ندوتان تربويتان متميزتان للعبر والذكرى بمدرسة القاضي عياض ببني ملال

الإدارة September 29, 2016 Februar 07, 2017
للقراءة
كلمة
0 تعليق
-A A +A
Zone de Texte: الاستاذة مريم حسينةندوتان تربويتان متميزتان للعبر والذكرى بمدرسة القاضي عياض ببني ملال 
ندوتان تربويتان متميزتان للعبر والذكرى بمدرسة القاضي عياض ببني ملال 
ندوتان تربويتان متميزتان للعبر والذكرى بمدرسة القاضي عياض ببني ملال

الأستاذة مريم حسينة


بمدرسة القاضي عياض ببني ملال تجدد اللقاء بحضور حوالي 67 استاذا وأستاذة قدموا من م.الأمل/ القاضي عياض/ الاطلس/ الهدى أطلس/ اورير/ اولاد يعيش/ م.م امغيلة/ م.م القراقب/ م.م ايت بوجو/ م.م ايت اعمير/ م.م القرية النموذجية/ م.م الظهرة...
ورغم ان اهداف الندوة كانت مسطرة سلفا في :
·        توضيح مقاصد الدعم في ضوء مدرسة الانصاف
·        قراءة علمية في عتبة الانتقال بين الاسلاك و المستويات
·        التقويم التربوي المنصف و الامتحان التعليمي المجحف
·        نقد علمي للاطر المرجعية لامتحانات نيل شهادة الدروس الابتدائية

ولهذا استدعى السيد المفتش عن طريق السيد المدير الاقليمي، أساتذة الخامسة و السادسة ابتدائي فقط لتكون الفائدة عامة، ولكن جات افواج اخرى للمشاركة فلم يمانع الاستاذ وهذا ديدنه في اطار التدرج المهني الذي سلكه منذ سنوات، اذ يعتبر أستاذنا الكريم ان الكم معضلة كبيرة ساهمت في تعثر الكثير من المتعلمين، وان الاعتماد عليه لاصدار حكم نهائي على مدى التحكم في مادة او مفهوم او محور، ادى الى ضياع طاقات حية، ونتج عنه للأسف وصول اناس الى مراكز السلطة و المسؤولية يحفظون بكيفية ببغاوية، يلتزمون بالتعليمات حرفيا، واذا ناقشوا تاهوا عن الموضوع وعندما تحدد لهم بدقة محور المناقشة يغضبوا غضبا شديدا ويتهمونك بما ليس فيك.

انتقد الاستاذ المفتش بشدة بعض الذين ألفوا تحميل التلاميذ و الاباء نتائج تقصيرهم، وسوء تصرفهم المنهجي المفضي الى كوارث على صعيد المردودية.
ولقد كان السيد محمد صالح حسينة واضحا في خطابه كعادته وهو يوجه نقدا موضوعيا اشبه بالعتاب لبعض رجال ونساء التعليم الذين يمارسون بكيفية نمطية تقليدية ولم تكن لهم الشجاعة الادبية او الجرأة الاخلاقية لمساءلة انفسهم يوما عن موقعهم من تدني مردودية المتعلمين...فالكل – الا من رحم ربك – يتنصل من المسؤولية ويبحث عن كبش فداء خارج دائرته الشخصية ليلصق به أوزار الدنيا و الاخرة مقابل نيل براءته هو من كل التهم التي قد توجه اليه لاحقا.
أثناء لقاء مدرسة القاضي عياض (04/05/2016) امتازت العناصر الآتية:
1.     مدير المدرسة الذي دبر مجريات الندوة داخليا وخارجيا، فالسيد سعيد معزوز يستحق كل ثناء. فللمرة الثالثة على التوالي هذه السنة تتألق مدرسة القاضي عياض ولولا وجود مدير مثل الأستاذ معزوز يسهر على راحة زوار مؤسسته، ويوفر لهم كل سبل الارتياح للتفاعل مع مواد الندوة... ورغم ذلك فقد أبدى البعض اعتراضه على قاعة الاجتماعات رغم أنها نموذج القاعة التربوية السليمة من حيث جودة الإضاءة والهواء وحتى الكراسي كانت من النوع الممتاز خلال الندوتين السابقتين. أما موائد الفطور فيتم إعدادها خصيصا على شرف الأساتذة لتمكينهم من استئناف الشوط الثاني من الندوة بطاقات جديدة مساعدة على تركيز أكبر لاستفادة أقوى.
وقد كانت مواقف الأستاذ حسينة واضحة وضوح الشمس وسط النهار حينما انتقد بشدة كل من يعترض مشروعا قبل أن تتبين ملامحه، فهؤلاء الذين يعملون وفق نظرية "ولو طارت معزة" ليس لهم مكان مع الأسف في قطاع التربية  والتكوين إذا ما تم تفعيل مبدأ "ربط المسؤولية بالمحاسبة".
ونأى بنفسه عن الخوض في النيات، وكان يلتمس العذر لكل من زاغ عن الطريق المستقيم.
2.     عينة من تلامذة المستويين الخامس والسادس ابتدائي برئاسة وتوجيه وإشراف مباشر من القائدة التربوية الأستاذة نجات بوزيد، كما أن الأستاذ محمد أبيضاوي لعب دورا متميزا في إعداد متعلميه لهذه الصبيحة المتميزة: 05 عروض تنشيطية قدمها هؤلاء التلاميذ على دفعات تماما كما تم الاتفاق مع المفتش التربوي الذي زار المتعلمين بأقسامهم يوم السبت 30/04/2016م (نحن الآن في صبيحة الأربعاء 04 ماي 2016م).. وهيأهم نفسيا لقبول الأدوار المنوطة بهم دون تخوف ولا تردد بحضور مديرهم السيد سعيد معزوز.
على كل، جميع كلمات وحركات الأطفال نالت استحسان المشاركين في الندوة، وقوبلت بالتصفيق الحار.. كما أثنى عليهم السيد المفتش الذي بدا عليه الارتياح وهو يتابع الأفكار والألحان بصوت الأطفال.
3.     الأستاذ أحمد العروصي من م/م آيت اعمير الذي قدم، وبكيفية مختصرة غير مخلة بالمعنى، مستجدات التربية والتعليم معتمدا على قراءاته الخاصة، وانطلاقا مما راكمه مع السيد المفتش محمد حسينة خلال هذه السنة، إذ بدا للجميع على أن هذا المربي يلتقط الإشارات بسرعة ذكية.

ندوتان تربويتان متميزتان للعبر والذكرى بمدرسة القاضي عياض ببني ملال

أشار الأستاذ العروصي إلى المشروع الإصلاحي للوزارة والمرتكز على تسعة محاور ذات الأولوية:
1)    التمكن من التعلمات الأساسية؛
2)    التمكن من اللغات الأجنبية؛
3)    دمج التعليم العام والتكوين المهني وتثمين التكوين المهني؛
4)    الاشتغال على الكفاءات العرضانية والتفتح الذاتي؛
5)    تحسين العرض المدرسي؛
6)    تقوية التأطير التربوي؛
7)    الحكامة وربط المسؤولية بالمحاسبة،
8)    تخليق الحياة المدرسية،
9)    دعم التكوين المهني وتثمين الرأسمال البشري وتنافسية المقاولة.
وركز على تدبير عتبة الانتقال بين المستويات والأسلاك الذي وصفه أنه من التدابير ذات الأولوية التي فتحت الوزارة الأوراش الكفيلة بتفعيلها وتنفيذها خلال الفترة الممتدة ما بين 2015م و 2018م.. ويأتي هذا الإجراء لحل إحدى الإشكاليات الرئيسية التي تعاني منها المنظومة التربوية، والمتمثلة في معضلة انتقال عدد كبير من التلاميذ من مستوى تعليمي أدنى إلى مستوى أعلى دون الحصول على الكفايات الأساسية، أو حتى تمكنهم من الحد الأدنى من التعلمات الأساسية في المواد الأداتية.. في غياب تام لعملية توحيد عتبة النجاح.. وهي العوامل التي ساهمت حسب السيد العروصي في تدني مستوى التلاميذ وتراجع مستوى التعليم المغربي.. وهو الأمر الذي عمق شكل التأخر الدراسي ووسع دائرة الهدر المدرسي.
ولقد تدخلت الوزارات المتعاقبة على قطاع التعليم لتحد من ظاهرة الهدر المدرسي، فأصبحت عملية الانتقال تتم داخل كل مؤسسة على حدة، أو حسب الدوائر والجماعات أو حتى النيابة وتدخلت "الخريطة المدرسية" لتفرض النجاح بناء على الإمكانات المادية والبشرية المتوفرة بغية ضمان استكمال الطفل المتعلم لسنوات التمدرس الأساسية.. هذا الإجراء أدى في وجهه الإيجابي إلى التقليص من عدد المغادرين للمدرسة، ولكن في شقه السلبي أدى إلى "تراجع جودة التعليم" وتدني مستوى المتعلمين، والرفع من الأقسام المكتظة، مع تواجد نسبة لا يستهان بها في الأرياف والقرى من "أقسام السلسلة" 3+4+5+6 (عربية وفرنسية). و يا ليت الأمر توقف عند القسم المشترك الذي يعد إفرازا طبيعيا لظاهرة "الصراعات القبلية والانتخابية" وكيفية انتشار ظاهرة العنف داخل المؤسسات الثانوية التأهيلية، والتي يقف وراءها المستفيدون من التمديد أو "الاستعطاف".
وبعد استعراضه لصعوبات تنزيل مشروع "عتبة الانتقال" عمليا والتي لخصها في:
1.     إن عملية التقويم التربوي غير موضوعية في الغالب؛
2.     الاكتظاظ والأقسام المشتركة عنصران نقيضان لكل حكم موضوعي على عمل أو نتائج التلميذ؛
3.     عمليات التصحيح تزيغ عن الموضوعية وتتسم بالاعتباطية أحيانا؛
4.     الفضاءات المدرسية قد تقتل الإبداع في نفوس بعض المتعلمين، وتعمل على كبت الطاقات الاحتياطية.. ويمكن أن نقول – كما يقول أستاذنا السيد محمد حسينة- إن بعض المؤسسات التعليمية قد تحولت إلى ثكنات عسكرية يمارس فيها التخويف والتضييق على حريات المتعلم، وتخويف عبر المراقبة اللصيقة، وممارسة السب والشتم والوعيد في حقه، واعتباره "مشروع شيطان"، فأين هي شروط التعلم؟ وأين هي الفضاءات المعينة للنجاح؟
وخلص الأستاذ أحمد العروصي إلى طرح اقتراحات من شأنها دعم تنزيل تدبير "عتبة الانتقال" وإلا لن تغدو أن تكون عبارة عن "نزوة عابرة" كما ذكر السيد المفتش التربوي:
1.     توحيد الأطر المرجعية على صعيد الكتب المدرسية من حيث المحتويات ومناهج التدريس؛
2.     توحيد الأسئلة الاختبارية على صعيد كل مستوى دراسي معين؛
3.     توحيد ظروف تمرير وإنجاز الفروض المحروسة، والاختبارات الكتابية الدورية؛
4.     توحيد معايير التصحيح؛
5.     تحقيق مبدأ تكافؤ الفرص من خلال إعداد فضاءات جذابة متقاربة المواصفات لجميع المؤسسات التعليمية.
ذكر الأستاذ محمد حسينة الأساتذة والأستاذات:
v    بأخطاء المتعلم، وأكد على أن التعلم السليم يمر عبر ارتكاب الهفوات، والانكباب على مصادرها (وليس على أعراضها كما يحلو للكثيرين فعله والتوقف عنده)، فالرضى بالبحث في العلامات قد تجعلنا ضالين ومضلين كما يقول الفقهاء: ضالين لأننا نتيه بين الأعراض ولا تفلح في تحديد سياق بعينه يتضمن بين ثناياه الأسباب الحقيقية للمشكلة، ومضلين: لأننا نصدر حلولا وهمية بناء على أحكام خادعة.
وقد توقف الأستاذ المفتش عند الأخطاء العشوائية (erreurs aléatoires) فوصفها بغير المنتظمة، وهي – غالبا – ما ترتكب بسبب سهو أو عدم انتباه أو عدم تذكر، أو نتيجة تسرع.
أما الأخطاء المنتظمة (erreurs systématiques): فتتكون من نوع واحد من الأخطاء، أومن أنواع مختلفة، وتتخذ صفة التكرار، وتؤشر على صعوبة في التعلم مرتبطة بوجود عوائق، أو بعدم امتلاك قدرات وكفايات معينة.. وهذا النوع هو الجدير بالتركيز عليه في حصة الدعم.
v    أما أخطاء جماعة القسم، فينبغي لمعالجتها التركيز على الأخطاء المشتركة خاصة المرتبطة بالمصادر الصوتية مثلا: Son – Sont – Sans – Sang  أو Saut – Seau – Sot  قبل الانكباب على تجاوزها جماعيا، وفي مجموعات، وبكيفية فردية.
وبالحزام الجبلي بمركزية م/م تيزي نيسلي 24/05/2016 دارت أطوار ندوة تربوية شيقة، شارك فيها السادة:
v    الأستاذ خالد عسوا بدرس تجريبي رائع دار حول:
1.     تمثلات المتعلمين حول الامتحان بكيفية عامة؛
2.     التركيز على دور المصحح في إضفاء طابع تكافؤ الفرص على الورقة؛
3.     التذكير ببعض بنود الامتحان، والنقط التقريبية الممنوحة لكل سؤال حسب الأطر المرجعية للامتحان؛
4.     تمرير قيم إيجابية من مثل: "من غش فليس منا"، و "من جد وجد ومن زرع حصد"؛
5.     تقويم التلاميذ لأساتذتهم في أجواء صريحة بعيدا عن المجاملة والتملق.
v    الأستاذ عسوا قاد متعلمي المستوى السادس بتدرج إلى معرفة "بعض أسرار ومفاتيح الامتحان" لاجتناب الصدمة المفاجئة التي قد تبخر بعض الأفكار الأساسية، والتي قد تنتج بدورها حالة من الهلع النفسي يفضي، في النهاية، التسرب أو التهرب من المؤسسة أو المادة أو المدرس(ة)... أو يصبح حالة ملازمة لصاحبها كلما دق ناقوس الامتحانات حيث تعلن الطوارئ وينشغل الفكر بالهزيمة، ويتشاءم العقل إلى درجة الاستسلام للتكرار أو الانقطاع.
v    الأستاذ محمد عدناني قدم عرضا حول المراحل التي قطعها ما يسمى "الأستاذ المصاحب" مبينا الصعوبات التي لازمت تنزيل هذا المشروع ولا تزال... وذكر السيد عدناني أنه تم اختيار 10 أساتذة مصاحبين فقط من 5 مديريات إقليمية تشكل أكاديمية بني ملال – خنيفرة ... وأنه تم تخصيص الأستاذين المصاحبين الناجحين حسب لجنة الانتقاء، بعد أخذ ورد، في مرحلة أولى لتأطير زملائهم عن قرب بمدرستي التجريب: م. أنوال (جماعة بني ملال)، وسيدي جابر (دائرة سيدي جابر)... كما ردد بعض ما قيل له حول دور الأستاذ المصاحب من طرف من أطره. وقد اجتاحت قاعة  الندوة موجة غاضبة من التدخلات تبين من خلالها أن الأساتذة يرفضون مثل هذا التسرع وهكذا ارتجال في تدبير وزارة تسمي نفسها، ويلقبها المجتمع بوزارة التربية الوطنية: فكيف يعقل مثلا أن تكتفي مديرية بني ملال بأستاذين مصاحبين فقط، مع العلم أن عدد المجموعات المدرسية والمدارس المستقلة يتجاوز المئة. فأي تأطير هذا؟ وبعض الأساتذة لم يترددوا في معارضة وجود مثل هذا "الإطار" الجديد، في ضوء وجود مفتش مقتدر ومؤطر كبير مثل السيد محمد حسينة الذ تنقل إلى الحزام الجبلي وحده خلال السنوات الثلاث الماضية أكثر من مئة مرة، وأشرف على تأطير الفئات المستهدفة هنا بدائرة أغبالة في حوالي 28 مناسبة (محاربة الأمية / التربية غير النظامية / التعليم النظامي / الجمعيات) (جماعيا أو كل تخصص على حدة).
لكن السيد المفتش المحترم بتواضعه المعروف، وصبره الملموس استطاع تهدئة "ثورة" الأساتذة، وأكد أننا جميعا نرتكب هفوات منهجية من مثل الحكم على المشروع قبل الشروع في تنفيذه، ربما لأننا لم نشرك في إعداده كما قال الراحل المهدي المنجرة... هذا صحيح لأن المجلس الأعلى للتعليم كان يهرب "مشاوراته النخبوية" إلى العمالات والولايات، ولم ينصت بما فيه الكفاية لآراء واقتراحات الطاقات الحية... وهذا خطأ جسيم يحسب ضده وضد وزارتنا التي لم تنبه "قادته" من "الجنرالات" الذين يفهمون وهم واهمون في كل شيء إلى أن الحرب يتم ربحها بواسطة الجنود وليس عن طريق "المشير أو الفريق" الذي يرسم الخطة، وفي حالة الهزيمة يتنكر لها وينكر معرفته بآلياتها... الأستاذ بوزارة التربية والتكوين المهني يعلم أن الخارطة ليست المنطقة، في حين نجد جل مسؤولينا يخلطون بينهما.
كلنا نحن المغاربة – يضيف الأستاذ محمد صالح حسينة – تعودنا على محاكمة النيات انطلاقا من خلفيات شخصية أو حزبية أو نقابية أو قبلية – فلكي أساهم وأنخرط لابد أن أكون أنا الآمر الناهي – وهذا غير ممكن من الناحية العملية، أو على الأقل يصعب تحقيقه.
ووضع الأستاذ محمد حسينة الأصبع على الجرح بالضبط وهو يشخص علل واختلالات المنظومة التربوية المغربية والمعتمدة على:
1.     الامتحانات: فمنذ صدور المذكرة التفصيلية للامتحانات الوطنية على مدار السنة الدراسية في وقت مبكر من العام الدراسي يوم 29/10/2015م والاستعدادات تجري على قدم وساق "لإنجاح الامتحانات".
á  أما إرساء الموارد؛
á    تصحيح الاختلالات عن طريق التغذية الراجعة لتقارير مجالس المؤسسات؛
á    الحرص على تكافؤ الفرص، وممارسة التقويم الموضوعي؛
á    تتبع المتعثرين عبر الدعم والدعم الخاص لإنقاذهم من مصير مجهول؛
á    توحيد بيداغوجيا تنزيل المقاربة بالكفايات؛
á    إخراج كتب جديدة بمناهج عصرية معبرة عن عصر الكمبيوتر والسرعة، وتضمينها قيم المواطنة العالمية، محاربة التلوث، إنقاذ كوكب الأرض من الانهيار، التواصل التربوي في زمن تضخم الأنا – فقد طواه النسيان ولم يفكر فيه أحد.
2.     "عند الامتحان يعز المرء أو يهان" لا زالت سائدة بوطننا، وهذه العبارة لها اليد الطولى في تحفيز المحظوظين، أو تثبيط عزائم الذين يتلمسون طريقهم من المغبونين. كما أنها تنفث السموم في وجه "المعتمدين على أنفسهم" الذين يقاومون الغش ويرومون عدم الاعتماد على الحظ... لكن العبارة السابقة، والتي عفا عنها الزمن منذ أمد بعيد في الأنظمة التربوية التقدمية، لا زالت مرافقة "لنظامنا التعليمي المتخلف" لا تفارقه كظله تماما... هذه العبارة كافية لتأجيج مشاعر الحنق والغضب الكراهية لكل ما يمت للامتحان بصلة، وبالتالي دفع المترشح لاستجماع طاقاته السلبية للانتصار على الامتحان ولو اقتضى الأمر نهج الطريق الميكيافيلية: "الغاية تبرر الوسيلة".
وبما أن الاندماج في المجتمع المغربي يتطلب اجتياز الكثير من قناطر الامتحانات، فإن الشخصية المغربية تتماهى مع الغش والفساد لتمر بسلام من هذه القناطر المتآكلة على الطريقة المغربية بدعم من الآخر، وبخرق للقانون وقفز فوق كل المساطر... والأدهى والأمرّ أن الشخصية تكبر في بيئة معانقة للفساد السياسي والاقتصادي والتربوي، تنخرها الجرثومة، تسري في دمها فتدافع عنها وتتعصب لها. مفتخرة ومدافعة عن حليف ينتشر انتشار النار في الهشيم، وقد يأتي على الأخضر واليابس.
وما يزيد الطين بلة أن بعض الباحثين يعتبر السقوط في الامتحان جريمة أخلاقية... لذلك يعمد بعض المتعلمين إلى الجنوح نحو الغش كسبيل للخلاص والنجاة من السقوط في هاوية "المجرم أخلاقيا".
وبما أن الصغير يقلد الكبير في الحركات والسكنات، ويتماهى مع "المقدس" من الآباء والأساتذة، ولكنه يرصدهم بأم عينيه يمارسون الغش مع سبق الترصد في وضعيات مختلفة، فإنه يعتبر أن لا حرج في العروج على الغش والفساد ولو من حين لآخر.
3.     العشوائية والارتجال وغياب السياسة التربوية القويمة التي تحافظ على الثوابت مع العمل على تقويم وتغيير ما يمكن تجديده أو تبديله أو رميه إذا ثبت في حقه "عدم الصلاح"، فنحن مع كل وزير يأتي بالجديد، نتحمس له، ندافع عنه... فإذا بنا نكتشف أننا خدعنا لأن الوزارة وملحقاتها من الأكاديميات والمديريات والمؤسسات والمفتشيات إنما تغير جلدها مع كل تجديد أو تعيين لوزير مكان وزير أو عند ذهاب حكومة ومجيء أخرى كما يفعل الثعبان بشكل تلقائي دون أن يمس ذلك بجوهره ومع ذلك يبقى الثعبان ثعبانا... فبعض الماسكين على مفاصل الدولة يعرفون من أين تؤكل الكتف، ولذلك فلا مبادئ لهم ولا سياسة تربوية هم قادرون على تنزيلها، إنما يحنون رؤوسهم لتمر العاصفة بسلام، وبعد ذلك يعودون أقوى كطواغيت وعتاة يمررون السم في الدسم.
4.     الإدارة التربوية إدارة أمنية محافظة على النسق المهيمن في المجتمع والماسك على السلطة بيد من حديد... لا تهتم بالمشاريع التربوية التي من شأنها أن تجعل الحياة تدب في أوصال المدرسة المغربية. إدارة المذكرات والمراسيم والامتحانات حاضرة بقوة، في حين يغيب رجال ونساء الإدارة.
5.     ان الخلل الحقيقي ليس موجودا بالمدرسة الابتدائية، بقدر ما هو عبارة عن اخطبوط يشل حركة ونشاط الجامعة المغربية التي تبقى عاجزة لان تؤثر ايجابيا في فكر وابداع الطالب المتخرج، حيث يجد هذا الاخير نفسه فجأة امام وضعيات اجتماعية لا قبل له بها، فيعجز عن الاندماج في سوق الشغل، ذلك ان مصوغات واساتذة ومناخ الجامعة المغربية بعيدة عن التربية والتكوين بعد السماء عن الارض. وقد آن الأوان لنتوقف قليلا عند دمقرطة الجامعة المغربية التي تحولت الى ثكنة عسكرية تخنق انفاس الطلبة وتفرض عليهم ما لا يحتاجونه في حياتهم المهنية. ان تغول الادارة واستئسادها المبالغ فيه عملتان لوجه واحد يسمى الاستبداد الفكري الذي أدى الى كوارث معيقة للتعليم والتعلم والتربية والتكوين بهذا البلد....ونفس الكلام ينطبق على مراكز مهن التربية والتكوين.

وختمت كل ندوة على حدة ببعض التوجيهات من السيد المفتش للأساتذة والتلاميذ على الشكل الآتي:


                            I.            الوزير والكلاب
يقال ان ملكا أمر بتجويع 10 كلاب لكي تأكل كل وزير يخطئ فقام أحد الوزراء بإعطاء رأي خاطئ فأمر الملك برميه للكلاب، فقال له الوزير أنا خدمتك 10 سنوات وتعمل بي هكذا؟
أرجوك أمهلني 10 أيام. فقال له الملك : لك ذلك.
فذهب الوزير الى حارس الكلاب وقال له: أريد ان اخدم الكلاب فقط لمدة 10 أيام. فقال له الحارس: وماذا ستستفيد؟ فقال له الوزير: سوف أخبرك بالأمر مستقبلا. فقال له الحارس: لك ذلك.
فقام الوزير بالاعتناء بالكلاب وإطعامهم وتوفير جميع سبل الراحة لهم، وبعد مرور 10 أيام جاء تنفيذ الحكم بالوزير، وزج به في السجن مع الكلاب والملك وحاشيته ينظرون الى الوزير.
استغرب الملك مما رآه، وهو أن الكلاب جاءته تلهو وتنام تحت قدميه. فقال له الوزير: خدمت هذه الكلاب 10 أيام فلم تنس الكلاب هذه الخدمة، وأنت خدمتك 10 سنوات فنسيت كل ذلك.
طأطأ الملك رأسه، وأمر بالعفو عنه.
§        القيمة المستخرجة: اذا لم تستطع ان تكرم الموظف فكن حكيما بالتعامل مع أخطائه

    II.            كيف تقاوم الاحباط ؟ من وجهة نظر "مايكل إفريدج"
1)    اتباع طريقة التنفيس او التهدئة الذاتية بأخذ شهيق عميق وزفير بطيء
2)    تفريغ المشاكل بالفضفضة مع صديق او انسان مقرب
3)    البكاء اذا احس الانسان بالرغبة في ذلك دون مكابرة
4)    الخروج الى الاماكن العامة المفتوحة
5)    تدريب النفس على استيعاب المشاكل اليومية، باسترجاع التجارب المشابهة التي مرت به وتغلب عليها فيثق في قدرته على تخطي الأزمة.
6)    تبسيط الضغوط النفسية، والثقة بأن أي مشكلة لها حل حتى وان كان في وقت لاحق
7)    ممارسة الهوايات، لأنها تنقل الشخص الى حالة مزاجية اكثر سعادة
8)    ان يترك الانسان التفكير في مشاكله ويحاول اسعاد الآخرين فيجد سعادته الغائبة وليس الاحباط
9)    تذكر ان دوام الحال من المحال، والثقة بأن الوقت كفيل بإنهاء هذه الحالة
الاهتمام بالغذاء، والحرص على تناول البروتينات الحيوانية والنباتية وعسل النحل، والقرفة، لأن ما تحتويه هذه الاغذية من أحماض أمينية يعتبر مضادات طبيعية للاحباط.



                                                    والسلام عليكم ورحمة الله

شارك المقال لتنفع به غيرك

Kommentar veröffentlichen

0 Kommentare


 

  • انشر مواضيعك و مساهماتك بلغ عن أي رابط لا يعمل لنعوضه :[email protected] -0707983967او على الفايسبوك
     موقع الأساتذة على  اخبار جوجل - على التلغرام : المجموعة - القناة -اليوتيب - بينتريست -
  • 1141781167114648139
    http://www.profpress.net/?hl=de