سنغافورة تتربع على قائمة أفضل نظام تعليمي لسنة 2015
when it comes to education singapore is a world beater
اذا أردت التحدث عن التعليم و جودته فتحدث عن سنغافورة
1ـ التعليم أولا
في غضون عقود قليلة، حققت سنغافورة إنجازات هائلة جعلت منها دولة متقدمة. إلا أن الإنجاز الحقيقي الذي حققته هذه الجزيرة الصغيرة هو تطوير نظام تعليمي يعتبر أحدَ أرقى أنظمة التعليم في العالم بلا نزاع. حيث مكنها نظامها التعليمي من تكوين كفاءات و خبرات ساهمت في بناء اقتصاد البلد. لقد فهمت سنغافورة أنها لا تملك أية موارد طبيعية تساعدها على تحقيق نموّ اقتصادي. فهي دولة في مدينة واحدة، مع جزر صغيرة جدا من جوانبها. فاختارت سنغافورة أن تركز على رأس المال الحقيقي الذي تملكه، و الذي اعتمدت عليه في تحقيق معجزتها الاقتصادية : الإنسان.2 ـ مميزات نظام التعليم في سنغافورة
يعتبر نظامُ التعليم في سنغافورة واحدا من أفضل أنظمة التعليم في العالم. كما تعدّ التجربة السنغافورية في التربية و التعليم من التجارب الرائدة التي تستحق الوقوف عليها و التوقف عندها من أجل الاستفادة منها. و تكمن مهمة التربية و التعليم في تكوين و بناء الإنسان السنغافوري، لتجعل منه عنصرا قادرا على المساهمة في تطوير مستقبل بلده. حيث تسعى وزارة التربية و التعليم إلى مساعدة الطلبة على اكتشاف مواهبهم، و استغلال طاقاتهم بأفضل شكل ممكن، و التعلم أكثر، و تحقيق نتائج جيدة. كما تتوفر سنغافورة على نظام تعليمي جد متقدم، و على معاهد متطورة، و مكونين و أساتذة أكفاء، و تجهيزات و بنية تحتية متطورة. و يوفر التعليم لجميع الطلاب فرصا عديدة و متنوعة لتنمية قدراتهم و مواهبهم. كما أنه يتميز بالمرونة الكافية التي تمكن الطلبة من توظيف كامل إمكانياتهم.لقد اعتنت الحكومة السنغافورية عناية بالغة بالتعليم، باعتباره ركيزة أساسية للتقدم و التفوق، و خصصت له خمس ميزانية الدولة. ففي سنة 2006، بلغت نفقات الحكومة السنغافورية على التعليم 7 ملايير دولار سنغافوري. و في سنة 2007، وصلت إلى أكثر من 7.5 مليار دولار سنغافوري، أي حوالي 15.2% من ميزانية الحكومة. و قد لفت النظام التعليمي السنغافوري الأنظارَ، حين نجح الطلاب السنغافوريون في بلوغ مراكز جد متقدمة في مسابقات الرياضيات العالمية، خاصة أنهم فازوا بمسابقة(TIMSS) العالمية للرياضيات و العلوم للأعوام 1995، 1999 و 2003.
لقد حفزت هذه النتائج دولا عديدة، منها الولايات المتحدة الأمريكية لدراسة أسرار تفوق الطلاب السنغافوريين في الرياضيات، للاستفادة من التجربة السنغافورية في التعليم في تصميم المناهج، و تطوير طرق التدريس، و إعداد الأساتذة المتمكنين اللذين يسهمون في صقل المواهب و تنمية القدرات.
تهدف برامج التعليم إلى إعطاء المتعلمين فرصة تطوير قدراتهم و كفاءاتهم و شخصيتهم و قيمهم، كي يساهموا في تقدم سنغافورة. و خلال السنوات الأخيرة، عملت سنغافورة على جعل نظامها التعليمي أكثر مرونة و استجابة لاختيارات الطلبة. حيث يتمثل الهدف من ذلك في منح الطلبة اختيارات أوسع تتلاءم مع كفاءاتهم و طاقاتهم. فعندما يكونون قادرين على اختيار ماذا و كيف يتعلمون، فإنهم يستطيعون استغلال و توظيف طاقتهم بأفضل شكل ممكن.
إن هذا الأسلوبَ في التعليم يساعد على تزويد الطلبة بخبرات متعددة يحتاجون إليها في المستقبل. و يهدف النظام التعليمي بالأساس إلى مساعدة كل طفل على اكتشاف مواهبه، و على أن يكبر منذ المدرسة واثقا بنفسه و بقدراته. كما يهدف النظام التعليمي إلى مساعدة الناشئة على تطوير قدراتهم و صقل مواهبهم، في مجال العلوم و الفنون و الرياضة، و على تحقيق أحلامهم و النجاح في حياتهم. و يهدف النظام التعليمي كذلك إلى تكوين أجيال من القوى العاملة المدربة و المؤهلة أكاديميا، و تمكين الشباب من الالتحاق بسوق الشغل.
3ـ التعليم العالي في سنغافورة
يعتبر التعليمُ من أهم أولويات الحكومة السنغافورية، و بشكل خاص التعليم العالي. و لا تسعى وزارة التربية في سنغافورة إلى الرفع من مستوى التعليم، لأنه يعد حاليا جد متقدم. و لكنها تسعى إلى الرفع من قدرته على التأقلم مع رهانات التنافسية العالمية. حيث تسعى الحكومة السنغافورية، منذ سنوات 1990، إلى جذب معاهد أجنبية ذات سمعة عالمية جيدة، عن طريق إنشاء مراكز تكوين لها في سنغافورة. و الهدف من ذلك هو أن تصبح سنغافورة مركزا دوليا في التعليم، و تستقطب أكبر عدد ممكن من الطلبة الدوليين. و يشرف " مجلس التنمية الاقتصادية " على هذه السياسة.إن النظام التعليمي السنغافوري جدّ متقدم، و لكنه أيضا جد انتقائي، حيث أن أقل من 25% من الطلبة يستطيعون الوصول إلى الجامعة. و بينما لا يبلغ عدد السكان في سنغافورة سوى 4,6 مليون نسمة (2007)، فإن أكثر من 20000 طالب سنغافوري يغادرون سنغافورة في كل سنة من أجل متابعة دراساتهم العليا في دول أخرى. و من جهة أخرى، تطمح سنغافورة إلى استقبال 150000 متعلم من مختلف المستويات، من دول أخرى، في أفق سنة 2015.
يعتبر نظام التعليم العالي في سنغافورة واحدا من أفضل أنظمة التعليم في آسيا و على الصعيد العالمي. و في سنة 2007، قدم 000 85 طالب من 120 بلدا للدراسة فيها. هناك أربع جامعات وطنية : جامعة سنغافورة الوطنية (NUS)، و جامعة نانيانغ للتكنولوجيا(NTU) ، و جامعة سنغافورة للإدارة (SMU)، و جامعة سنغافورة للتكنولوجيا و التصميم .(SUTD)
توجد جامعة سنغافورة الوطنية و جامعة نانيانغ للتكنولوجيا بالقرب من المجمعات التكنولوجية التي توجد بها شركات متخصصة في التكنولوجيا العالية. أما جامعة سنغافورة للإدارة، التي تتخصص في التجارة و الاقتصاد، فقد أنشئت في سنة 2005 على مساحة 4,5 هكتار في قلب المدينة، لتكون قريبة من مركز الأعمال و الأبناك. في حين أن جامعة سنغافورة للتصميم و التكنولوجيا، سيتم افتتاحها بحلول عام 2012.
هناك أيضا عدة معاهد بولي تكنيك، و معاهد التعليم التقني، و معاهد متخصصة في عدة مجالات. بالإضافة إلى العديد من المعاهد الأجنبية، مثل : إنسياد (INSEAD)، ولاصال، و كل هذه المعاهد تعتبر من أفضل المدارس في العالم. كما يوجد بسنغافورة حوالي 300 معهد حر، و أغلب هذه المعاهد هي شريكة لمعاهد من الولايات المتحدة الأمريكية، أو إنجلترا، أو أستراليا.
كما أن الميزتين الأساسيتين للتعليم العالي في سنغافورة هما : الانتقاء و الجودة. حيث أن الولوج إلى الجامعة يخضع لانتقاء قوي. يضاف إلى ذلك كون الجامعات السنغافورية مصنفة بين أفضل الجامعات في آسيا و العالم. ففي سنة 2010، احتلت جامعة سنغافورة الوطنية المرتبة 34 في العالم، و احتلت جامعة نانيانغ للتكنولوجيا المرتبة 73 في سنة 2009. و من جهة أخرى، تجذب جامعات سنغافورة في كل سنة عددا كبيرا من الطلبة الأجانب في مختلف التخصصات الجامعية.
0 تعليقات
السلام عليكم و مرحبا بكم يمكنكم التعليق على أي موضوع ،شرط احترام قوانين النشر بعدم نشر روابط خارجية سبام أو كلمات مخلة بالآداب أو صور مخلة.غير ذلك نرحب بتفاعلكم مع مواضيعنا لإثراء الحقل التربوي و شكرا لكم.