سطات... الثانويات التأهيلية دون مكتبات
بقلم بهيجة
حساني
من الجميل أن تطيب مسامعنا بالمقترحات
والاصلاحات الرنانة، وتتملى العيون ببذخ الاجتماعات واللقاءات التي تبرمجها وزارة
التربية الوطنية برئاسة السيد الوزير وجحافل حاشيته في انزال غير مسبوق
لاستراتيجيات الرؤية العظيمة، والأجمل أن تجدنا نتهافت على اصدار جوازات العبور
الخاصة بمسابقة تحدي القراءة التي يشارك فيها المغرب هذه السنة بثقل كل مؤسساته
التعليمية. لكن الأكثر روعة أن هذا السباق نحو التغيير والإصلاح يجري في محيط
تربوي يخلو فعليا من فضاء المكتبات منبع المعرفة والانفتاح.
إن زائر السجن يعجب لرحابة المكتبات المنشأة
بالمؤسسات السجنية وغناها وتنوع حمولة رفوفها، وهي مبادرة جاءت في اطار إصلاح
المؤسسة السجنية وجعلها فضاء للتأهيل وإعادة الادماج. ومن هنا نسائل القائمين على
الاصلاح في المجال التربوي: هل المؤسسات التربوية الخالية من المكتبات مع اشراف مؤهل قادرة على تحقيق فصول
الرؤية الاصلاحية الجديدة بروافعها وخوافضها؟؟ كيف تسطرون في رؤياكم ما مفاده جعل
المؤسسة فضاء جذب واستقطاب والداخل إليها يجدها جدباء غزاها المحل فغاب عنها
البهاء؟
في ظل هذا المعطى نجد العديد من الأساتذة
يستحيون من توجيه المتعلمين لوجوب الاستئناس بالمراجع والمؤلفات، وهم على علم
بغياب المكتبة. صحيح أن الوزارة سجلت تقدما ملموسا في مسير تحقيق الجهوية المتقدمة
في مجال تسيير الأكاديميات والمندوبيات الاقليمية، لكنه خطو على مستوى الهيكلة
الادارية لا غير، فما زلنا اليوم نواجه بالصيغة الأزلية نفسها عند طرحنا لأي مقترح
كهذا المتعلق بنفض الغبار على فضاء المكتبة وجعل دورها اشعاعيا في تحقيق المعرفة
والتواصل الفكري بين مكونات المنظومة التربوية. فمتى سيتجاوز مديرو الأكاديميات و
المندوبون الاقليميون للوزارة سحر العبارة التعجيزية التي تقول "المشكل من
الرباط والعطلة من الرباط وغياب الدعم من الرباط و...."
0 Kommentare
السلام عليكم و مرحبا بكم يمكنكم التعليق على أي موضوع ،شرط احترام قوانين النشر بعدم نشر روابط خارجية سبام أو كلمات مخلة بالآداب أو صور مخلة.غير ذلك نرحب بتفاعلكم مع مواضيعنا لإثراء الحقل التربوي و شكرا لكم.