معاناة بعض الأساتذة المتضررين من السكن بمركز بيركندوز على الحدود المغربية الموريتانية
أبو فرح-جريدة الأستاذ
منذ يوم الخميس 12 ماي 2016 حيث أشرف السيد والي جهة الداخلة وادي الذهب ورئيس الجهة والسيد عامل عمالة أوسرد على توزيع منازل سكنية
( من غرفتين و 3 غرف ) على بعض المواطنين وبعض موظفي القطاعات الأخرى في تحدي سافر لمبدأ تكافئ الفرص حيث بينت التحقيقات والواقع الملموس أن الاستفادة كانت بمنطق الزبونية والمحسوبية وقد تم التلاعب في هذا الملف بشكل واضح .. والمشكل العويص هو إقصاء فئة رجال التعليم من هذه المبادرة علما أن السادة الأساتذة يمارسون مهامهم النبيلة في هذه الربوع الغالية من الصحراء العزيزة منذ سنة 2010 يعني ست سنوات من العطاء والعمل الجاد والمضني لصالح أبناء هذه المنطقة ومازال عطاء السادة الأساتذة مستمرا في العمل التربوي والجمعوي .. وذلك بشهادة الجميع .. ورغم كل هذا فنحن نعيش في غرفة واحدة لا تتعدى مساحتها 9 متر مربع وغالبيتنا متزوجين ولديهم أطفال .. فبالله عليكم كيف ستتحقق الجودة في التعليم في ظل ظروف عيش الأستاذ القاهرة .. وكل هذا أيها السادة والسيدات في الوقت الذي ينادي جلالة الملك محمد السادس نصره الله في جل خطاباته حول التعليم بضرورة الاهتمام بالعنصر البشري وإيلائه كامل العناية والتكريم ومصوصا العاملين بالمناطق النائية وإن دل هذا على شيء فإنما يدل على أن المسؤولين بهده الجهة يضربون تعليمات جلالته عرض الحائط .. وها نحن نبيت في العراء من أمام مقر عمالة أوسرد ومقر قيادة مركز بيركندوز منذ ما يزيد عن 5 ليالي من المبيت في البرد القارس ليلا وفي الشمس المحرقة نهارا وذلك بعد 15 وقفة احتجاجية يومية منذ ذلك اليوم (12 ماي 2016 ) وأمام عدم الاستجابة لمطلبنا دخلنا نحن المناضلين الشرفاء في اعتصام لمدة 72 ساعة ولا أحد يبالي .. وها نحن في اعتصام مفتوح حتى يتحقق مطلبنا العادل والمشروع هو حقنا في السكن اللائق الذي يليق بكرامة الأستاذ ويصون شرفه كرجل تعليم مربي للأجيال وصانع للرجال .. ومن المعتصم أكتب لكم هذا المقال وأنا أتصبب عرقا من حرارة الشمس ومرهق نفسيا بسبب الحكرة والظلم الذي لحق بمن كادوا أن يكونوا رسلا في آخر نقطة حدودية بالمفرب الحبيب .. ورغم كل هذه الظروف والمعاناة فالسادة الأساتذة
يمارسون واجبهم المهني يوميا من المعتصم الى القسم ومن القسم الى المعتصم لأننا حلفنا القسم أن لن نخون الأمانة ولن نخون العهد الذي بيننا وبين الله وبيننا وبين الوطن وأبناء الوطن .. سنواصل مسيرة البناء بناء المواطن الصالح ونغرس فيه قيم الوطنية والمواطنة وحب الوطن .. نحن لا نطالب بالمستحيل ولا نطلب بتمليك هذه السكنيات بقدر ما نطالب بحقنا في السكن اللائق .. فبالله عليكم تخيلوا كيف سأعيش في غرفة واحدة مع زوجتي وبنتي علما أن عمل الأستاذ لا ينتهي في القسم بل يرافقه العمل الى البيت ( تحضير الدروس وتصحيح الفروض و و و ... ) آنها مآسات حقيقة علما أن السكنيات التي نسكنها لا تصلح للسكن وأغلبيتنا مريض بمرض الربو ( الديقة ) بسبب الرطوبة الزائدة والصباغة تتطاير من حولنا ... الخ
أيها السادة والسيدات .. إنها سياسة إقصاء وتهميش ممنهجة ضد رجال التربية والتكوين ونحن نناشد السلطة العليا للبلاد ملكنا الهمام الذي نحبه ونعتز به ونفتخر به وندافع عنه وعن وطنيتنا ومغربيتنا في هذه المنطقة الحساسة سياسيا .. كما نناشد السيدين وزير الداخلية و وزير السكنى والتعمير وسياسة المدينة لزيارة هذه المنطقة والوقوف على حجم الاختلالات والتلاعبات التي شابت هذا الملف .. فبد وقعت أشياء مثيرة في االكواليس تجعل الإنسان يفضل السير على نهج البوعزيزي والالتحاق بالدار الآخرة التي لا يوجد فيها حكرة ولا ظلم ولا زبونية فهناك الكل سيأخذ حقه كاملا وسيأخذ ثوابه وما ربك بظلام للعبيد ..
قسما بالله نعيش أزمة نفسية واجتماعية لا مثيل لها لأننا في منطقة محكورة جدا كأننا نعيش في أرض ليست أرضنا فلا طبيب في المركز الصحي ولا طرق معبدة ولا مقاهي ولا ساحات عمومية ولا مرافق احتماعية وادارية ورياضية لاحتضان الشباب ولا ملاهي وألعاب للأطفال الصغار ولا شيء يذكر هذا في الوقت الذي تخصص فيه أكبر الميزانيات وأضخمها لتنمية الأقاليم الجنوبية .. فمن منكم يستطيع أن يحل هذه المعادلة ويفك هذا اللغز .. فحسبي الله ونعم الوكيل في الفساد والمفسدين ولن نقول الا ما يرضي ربنا والحمد لله رب العالمين .. والسلام ختام
إقرأ أيضا:
-
0 تعليقات
السلام عليكم و مرحبا بكم يمكنكم التعليق على أي موضوع ،شرط احترام قوانين النشر بعدم نشر روابط خارجية سبام أو كلمات مخلة بالآداب أو صور مخلة.غير ذلك نرحب بتفاعلكم مع مواضيعنا لإثراء الحقل التربوي و شكرا لكم.