر وإنصاف المتضررين قبل فوات الأوان؟ وهل يهتم المسؤولون فعلا بمصلحة
أبناء هذا الوطن الحبيب؟
د. محمد
الجناتي
أستاذ العلوم
القانونية والإدارية والسياسية
0 تعليقات
السلام عليكم و مرحبا بكم يمكنكم التعليق على أي موضوع ،شرط احترام قوانين النشر بعدم نشر روابط خارجية سبام أو كلمات مخلة بالآداب أو صور مخلة.غير ذلك نرحب بتفاعلكم مع مواضيعنا لإثراء الحقل التربوي و شكرا لكم.