اليوسفية: مدرس يتحول إلى "موظف جماعي"، والمدير الإقليمي للتعليم في سبات عميق
نورالدين الطويليع
بعد أن قطع الصلة بمهنة التدريس وترك
مؤسسته التعليمية, اتخذ الأستاذ ( أ.م)، بصفته مستشارا جماعيا محسوبا على حزب
تقدمي، من الجماعة الحضرية لمدينة اليوسفية ومن إحدى مقاطعاتها مقرا بديلا لمباشرة
"عمل آخر" يتمثل في الإشراف على توقيع رخص البناء لحاجة في نفسه, وهو وضع
ليس بجديد, وقد استمر لسنوات, لكن الجديد في الموضوع هو تصريح المدير الإقليمي لوزارة
التربية الوطنية باليوسفية بأن الرجل في رخصة مرضية قصيرة الأمد, الأمر حذا بأحد الظرفاء إلى التعليق ساخرا بأن السيد المدير
تشابه عليه البقر, وبأن الرخص المرضية القصيرة الأمد تخول لصاحبها في مديرية اليوسفية
بشكل حصري الحصول على تقاعد مريح والابتعاد عن ضوضاء العمل وضجيجه والاستفادة من الأجرة
كاملة، وممارسة أنشطة موازية قد تذر دخلا سمينا لصاحبها.
بدوره استغرب أحد الفاعلين النقابيين
من وضعية المتفرج التي يكتفي بها المدير الإقليمي, وهو يشاهد هذا المدرس يقوم بأعمال
أخرى, مؤكدا أن من واجبه في هذه الحالة أن يفعل مسطرة المراقبة الإدارية, وأن يوجه
للمعني بالأمر تنبيها من أجل العودة إلى مقر عمله, لأنه لا يعقل, حسب ذات المتحدث,
أن يكون الرجل مريضا عاجزا عن ممارسة عمله الأصلي الذي يتقاضى عنه أجرا شهريا بشكل
منتظم, نشيطا يتمتع بكل قواه الصحية وهو يمارس عملا موازيا, مضيفا أن المشرع يخول له
صلاحية "القيام بجميع التحريات الإدارية للتأكد من أن المعني بالأمر لا يستعمل
رخصته إلا للعلاج" كما هو وارد في دليل الرخص لأسباب صحية الصادر عن وزارة التربية
الوطنية سنة 2008, والذي تؤكد إحدى فقراته أنه "إذا تبين للنيابة بعد القيام بالمراقبة
الطبية أو الإدارية أن الحالة للصحية للموظف لا تمنعه من ممارسة عمله, تعين عليها مطالبته
باستئناف عمله, وإبلاغه بما سيتعرض له, في حالة عدم امتثاله, من العقوبات المنصوص عليها
في التشريعات الجاري بها العمل" (الصفحة 08 من الدليل).
وتساءل ذات المتحدث عن الأسباب التي جعلت
هذا المدرس في راحة تامة منذ سنوات, مع العلم أن الرخص المرضية القصيرة الأمد لا تتجاوز
مدتها ستة أشهر في السنة الدراسية, ومع العلم كذلك أن استنفاذ الموظف لها وعدم التحاقه
بمقر عمله يضعه في خانة الاستيداع الحتمي لمدة سنة يتقاضى خلال الستة أشهر الأولى منها
نصف الأجرة, ولا يتقاضى شيئا خلال الستة أشهر الثانية, ويتم تجديد هذه الوضعية مرتين
بدون أجرة , وفي حالة عجز الموظف عن استئناف عمله يحال على التقاعد إذا كان مستوفيا
للشروط, أو يشطب عليه من سلك الوظيفة العمومية إذا لم يكن كذلك, لكن مادام أن أجرة
الرجل لم تمس بسوء, ومادام في أنه وضعية موظف نشيط,فهذا يعني أن وراء الأكمة ما وراءها,وأن
رائحة الريع العطنة تنبعث بقوة من هذا الملف.
وختم الفاعل النقابي تصريحه بدعوة المدير
الإقليمي إلى التخلي عن منطق تسيير الأهواء والانبطاح والخضوع لذوي النفوذ, والتحلي
بالشجاعة, ومعاملة رجال التعليم ونسائه على قدم المساواة, دون تبخيس لهذا الطرف, وممالأة
لِذاك.
0 تعليقات
السلام عليكم و مرحبا بكم يمكنكم التعليق على أي موضوع ،شرط احترام قوانين النشر بعدم نشر روابط خارجية سبام أو كلمات مخلة بالآداب أو صور مخلة.غير ذلك نرحب بتفاعلكم مع مواضيعنا لإثراء الحقل التربوي و شكرا لكم.