افتتح السيد خالد برجاوي، الوزير المنتدب لدى وزير التربية الوطنية والتكوين المهني، بحضور سفير الجمهورية الفدرالية الألمانية السيد فولكمار فينسل، Volkmar WENZEL، يوم الثلاثاء 26 يناير 2016، بمركز التكوينات والملتقيات الوطنية بالرباط، أشغال مائدة مستديرة حول تدريس اللغة الألمانية بالنظام التربوي المغربي.
وتأتي هذه المائدة المستديرة ، التي نظمتها الوزارة بتعاون مع معهد "غوتة"، Goethe، الألماني بالمغرب، ومشاركة خبراء من ألمانيا والمغرب، في إطار التعاون التربوي المغربي ـ الألماني، وتنفيذا لبرنامج العمل القائم بين الوزارة والمعهد.
وفي كلمة له بالمناسبة أكد السيد الوزير على أن المدرسة المغربية توجد في قلب المشروع المجتمعي لبلادنا من خلال المهام والأدوار المنوطة بها في تكوين مواطني الغد وتحقيق التنمية المستدامة وضمان الحق في التعلم للجميع.
كما ذكر أن الوزارة، وتنفيذا للتعليمات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، حول المدرسة ومستقبلها ووعيا منها بالصعوبات والإكراهات الموجودة، عملت على بلورة مجموعة من التدابير ذات الأولوية لإصلاح منظومة التربية والتكوين للفترة ما بين 2018 ـ 2015، بتناغم تام مع الرؤية الاستراتيجية للمجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي 2030 ـ 2015، مشيرا إلى أن هذه التدابير، التي تتمحور في جزء كبير منها حول الإصلاح البيداغوجي، تهدف بالأساس إلى تكريس المساواة وتكافؤ الفرص وضمان الجودة للجميع كما تهدف إلى النهوض بالفرد والمجتمع في المدرسة المغربية.
وبخصوص تدريس اللغات في منظومة التربية والتكوين بالمغرب شدد السيد الوزير على أن هذه المسألة توجد اليوم في قلب النقاشات الأساسية وتقع على رأس اهتمامات كل القوى الحية في البلد، كما أن الوزارة تبذل قصارى جهودها لتحسين التعلمات وتطوير مناهجها بإدماج مناهج بيداغوجية عصرية تعتمد على أدوات تكنولوجية تربوية وتفاعلية في تعليم اللغات، مبرزا، في ذات الصدد، أن تدريس اللغة الألمانية له مكانته بالنظام التربوي المغربي ويقع على عاتق 246 أستاذة وأستاذا منهم 164 في مستوى الثانوي التأهيلي و82 في مستوى الثانوي الإعدادي، في حين يصل عدد التلاميذ الذين يتعلمون اللغة الألمانية بالمغرب نحو 25 ألف تلميذا، 12 ألفا منهم في الثانوي التأهيلي و13 ألفا في الثانوي الإعدادي.
وفي نفس السياق أشار السيد برجاوي، أنه بفضل التعاون المغربي الألماني، وخاصة مبادرة Pasch، استفاد حوالي 46 أستاذا ومفتشا من دورات للتكوين المستمر بألمانيا ما بين سنة 2010 و2015، حيث مكنتهم هذه التجربة من اكتساب مهارات بيداغوجية في تدريس اللغة الألمانية كلغة أجنبية، كما استفاد بعض التلاميذ الذين يدرسون هذه اللغة من إقامات لغوية بألمانيا توجت بتقويمات لمستوى اكتسابهم وتعلمهم لهذه اللغة.
من جانبه ثمن فولكمار فينسل، سفير الجمهورية الفدرالية الألمانية، علاقات الصداقة والتعاون القائمة بين البلدين في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية معربا عن رغبة بلاده في تطوير هذه العلاقات وبناء نموذج لشراكة متميزة مع المغرب.
كما أكد، في الموضوع المطروح للتدارس والنقاش ضمن أشغال الندوة العلمية، على استمرار بلاده في تقديم الدعم اللازم للارتقاء بتدريس اللغة الألمانية في النظام التربوي بالمغرب، واتجاهها إلى بذل مزيد من الجهد لتطوير التعلمات المتعلقة بتدريس اللغة الألمانية كلغة أجنبية، كما عبر عن تقاسمه لنفس الرؤى التي تبلورها الوزارة في ما يخص ضرورة خلق ممرات تربوية بين المغرب وألمانيا يكون من شأنها تسهيل اندماج الشباب في سوق الشغل وفتح الآفاق أمامهم لمتابعة الدراسات الجامعية، مبرزا أن الجامعات الألمانية تقترح على الشباب مجموعة من التخصصات تعتبر واعدة على المستويين التكويني والمهني.
وعرفت المائدة المستديرة تقديم مجموعة من العروض استهلت بعرض للسيد فؤاد شفيقي، مدير المناهج، أستعرض فيه مجموعة من الملاحظات التي تؤثر على وضعية تدريس اللغة الألمانية في النظام التربوي المغربي، أجملها في:
أولا، المفارقة الموجودة في هذا الإطار والتي تتمثل في التباين ما بين إقبال الشباب على تعلم اللغة الألمانية سواء في معهد غوته أو في المؤسسات الخاصة بتعليم اللغات من جهة، وما بين التراجع الذي يشهده تدريس هذه اللغة بالمؤسسات التعليمية من جهة أخرى.
ثانيا، الملاحظة التي تتعلق بعدد أساتذة اللغة الألمانية، فمن بين حوالي 250 أستاذا لهذه اللغة 125 فقط منهم ممن يمارسون فعلا تدريس اللغة الألمانية في حين يتوزع الباقي على مهام أخرى.
ثالثا، إشكالية التأطير حيث أن الوزارة حاليا لا تتوفر إلا على مفتشة واحدة للغة الألمانية تقوم لوحدها بكل مهام التفتيش والتأطير في كل الأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين فضلا عن مهام أخرى إضافية تتعلق بإعداد الامتحانات وخاصة إعداد وتصحيح امتحانات الباكلوريا.
رابعا، وأخيرا، مسألة الكتاب المدرسي حيث لا تتوفر الوزارة على كتاب مدرسي مغربي خاص بتدريس اللغة الألمانية على غرار الكتب المدرسية الخاصة باللغة الإنجليزية على سبيل المثال.
في حين تناول السيد مولاي يوسف الأزهري، مدير المركز الوطني للتجديد التربوي والتجريب، في عرض ألقته بالنيابة عنه السيدة ليلى بلعربي، رئيسة مصلحة بالوحدة المركزية لتكوين الأطر، الجوانب المتعلقة بتكوين أساتذة اللغة الألمانية بالمغرب تطرقت من خلاله إلى بعض الملامح الأساسية لمنظومة تكوين الأساتذة بالمغرب بشكل عام وكذا الإصلاحات التي شهدتها هذه المنظومة بالإضافة إلى المسارات التكوينية التي يمر منها الأساتذة، ومنهم أساتذة اللغة الألمانية، في اتجاه الحصول على شهادة التأهيل المهني التي تخولهم التدريس في المستويات الثلاث، الابتدائي والثانوي الإعدادي والثانوي التأهيلي.
كما تطرقت إلى المهام التكوينية المسندة في إطار ما استحدث من هندسة تكوينية جديدة لإصلاح المراكز الجهوية لمهن التربية والتكوين.
أما الدكتور فريدريتش دالهاوس، Friedrich Dahlhaus، مدير معهد غوته بالرباط، فقد استغل مداخلته لتقديم أرقام ومعطيات حول واقع تدريس اللغة الألمانية في المغرب، مبرزا أن عدد المدارس العمومية التي تدرس بها اللغة الألمانية كلغة أجنبية ثانية هو 209 مؤسسة تعليمية، كما أن اللغة الألمانية توجد كشعبة في التعليم العالي بأربع جامعات موزعة بين الرباط والدار البيضاء وفاس وطنجة، بالإضافة إلى 13 مدرسة تنتمي إلى شبكة مدارس Pasch، وحوالي 100 مركز لتعليم اللغة الألمانية الكبار.
وبخصوص نموذج شبكة مدارس Pasch، قدمت المديرة المساعدة لمعهد غوت ورقة تفصيلية حول هذه التجربة وانتشارها في المغرب كما في بعض الدول العربية ودول العالم حيث استعرضت نماذج لأنشطتها باعتبارها نموذجا رائدا للمدارس الشريكة والأدوار التي تقوم بها في تعليم اللغة الألمانية كلغة أجنبية لغير الناطقين بها.
للإشارة فقد حضر أشغال هذه المائدة المستديرة محمد الساسي، مدير، المركز الوطني للتقويم والامتحانات والتوجيه، والسيدة إلهام العزيز مديرة مشروع جيني والسيد محمد أضرضور مدير الأكاديمية الجهوية للرباط سلا زمور زعير، والسيدة فاطمة وهمي، المديرة المكلفة بمجال التواصل، وأطر من الإدارة المركزية.
0 تعليقات
السلام عليكم و مرحبا بكم يمكنكم التعليق على أي موضوع ،شرط احترام قوانين النشر بعدم نشر روابط خارجية سبام أو كلمات مخلة بالآداب أو صور مخلة.غير ذلك نرحب بتفاعلكم مع مواضيعنا لإثراء الحقل التربوي و شكرا لكم.