من حكايات ولاد الدوار
كنت مارا بالقرب من المدرسة، أمتطي حمارا يمشي رويدا رويدا. يقف حينا ليشم رائحة البول أو روث البهائم المتناثر على الطريق ثم يستمر في المشي، كنت أنظر إليه نظرة المستغرب وكأنني أمام رجل يدخن أول سجائره ، كان يشم حتى يبلغ حد النشوة ، . رأى جحشا صغيراً في الإتجاه المعاكس فأخذ يصهل ويركل في كل الإتجاهات ،أما أنا فبقيت لاصقا على ظهره كحشرة صغيرة على ظهر دابة. أصرخ ملء حنجرتي :"واميي شا شا وامي شا وامييي وششششا".
قاومت كثيرا حتى انتهى بي المطاف داخل المدرسة، الأقسام تطل على القرية والساحة لا حدود لها.
خرج المعلم من هول الصراخ ليتفقد الأمر، وجدني أبكي وملابسي ملطخة بالدماء ، سألني عن اسمي وتفقد حالي فإذا بأخي الأكبر وصل إلى عين المكان.
كان أخي يرتدي ملابسا بالية وبيده عصا من عود الرمان وفي عجلة من أمره صاح بي :
امال موك ثاني كاتغوت حتى الحمار غلبك.
فين العتلا اللي قلت ليك تجيب.
نعم ، أرسلني للمنزل على مثن حمار كي أحضر له المعول كي نستعمله في الحرث فانتهى بي المطاف أمام حادثة سير، ربما لم أصل بعد للسن القانوني الذي يسمح لي بسياقة حمار من حجم حمارنا.
أما المعلم فلم يفهم شيئا واكتفى بالتسلل شيئا فشيئاً حتى غاب عن الأنظار .
لم تفهم شيئا أنت أيضا عزيزي. أنا أيضاً، في ذلك الوقت كنت طفلا .
أحمد الغازي
من نسج الخيال
0 تعليقات
السلام عليكم و مرحبا بكم يمكنكم التعليق على أي موضوع ،شرط احترام قوانين النشر بعدم نشر روابط خارجية سبام أو كلمات مخلة بالآداب أو صور مخلة.غير ذلك نرحب بتفاعلكم مع مواضيعنا لإثراء الحقل التربوي و شكرا لكم.