الطاحونة والمفهوم الجديد للسلطة

الإدارة November 02, 2016 November 02, 2016
للقراءة
كلمة
0 تعليق
-A A +A

الطاحونة والمفهوم الجديد للسلطة


الطاحونة والمفهوم الجديد للسلطة



 مقال للدكتور عبد الوهاب الأزدي‎

من منا لا يتذكر بائعة البغرير التي صارت علما من نار بعدما التهمتها نار كانت بردا وسلاما على دعاة المفهوم الجديد للسلطة. النار أكلت جسدا أضناه ظلم وجور السلطة . ونور النار اختار الهرب إلى عل حيث ملكوت السموات والأرض . نور رجع إلى أصله كما نفهم من كتاب مشكاة الأنوار للغزالي. والآن، تأتي ماكينة النفايات بالحسيمة لتطحن مواطنا مغربيا، مسجلة أبشع صور القهر والظلم والبغي. والحادثان معا يعيدان من جديد المفهوم الجديد للسلطة الذي تم إطلاقه في خطاب العرش لسنة 2000 إلى الآن. تاريخ من تعسفات الإدارة الترابية بلغت ذروتها مع القائد عربان الذي استجاب لدعوة امرأة الدروة، وقائد اعميرة الذي سلط الأضواء على منصة شتوكية انتخابوية ، و" مي فتيحة" التي أحرقت مناهضي " الفساد والاستبداد" قبل أن تحرق نفسها، وصولا إلى محسن فكري، ضحية آخر سلسلة من الفساد يمتد من قاع البحر ليرسو على موانئ بحرين فسيحين. بحران عميقان بعمق أحزان وآلام هذا الوطن. بحران لا يليقان إلا لابتلاع الحالمين بالعيش الكريم، ومن قدر له اكتساب المعاش منه . وكم من قمامة معدة لأجيال الحالمين بالكرامة وبالحرية. والنتيجة واحدة من كل هذا: تجديد أساليب التحكم ومخزنة الدولة. بدليل أن الحديث عن الحداثة أو عن العقلانية، أو ممارسة سياسة القرب، أو ترسيخ دولة الحق والقانون، أو تحديث أساليب الإدارة، أو إعادة الاعتبار للتضامن ألمجالي والاجتماعي، أو تفعيل دور المجتمع المدني، أو تحفيز الاستثمار، وهي بالمناسبة ركائز المفهوم الجديد للسلطة، تمت الدعوة إليها من داخل إدارة محافظة وتقليدية تجعل من الفرد والمجتمع في خدمة الدولة وليس العكس. لقد توفق الاستبداد في الطغيان، وطور من مجالات وآليات تسلطه السياسية والاقتصادية والإعلامية. وللفساد بنيات دفاعية قوية تفوق دفاع خلايا النحل. والريع من الاقتصاد إلى البرلمان، صار مؤسسة تخدم أصحابها، لا مؤسسة تخدم المجتمع. والسواد الأعظم من الشعب يتجرع ظلم البغرير وظلم سمك " أبو سيف" دفعة واحدة. وأنا أنتظر دوري على طوابير بائعة البغرير وبائع سمك "أبو سيف". رحماك يا محسن..رحماك يا وطني...

الدكتور عبد الوهاب الأزدي ـ مراكش
elazadi_abdelouahab @yahoo. Fr


شارك المقال لتنفع به غيرك

Kommentar veröffentlichen

0 Kommentare


 

  • انشر مواضيعك و مساهماتك بلغ عن أي رابط لا يعمل لنعوضه :[email protected] -0707983967او على الفايسبوك
     موقع الأساتذة على  اخبار جوجل - على التلغرام : المجموعة - القناة -اليوتيب - بينتريست -
  • 1141781167114648139
    http://www.profpress.net/?hl=de