اضغط على الزناد قصة قصيرة

الإدارة November 18, 2015 November 18, 2015
للقراءة
كلمة
0 تعليق
-A A +A


اضغط على الزناد 

اضغط على الزناد

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
من الطرائف الغريبة التي تحدث في هده الحياة..ان هناك شخصا بيننا في هدا الكوكب اسمه "جورج" يستيقض كل صباح...يشرب كوب قهوته المرة مع قطعة خبز مالحة مطلية ببعض الزبدة..يحمل حقيبته متجها الى العمل...والأهم عنده كل صباح..الا ينسى حمل مسدسه الفارغ من الرصاص..في الطريق الى العمل لا يكلم احدا..لا يتأمل..لا يسمع شيئ مما يجوب حوله..هو يوجه كل تركيزه الى صوت المديعة مقدمة برنامج " ما حدث البارحة" بالمناسبة هو برنامج يحكي عن بعض الاحداث الغريبة التي كان محورها شخص مفقود ، احداث لا تصدق..معقدة..خرافية احاينا لكنها تركت وراؤها دليلا على وجودها..ولو حتى اختفاء او التزامه الصمت وتركيز الرأيا والارتجاف احيانا..توحد مفاجئ ورغبة في رأية الدم ..الانتحار..انتقام من مجهول قد يكون هو الدات في نفسها؟؟؟

تنهي المديعة البرنامج بعبارة " لن تصدقوا..انا ايظا لم اصدق..لكن عالمنا يحتمل كل نعت بالمعقد ...اعزائي راقبوا واحرصوا اطفالكم جيدا..نحن في خطر دائم..حتى الحلوى اصبحت مسمومة..وقطع السكر لم تعد حلوة والأشجار توقفت عن منح ثمارها...إننا في مرحلة الانحدار في اتجاه المجهول..؟؟ صباحكم استفهام" ؟مع نهاية كل حلقة يجد "جورج" نفسه امام باب شركة مجهولة الانتماء..يعمل هناك مند تسع سنوات..هو لم يقدم طلبا لهدا العمل ولم يجتز مباراة..وجد نفسه يوما مكبلا مع عدة اشخاص في غرفة صفراء اللون وعلى فمه لصاق...بعد مضي أسبوع مع اشخاص يرتدون بزات بيضاء وجد نفسه تلقائيا ينفد الاوامر..سمع هناك من ممرضة عجوز انه من فصيلة المختارين؟؟لم يفهم ولم يكن في حاجة لدلك..كل ما يهمه ان يقوم بعمله على الوقت المحدد...ونقديس الاوامر..الانتضار ..لا للتأمل..التفكير ممنوع...هناك طريقين..اما العمل في صمت خارج هوية التفكير او الانتحار..؟؟
غرفة عمله تضم رفيقيه "كاريزما" و "جيفرز" كل منهما منهمك بتركيز في عمله الدي لا يتعدى فك رموز ورقة مشفرة معقدة غريبة التصميم ليست دات لون موضوعة على مكتب حديدي ابيض مائل للصفرة...وبجانب الورقة قلم رصاص فقط وعلى المكتب هاتف سلكي أحمر داكن..يرن كل 5 دقائق لتخرج منه جملة أمر او إخبار يُرد عليها بنفس عدد الكلمات دون ابتسامة ولا اي تعبير مميز...بجانب المكتب خزانة مكشوفة رفوفها بها اوراق قليلة مرتبة بشكل "فوبي"..؟؟ لكن اهم ما يميز الفضاءصوت منبه يحمل نبرة امرأة جامحة لطيفة تُدكر الثلاثة بالغرفة بعدد الدقائق المتبقية قبل عطلة نهاية الأسبوع..فيُسمع مثلا " بقي 1985 دقيقة من الإنتاجية قبل عطلة نهاية الاسبوع"؟؟
كلمات وجمل تواصلية محسوبة..قصيرة..لا أحد من الموجودين يغادر مكتبه الا عند حلول الخروج.
يدخل " جورج" المكتب وهو غرفة بدون نوافد ولا ستائر..نورها مشغل طيلة الوقت..نور ابيض قوي..يسمع صوت الباب يفتح..يرفع زميلا "جورج" انضارهما اليه ويتحضران لمتابعة المشهد المتكرر كل صباح مشاهدة استمتاع وأهمية وتركيز..لا شك انها قهوة الصباح..حقنة مهدئة..او جرعة صبر..امل..او موت " جورج" يفتح الباب ويدخل دون ان يسلم على احدهما..يجلس بعد وضع محفظته باحترام بجانب المكتب..يخرج قنينة ماء قديمة الوجود..ويسحب مسدسه من وراء حزامه...الزميلين يراقبان باستمتاع..يصوب فوهة المسدس الى رأسه من الجانب..يتنهد ..يأخد نفسا عميقا يسرق من خلاله كل أكسجين الغرفة..يحرك اصابعه على المسدس ليحكم الطلقة...عيناه مغمضتان..."كاريزما" تنتشي بما تشاهد..هي امرأة تحب الموت لكنه لا يحبها..هي تنتظره كل يوم.."جورج يستعد للحظة الحقيقة...يبلغ المشهد دروة الإثارة.." جورج" منسجم مع الموت هناك وزميلاه يشاهدان في احترام وهدوء قاتل..لا يسمع فيه للكون همس..."يقرر جورج بعد حبس انفاسه لحظة ارتكاب الخطيئة..القتل الدي لم يحن يوما...في انسجامي ثلاثي الأطراف وانصات كامل..يدوس "جورج" زناد المسدس فيجأة..ليسمع صوت رصاصة فارغة..صوت يكسر هدوء وهيبة اللحظة..صوت ساحر يعلن عودة الروح للأجساد الثلاثة بعد موت مؤقت..او سفر خارج العالم؟؟صوت رصاصة فارغة..في شكل اعلان فرصة أخرى ليعيش الثلاثة معاناتهم بعلبة فارغة في عقل مسلوب وقلب مخدر..سرعان ما تمتلأ مع نهاية كل يوم عمل "عداب"..؟؟
"جورج" أخد النصيحة هده من طبيبه النفسي الدي انتحر بفوقاعة حقنة فارغة..انه دائما يقدس الفراغ..هو يحيي ويقتل.."جورج" وعلى الرغم انه تخلص من استغراب زميليه مند زمن الا انه يحب كل يوم ان يختم المشهد بزفير طويل وجملة تتردد بنفس المقاس: "لقد نصحني طبيبي النفسي المنتحر وقال : " جورج..انك ان نسيت يوما ولو سهوا ضغط الزناد..فتأكد أنك في نهاية دلك اليومك...ستنتحر..؟؟"...
يسمع فجأة بعد صمت صوت للمرأة الجامحة بالمنبه.." بقي 999 دقيقة انتاجية قبل عطلة نهاية الأسبوع" مع ابتسامة صوتية غير مسموعة لكنها متخيلة تدوم جزء من الثانية على شفاهها..
الغريب ان قناعة الثلاثة هي واحدة بعد كل شيئ.. " لا مفر من الإنتحار" من الإنفجار يوما ما ان لم يُضغط الزناد ليقتل الماضي مع بداية كل صباح..
فالغالب ان الحياة فرصة في رحم حلم قصير..فرصة تُمنحك صدفة مرة واحدة فقط وبلا موعد لتعقد صفقتك مع الحياة..فإما ان تضغط الزناد او لا تضغط..فاضغط وعش..او تراجع ومت..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تأليف..خليل مرزوق.

شارك المقال لتنفع به غيرك

Post a Comment

0 Comments


 

  • انشر مواضيعك و مساهماتك بلغ عن أي رابط لا يعمل لنعوضه :[email protected] -0707983967او على الفايسبوك
     موقع الأساتذة على  اخبار جوجل - على التلغرام : المجموعة - القناة -اليوتيب - بينتريست -
  • 1141781167114648139
    http://www.profpress.net/?hl=en