رحيل
كانت ليلة اعترافات نارية الاثر...رصاصات بسم اختمر لسبع سنوات
بعد غفلة من عينيه استيقض باكرا قبل الموعد المعتاد بساعتين..
كل الاجراس تدق في رأسه على ايقاع أغنية واحدة " لمادا"
أخد فنجان القهوة البارد وارتشف بألم قاعه..
كانت زوجته تمر من جانبه...هي ايظا لم تنم..ولم تنبس ببنت شفه..أكد دلك الصداع في رأسه ليضع رأسه على الطاولة متأملا في ضلام عينيه فترة مضت..تحسر في صمت..التفت الى حيت خرجت زوجته..دام سكونه متجمدة عيناه في مدخل غرفة النوم للحظات..قرر الرجوع من سباته في لحظة لم يقررها..هاجس آخر يدفعه للخروج...وضع معطفه المعلق بمنضضة قرب باب المزل عل كتفيه..افكار هائجة تتصارع في دهنه...هو لا يتحمل انه وصل الى ما لم يكن يريد وصوله..لم يتخيل ان يخطئ هناك الاختيار بالضبط...استشعر عبر نافدة مطلة على حديقة المنزل نسمة صباح في مخاض ولادته..قرر الخروج...هو الان يسع اصواتا صامتة تناديه للهروب من نفسه المتحرشة بالالم...سكون الشارع الطويل وهدوء لون السماء الفجرية ونغم قبل تتبادلها الأشجار وأوراقها على ايقاع ريح ناعمة..انتصف الشارعَ وأحس ان في منزله ترك امراة احبها تبكي في صمت..هو ايظا يكره الدموع في عيني حبيبته..لكن الالم في قلبه كان اقوى الى درجة معه حتى من التفكير في الأمر..ترك كل شيئ..هو الان يبتعد ويحس نفسه مفلسا من رغم الثراء...انه مفلس من الحب؟؟؟ افلاس لم يعد يحتمل..قرر متابعة السير..الرحيل الى ما لا نهاية...عبر كل الشوارع المجاورة لبيته وصولا الى حيث كانت صورة يحتاجها في صباحه الكافر بدين الحب وعقيدة السعادة...الى واجهة البحر...اغرق عيناه تنهد داخله بعمق وشد معطفه على جنبيه..رفع عينيه الى السماء التي بدأت تنشق بنور الصباح..لازال يحس انه تائه..انه خسر شيئ لاطالما كان حلما؟؟؟ انه خسر نفسه بخسارة الرهان مع الحب في نزال مع الإختلاف مع أنثى حبيبة..ليس ما يؤلمه ذلك حتى بل الألم الأعظم ادراكه انه كسر احدى اهم قواعد لعبة السعادة مع امراة عندما اختار البداية مع الشخص غير المناسب...ما الحل...قالها يتيمة دون زيادة..أجابه البحر بصوت امواجه..هو لا يتحدث لغة الامواج ليفهم..هو لا يريد ان يفهم؟؟؟ انه يرتجي الآن فقط...لحظة هدوء في عمق الضياع والانقطاع عن حياة البشر..ربما يعود الى نفسه او الى المنزل على الاقل لحزم آخر حقيبة واعتدار قبل الرحيل...
ــــــــــــــــــــــ
الى قيس الذي لم أقرأ قصائده مخافة ان أحب..
الى قباني وجولييت بعد الرصاصة القاتلة
الى اول لحظة لقاء كانت قدرا بيني وبين القدر
الى عزيزي الحب..الذي لم يعد من سفر طويل
الى شبه المؤنث الساحر وطيف حبيبتي بعد الرحيل
اهدي
رحيل.
ـــــــــــــــــــــــ
تاليف خليل مرزوق.
0 تعليقات
السلام عليكم و مرحبا بكم يمكنكم التعليق على أي موضوع ،شرط احترام قوانين النشر بعدم نشر روابط خارجية سبام أو كلمات مخلة بالآداب أو صور مخلة.غير ذلك نرحب بتفاعلكم مع مواضيعنا لإثراء الحقل التربوي و شكرا لكم.