وتستمر مهازل المدير الإقليمي لوزارة التربية الوطنية باليوسفية
نورالدين الطويليع
يحكى أن أبلها زار أخاه الشرطي بإحدى المدن، وفي الصباح
الباكر استيقظ وارتدى ملابس أخيه الوظيفية دون أن يعي ذلك، ثم انصرف إلى حال
سبيله، وأثناء دخوله أحد المحلات نظر إلى مرآة كبيرة، فاندهش للأمر وصاح غاضبا:
"هَاذْ مْسْخُوطَةْ الوالدين (يقصد زوجة أخيه) بْغَاتْ تْفَيَّقْنِي فَيْقَتْ
خُويَا".
مناسبة استحضار هذه النكتة هو تيهان المدير الإقليمي
للتعليم باليوسفية بعد غيبوبة إدارية طويلة دس فيها رأسه في رمال الصمت، وغط في
نوم عميق، ليستيقظ مذعورا على وقع طرقات قوية تنوعت بين مراسلات إدارية ومقالات
وتدوينات، ويحاول الرد في الوقت بدل الضائع على ما كتب حول تدبيره الفاشل لملف
تكليف أستاذة اللغة العربية بتدريس مادة الاجتماعيات، بطريقة تستفرغ النفس ضحكا،
اختلط عليه فيها أمر من أيقظه من سباته العميق، فانحرف وهو يرد على مراسلة مدرسة
اللغة العربية المكلفة بتدريس الاجتماعيات له، إلى الرد على مقالاتي التي عالجْتُ
فيها الموضوع من زاوية أخرى كإعلامي، وكمتتبع تربوي.
وحتى أضع القارئ الكريم في الصورة فالأستاذة راسلت
المدير الإقليمي باعتباره مدبرا، ووضعته مرارا وتكرارا في صلب الإشكالية الديداكتيكية
التي تواجهها كمدرسة للغة العربية غير قادرة على تدريس مادة الاجتماعيات، لأنها
وكما تقول في مراسلتها الإدارية " لا أملك أي تصور حول ديداكتيك المادة
وأطرها المرجعية وجوانبها التقنية"، مؤكدة أنها لا تمانع في الامتثال الإداري لقرار ترحيلها، لكنها من الناحية
التربوية لا يمكنها أن تستغفل التلاميذ وتلعب دور مَالِئِ الفراغ بالطريقة
المعلومة المبنية على أسلوبي النسخ والإملاء، لتختم مراسلتها قائلة: "إن كنتم
مصرين على وجوب تدريسي لمادة الاجتماعيات كما اتفق، فإنني أنتظر منكم التأشير على
قرار بهذا الصدد، ليكون لي سندا أترافع به أمام السيد مفتش المادة، والسادة آباء وأولياء
التلاميذ، وأمام المتعلمين أنفسهم كلما سألوني عن مفاهيم أوتقنيات أمور متعلقة
بالمادة".
السيد المدير الإقليمي، وعوض أن يجيب على تساؤلات
الأستاذة، وعوض أن يتدخل للوقوف شخصيا على المشكل الذي تعود أول مراسلة بخصوصه إلى
29/10/2016، ويجد الحل التربوي المناسب لمأزق تحلت الأستاذة بالشجاعة لتصارحه
وتكاشفه به، فضل أن يقبع في حجر الصمت، وتَرَكَ المعنية بالأمر تواجه مصيرها
بنفسها غير عابئ بمراسلاتها، لكن أمام توالي الضربات المقالية التي فضحت تدبيره السلبي
خرج من جحره عبر مراسلة إدارية اختلط عليه،
وهو يخطها، الحابل بالنابل، وتضاربت تواريخها، فقد كُتِبَتْ حسب المراسلة بتاريخ
29/11/2016، وسجلت بتاريخ 05/12/2016 ، ووردت بمؤسسة التكليف بتاريخ 22/11/2016 ،
حيث تطلب وصولها إلى المؤسسة 24يوما كما لو أنها قادمة من جزر الواق الواق، مع
العلم أن الفيصل في كل هذه التواريخ هو تاريخ الورود بالمؤسسة الذي جاء بعد خمسة
أيام من مقالنا "إلى السيد المدير الإقليمي للتعليم باليوسفية: تكلم لأراك،
وكفى من دس رأسك في رمال الصمت"، فخلط بين ماهو إعلامي، وما هو إداري، حينما
انزلق إلى الإجابة على مقالي، ونسي مراسلات الأستاذة موضوع رده، بتبرير إقدامه على
تكليفها بتدريس مادة الاجتماعيات قائلا: "أثير انتباهك أن تكليفك تم في إطار
المواد المتجانسة التي لم يتسن لنا اللجوء إليها إلا عند الاقتضاء لعدم توفر فائض
في مادة الاجتماعيات في التعليم الثانوي بسلكيه الإعدادي والتأهيلي، وكذا بعد
استنفاذ جميع السبل والإمكانيات لتغطية الخصاص الحاصل"، وهو رد يظهر خروجه عن
الموضوع الذي روسل إداريا بخصوصه لفرط ارتباكه.
مهلا السيد المدير، لم تسألك الأستاذة عن سبب تكليفها
بتدريس مادة الاجتماعيات، ولم تمتنع عن الالتحاق بمؤسسة التكليف، ربما وأنت تضع
مقالاتي أمامك، نسيت مراسلة الأستاذة وسقط بصرك فقط على مقالاتي، فظننت، وقد
ارتعدت فرائسك واهتزت نفسك، أنك تجيب على مراسلتها، في الوقت الذي أنت ترد فيه
بطريقة تبعث على السخرية على مقالاتي، دون أن تفلح لا في هذه ولا في تلك، فجاء ردك
كما قال الشاعر:
أقام يعمل أياما قريحته.... وشبه الماء بعد
الجهد بالماء
اسمح لي سيدي، بعدما اختلط عليك أمر "مسخوط
الوالدين" الذي أفسد عليك حلاوة سباتك العميق، أن أقول لك بأنك تهت عن الطريق
وضللت عن الإجابة، وتشابه عليك البقر، فرميت سهمك الطائش في غير اتجاه،بما ينم عن
استيعابك التربوي المائز والمتميز لتساؤلات مرؤوسيك وتجاوبك الرائع في الفشل معهم.
سوف أتقمص دور ممثل في مسرح اللامعقول لأجيبك عن جوابك
اللامعقول والخارج عن السياق بهذه التساؤلات:
ــ لماذا كلفت أستاذة مادة الاجتماعيات بمؤسسة 30يوليوز
بالشماعية، وأمرتها في اليوم الموالي بالرجوع إلى مؤسستها الأصلية، بعد أن أدلى
زميلها بشهادة طبية فور ترحيلها، وهو الإجراء الذي اعتبرته مستحيلا في قضية
الأستاذ ميلود الروماني فيما يخص تعويض صاحب الرخصة الطبية بمدرسة ابن شقرون؟
ــ لماذا رفضت أن تكلف أستاذا لمادة الاجتماعيات ظل
فائضا بمؤسسته الأصلية "الأندلس"، ليغطي الخصاص بمؤسسة 30 يوليوز، مع أن
المنطق التربوي السليم كان يقتضي أن يعين منذ الوهلة الأولى بثانوية القدس
التأهيلية بمدينة الشماعية، ويتم تكليفه داخل نفس الجماعة بهذه المؤسسة.
ــ ما معنى أن تأتي بأستاذ للغة العربية من جماعة سيدي
شيكر إلى جماعة الكنتور، وتعين أستاذة باليوسفية في جماعة الشماعية، مع أن
التعليمات التربوية واضحة في هذا المجال، بما تنص عليه من وجوب أن يكون التكليف في
أقرب جماعة، اللهم إلا إذا كان لديك تصور خاص للجغرافيا، وظننت أن سيدي شيكر أقرب
إلى الكنتور من اليوسفية، ففي هذه الحالة أجد لك العذر.
السيد المدير، انتبه مرة أخرى لردودك، فخير لك أن تلزم
الصمت من أن تلجأ إلى رد فلكلوري يؤكد مقولة غرقك في خضم التخبط والارتجال وسوء
الفهم، ويجسد ارتباكك وفقدانك لتوازنك العصبي.
0 تعليقات
السلام عليكم و مرحبا بكم يمكنكم التعليق على أي موضوع ،شرط احترام قوانين النشر بعدم نشر روابط خارجية سبام أو كلمات مخلة بالآداب أو صور مخلة.غير ذلك نرحب بتفاعلكم مع مواضيعنا لإثراء الحقل التربوي و شكرا لكم.