قراءة في كتاب "فنانات تائبات ونجمات الإثارة"
التوبة مسالة طبيعية وخلقية لأنها من طبيعة الإنسان الطيب ،فهي ليست ظاهرة
وليست غريبة ، بل يمكن اعتبار التوبة كباب أو كمدخل يدخل المرء إليه ليرى النور بعدما جاء من الظلمات ، والتوبة هي ذلك
الحد الفاصل بين الجميل والقبيح . إن هذه الرؤية وهذا التحليل البسيط جاء بعدما
ولجت مكتبة الإمام مالك ، وأثار انتباهي
كتاب "فنانات تائبات ونجمات الإثارة" للمؤلفين عماد ناصف وأمل خضير ، فهو كتاب يستحق القراءة
ويستحق أن ننوه بالمؤلفين لما قدماه للقارئ موضحان شيئا مهما ، وهو الهروب من الفن المزيف
إلى الفن الحقيقي ، والفن الحقيقي هو التوبة ، هذا ما جعلني اطرح السؤال
التالي ؛ هل هناك تناقضا كبيرا بين الفن والتوبة ؟
لنترك عماد ناصف الذي أخد حيزا مهما في التأليف ، يدلنا على النقطة المهمة
وهي نقط كثيرة يمكن
ايجا زها في نقطتين مهمتين هما؛
-
الابتعاد عن عالم الضوء المصنوع والشهرة والدخول إلى عالم النور والعبادة.
-الحملة الشرسة الموجهة ضد النساء الثابتات.
أولا، إن جل الشهيرات كشادية...شمس البارودي ...نسرين...مديحة كامل...عفاف
عبدالرزاق...أميرة...هالة فؤاد...هالة الصافي...كاميليا العربي...عفاف شعيب...هناء
ثروت...شهيرة...مها صبري...نورا...سحر جبريل...عفاف الهلاوي...عفاف رشاد ...منى
جبر ...مديحة حمدي...فريدة سيف النصر...سحر حمدي ...وسهير رمزي، الكل تركن وراء
ظهورهن عالما من الضوء والشهرة وابتعدن عن الكاميرا ، لأنهن كن يمثلن ويرقصن ويغنين
بطريقة تكاد تضعف القلب وبطريقة مثيرة تجلب بواسطتها المال والشهرة ، فكن يبحثن عن
المجد المزيف ، وعن كل شيء ، لاتهمهن الشرف.
ولكن الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله، إن
الهداية شيء جميل أجمل من المجد والشهرة ،والتوبة لا تقدر بثمن ، وهي الطريق
الأسهل نحو الله ،ونحو السلام الشريف، والشيء
الذي يوضح أن أولئك دخلن عالم التوبة هو شهادة أزواجهن حين صرح أحدهم بأن
زوجته كانت تستيقظ أثناء الواحدة بعد الظهر ، وأصبحت تستيقظ الرابعة باكرا كي تصلي الفجر ، معنى هذا
هو أن الوقت الأول يدل على أن زوجته كانت
تسهر الليالي في الأستوديو والكباريهات
والفنادق ،فتنام متأخرة . والوقت الثاني يدل على أن زوجته اعتزلت الأضواء المصنوعة وأصبحت تستيقظ باكرا
لاستقبال الفجر وقراءة كتاب الله في الفجر حيث قال سبحانه وتعالى في كتابه العزيز
"ان قرآن الفجر كان مشهودا" وبعد صلاة الفجر تتفرغ زوجته للعائلة وتربية
الأولاد والبيت ، إنها فضل من الله.
لكن أولئك التائبات لم يسلمن ، بل تعرضن إلى شائعات والى إغراءات وأقاويل ،
الهدف منها تشويه سمعتهن الشريفة . والمراد من هذه الشائعات هو إعادتهن إلى طريق
العراء الممسوخ ، طريق الشيطان ، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على أفعال الشيطان الدنيئة التخريبية ، لمالا
وهو حاضر أينما وجد الخير لأن الشيطان قرر مدة سنين أن يغوي البشر إلا عباده
المخلصين .
وتوبة هذه الفنانات ليس غريبا على المؤمنين ، ولكنه غريب عند عديمي الضمير
، وفاقدي البصيرة ، ولهذا فهم يحاولون جعل من هذه
الفنانة أو تلك جسدا عاريا يتمايل فيثير الحيوية الوهمية لدى المرء ن وهذا
لا يمكن اعتباره فنا بل فجورا ، لأن الفن السامي هو الذي يخدم لصالح الإسلام ، وما يخدم لصالح
الشيطان ليس فنا ، وهنا يمكن القول بأنه ليس هناك تناقضا بين الفن والتوبة ، الرقص
المتمايل حرام وليس فن ورفع الصوت أكثر من عالي لدى المرأة في السينما و التلفزة
والمذياع والمسرح حرام ، وظهور المرأة عارية أكثر من النصف حرام .
وكما الفقيه الشيخ متولي الشعراوي في نفس الكتاب ، الصفحة 198 ؛" الفن
هو تجويد الشيء ، والارتقاء به إلى صورة أحسن ..فلا تصبح للحياة صورة مكررة ...بل
هناك ارتقاء وجمال يصل إلى حقيقة
جمالية..شرط أن يتحول إلى شيء قبيح حتى يظل فنا جميلا ......، لا طبعا ..الرقص ليس
له أية علاقة بالفن ..بل هو اهتزازات في الجسم بشكل يثير الغرائز حسب الإيقاع المسموع ..فيحدث الإغراء، ومن تم
المعصية والفحشاء ...كل ما يصح واقعا يصح تمثيلا . وكل ما يحل واقعا ، يحل
تمثيلا،والعكس صحيح ، كل ما يحرم في الواقع ، يحرم في التمثيل .".
هكذا يتضح أن المؤلف ليس مناقضا بل وضع العنوان في مكانه المناسب مناسبا مع
مضمون المؤلف أي "فنانات تائبات " أي أنهن أصبحن فنانات حقيقيات تائبات
في خدمة الله سبحانه وتعالى ، وأنهن تركن النجومية ، نجومية الإثارة ،ودخلن عبودية
الواحد القهار.
فمرحبا التائبات الجديدات والتي هن في طور التفكير وأن باب التوبة لا يمكن
إغلاقه ، وعليكن يا نساء العالم بالتوبة قبل الموت لأن الموت ليس له زمن معين
ومكان معين.
بقلم السيد تاج الدين المصطفى
0661379840
0 Comments
السلام عليكم و مرحبا بكم يمكنكم التعليق على أي موضوع ،شرط احترام قوانين النشر بعدم نشر روابط خارجية سبام أو كلمات مخلة بالآداب أو صور مخلة.غير ذلك نرحب بتفاعلكم مع مواضيعنا لإثراء الحقل التربوي و شكرا لكم.