مكناس: جمعية المواطنة للتربية والثقافة تحتفي بتجربة الناقد والشاعر محمد المتقن

الإدارة März 24, 2016 März 24, 2016
للقراءة
كلمة
0 تعليق
-A A +A

مكناس: جمعية المواطنة للتربية والثقافة تحتفي بتجربة الناقد والشاعر محمد المتقن 

مكناس: جمعية المواطنة للتربية والثقافة تحتفي بتجربة الناقد والشاعر محمد المتقن

سعيد شقروني


تنفيذا لبرنامجها الثقافي والإشعاعي، دشنت جمعية المواطنة للتربية والثقافة ربيعها الأول بندوة علمية تُوجت بحفل توقيع كتاب "القصيدة بين الرمز والقناع" للناقد والشاعر محمد المتقن، يوم الأربعاء 23 مارس 2016 بقاعة المحاضرات بغرفة الصناعة التقليدية بمكناس، ترأستها الأستاذة المبرزة سهام البوعيادي وشارك فيها ثلة من الباحثين: الدكتور سعيد الشقروني، والدكتور عبد الكريم الدخيسي، والأستاذ الباحث محمد الطيب، وحضرها العديد من المهتمين.

أجمعت كل التدخلات فضلا عن بيانها لمكامن الإضافة المعرفية في كتاب الناقد محمد المتقن، على التنويه بمقام الاحتفال والاحتفاء الذي يُحتفى فيه بالناقد تقديرا للثقافة، وللنقد وللإبداع، واعترافا بمعنى من المعاني بمن ناضل من أجل البحث والجامعة؛ هو لقاء لتأبيد هذه العقيقة الجديدة في انتظار بنوة أخرى.. مقام يحتفي فيه القراء والأصدقاء ورفاق الدرب بالكتابة والكتاب؛ احتفال واقعي وصادق وإن كنا في زمن ثقافي لا يصل إلى ما كان يحتفي به العرب قديما عندما كان يولد بينهم شاعر.
مقام عقيقة واحتفال بمخيلة ودود وولود، لا تعترف بتحديد النسل، تتعدد مواليدها وتتنوع أجناسهم –كما أسلفت سابقا- بين النضال والتأليف والنقد، مع حرفة الأدب التي لا تغني ولا تسمن من جوع، ورغم ذلك، ظل متشبثا بالكتابة والتأليف: الكتابة باعتبارها تجديدا للميلاد وللتعاقد مع القراء..
تأتي هذه الالتفاتة بعد مسير شعري واع ومؤمن بالشعر والأدب في صناعة الإنسان حيث أصدر محمد المتقن عدد من المؤلفات: "واحات الشدو الجريح (ديوان شعر) 1996" و"الدم  المطلول ( القصيدة الفائزة بجائزة النشر ضمن ديوان الشهيد محمد الدرة) 2001" و"الإيقاع في الشعر العربي ( الجزء الأول) (دراسة للمفهوم في أعمال النقاد)  2012" و"مفاهيم نقدية:  القراءة  ـ التأويل ـ الغموض والوضوح في الشعر  2013"، و"معالم الجمالية الشعرية العربية المعاصرة 2013"، و"الفجر والغيمة (ديوان شعر) 2013"، و"الرواية المغربية الجديدة (مؤلف جماعي) 2015"، و"التعليم العالي والمشروع المجتمعي (مؤلف جماعي) 2015"..
واعتبرت المداخلات الاحتفاء بالناقد محمد المتقن احتفاء بأستاذه -وأستاذ العديد من معاصريه من الشعراء- الشاعر حسن الأمراني الذي تظل أبياته مضيئة بالجمال والقيم النبيلة والأخلاق والصفات الرفيعة، تسعى إلى نشر رسائل تجربة روحانية بسمات صوفية إسلامية قصد إبداع التوازن في كل شيء الذي هو شرط حضاري ولكل بناء للجمال والإنسان.. واعتراف بمكانة رأيه الأدبي المؤسس على ترك حياة الإنسان ليبلغ أعمق معاني الإنسانية، وليكون أدبا عالميا في أبعاد آفاقه العالمية.
مكناس: جمعية المواطنة للتربية والثقافة تحتفي بتجربة الناقد والشاعر محمد المتقن

         وتوجه الناقد محمد المتقن إلى المتلقي وهو يعاين بعين المثقف والشاعر والناقد الشعر العربي: "أما شعر حسن الأمراني، فيمنعك الراحة، ويهبك المتعة، يسلبك إرادة ما تريد أن تفعله، ويأخذك إلى عوالم الدهشة والغرابة، عبر رحلة في الزمن إلى خير الأزمنة... فتلبس جبة سلطان، فوقها جلباب الحيرة، فوقها مرقعة درويش يرفع السبابة باتجاه السماء، فتكسى رفقته تاج العرفان المموه بالجمال الفتان، مما ينسيك تعب الرحلة ومخاطر المفاوز، ومشاق رحلة المكابدات... ثم تفتح عينيك فجأة، فتجد نفسك على مشارف واقع عربي الملامح، يموج بما تعرفه من مكابدات تواجهها بنور المعرفة وأنوار الجمال الذي تزودته أثناء رحلتك في العوالم الفسيحة لهذا الشاعر الكبير..
لقد تناول كتاب ناقدنا الرمز والقناع في الشعر العربي الحديث وشعر حسن الأمراني على وجه الخصوص، بوصفهما ظاهرة مهمة من ظواهره وأداة فعالة اتكأ عليها الشاعر الحديث في النهوض بتجارب شعرية عديدة، شكل بعضها أهم الإصدارات الشعرية، لقد توافرت قصيدة الرمز والقناع على خصائص فنية مميزة حين جمعت بين الغنائية والدرامية، والذاتية والموضوعية والحسية والرمزية، في وقت واحد، فتداخلت مكوناتها وعناصرها وكانت محلاً لتساؤلات عدة، فوضعت المتلقي أمام احتمالات دلالية غير محدودة، وجعلته بذلك، يعيد قراءتها المرة تلو المرة، فيظهر له في كل قراءة ملمح من ملامحها، ووجه جديد من وجوه تأويلها، ربما وقف أمام بعض مقاطعها حائراً متردداً في متابعة ضمائرها وأصواتها ..
قال الدكتور أحمد رزيق في تقديمه للكتاب: "ولا يفوتني وأنا أسجل هذه الملاحظات العامة حول هذه الدراسة، أن أختم بالإشارة إلى مسوغ آخر من مسوغات تميز الدراسة النقدية؛ هو أن الدكتور محمد المتقن شاعر من شعراء المغرب المميزين، وتكفي إصابته بجنون الشعر على حد تعبير الشاعر محمد علي الرباوي لأن توسم دراسته العلمية بالمتعة والإيحائية التي ذكرتني بـ(معجز أحمد) لأبي العلاء المعري، الذي خصصه لشرح شعر من كان لا ينعته إلا بـ(الشاعر) أبي الطيب المتنبي.. شاعر يقرأ شعر شاعر آخر.. حتما لن تكون القراءة إلا ماتعة وعميقة.."

شارك المقال لتنفع به غيرك

Kommentar veröffentlichen

0 Kommentare


 

  • انشر مواضيعك و مساهماتك بلغ عن أي رابط لا يعمل لنعوضه :[email protected] -0707983967او على الفايسبوك
     موقع الأساتذة على  اخبار جوجل - على التلغرام : المجموعة - القناة -اليوتيب - بينتريست -
  • 1141781167114648139
    http://www.profpress.net/?hl=de