033 : دون تكلف
أستاذ مادة الرياضيات بالثانوي التأهيلي
هو من قمة النضج في الممارسة و بلوغ
السهل الممتنع و الحصول على الأداء السهل السلس الذي يُشعر المتعلم بالأمان و
الاطمئنان و يحيطه بجوّ من الثقة فيمن يدرّس له.
فالابتعاد عن التكلف في الخطاب و في
التعامل و في الشرح و في الوصول إلى الهدف و في حل التمارين و تفسير الخاصيات أمور
مفصلية في تيسير بلوغ الأداء المميّز أثناء ممارسة التدريس
فقد يعتصر من الجهد و الوقت و الطاقة و
الصوت لبلوغ هدف قد يكون قريبا لو سلك له طريقا مباشرا يسيرا دون تكلف أو تعقيد، و
التجربة و الإعداد التفكري التمحيصي عوامل مساعدة لذلك، و الانفتاح على الجديد و
على تجارب الآخرين عوامل مساعدة لذلك أيضاً.
كما أن التشبع بمرامي المادة المدرّسة
و أهدافها و الإحاطة بالمبتغى المنشود تعطي هيكلا عاما يمكن البناء على أساسه.
فإحساس المتعلمّ بتكلّف الأستاذ فيما
يقوم به يخلق له اضطرابا في الفهم و المتابعة و قلقا حول الجدوى و الفعالية و
انصرافا تدريجيا عن التركيز و الإنصات و بحثا عن بديل أنفع و أسهل و أكثر أماناً.
إن الخبرة الإيجابية المتراكمة و تنويع
المستويات و الشعب المدرّسة و تبادل الأفكار مع زملاء المادة أمور إيجابية تفتح
أبوابا جديدة و تتيح تيسير و تطوير الأداء و جعله كمن يقود عربة دون تكلف أو يعزف
على آلة دون تكلف أو يؤدي مشهدا مسرحيا دون تكلف أو يلقي خطابا دون تكلف و هي
أمثلة حيّة تبلّغ المراد، فممارسة التدريس هي كصنعة حِرَفيّ، الأولى أن يكون
محترفا سهل الأداء فعّالا و فنّاناً فيه.
إنّ تمثّل قيمة السلاسة في الاداء مع
حبّ المهنة يعطيان حافزا للبحث عن أنجع الطرق للوصول لذلك في مختلف الوضعيات مما
أشرنا إليه و مما يجدّ من أحوال و ملابسات، و الله الموفّق.
0 تعليقات
السلام عليكم و مرحبا بكم يمكنكم التعليق على أي موضوع ،شرط احترام قوانين النشر بعدم نشر روابط خارجية سبام أو كلمات مخلة بالآداب أو صور مخلة.غير ذلك نرحب بتفاعلكم مع مواضيعنا لإثراء الحقل التربوي و شكرا لكم.