أزمة المثقف العربي

الإدارة فبراير 09, 2017 فبراير 09, 2017
للقراءة
كلمة
0 تعليق
-A A +A

 أزمة المثقف العربي

 أزمة المثقف العربي

نعمان الفاضل

ربما غدا اعتبار كلمة المثقف مجرد صورة استعراضية تتسابق نحو المزيد من الظهور على الساحة فقط.لكن المثقف بالفعل من يمثل المعارضة الأبدية لكل ما من شأنه أن يمنع المعرفة عن عقل الأنسان، لأنه، بالمعرفة يتقدم
الإنسان ويصحح أخطاءه و يستوعب ما هو كائن قصد المشاركة في فعل ما يجب أن يكون.و في غياب هذا الشرط بالذات يغدو الحديث عن الثقافة أمرمردود على كل من يدعي أن تقدم الشعوب يأتي من عاداتها، أو تراثها الذي حارت العقول، في عزل الأيديولوجي على الإبستيمولوجي فيه. إن الثقافة هي التجديد لكل أنماط التفكير الإنساني،هي تصور العالم تصورا واضحا يستند في يقينه على استنتاجات دقيقة، تتخلى في ذلك عن مقدماتها الخرافية التي غلفت العالم وضببت الرؤية السليمة للأشياء.
وعليه، يجوز لنا أن نتساءل:هل المثقف العربي بالذات له ما يكفي من وضوح الرؤية لتغيير العالم بعد فهمه؟ هل قدرته على فهم الأشياء تقوم على استنطاق عمييق لها،أم أن مثقف اليوم هو فقط خبير أيذيولوجي على شاشات التلفاز، همه الوحيد هو تغليط العقول و قلب الحقائق وتبرير الإستبداد؟
إن ما جعلنا نثير الموضوع ليس مرده أن المثقف العربي لا ينتج،بل في انتاجه للأزمة التي تتداعى على مختلف المجالات مخلفة بذلك انهيارا للقيم و تراجعا إلى الوراء قرونا عديدة على مستوى تقزيم الهوة بين تراث لم يعد يخاطبنا بالمرة،و بين غزو حضاري يفرض نفسه علينا بالقوة.إن تشبث مثقفينا بأيديولجية التراث يعزى إلى حنينهم لبطولاتهم و ملاحهمم المشكوك في صحتها، إن خطاب المقدس الذي غدا حديث الصالونات الثقافية و الملتقيات حاليا يعكس أن المثقف العربي أصبح هو أيضا من اداتا لتبرير أيديولوجية معينة ، من المفروض أن يكون هو من ينبه الجمهور إليها بحكم استعماله العام للعقل الذي لا تحده غاية سوى غايته الأخلاقية في قول الحقيقة للجمهور.

وهكذا، يجب أن ندعم بقوة، الفكرة القائلة أن الثقافة هي عين التنوير وشرطه الذي لا محيد عنه، فإن كانت ثقافة أمة ما تنبني على عادات و أعراف و أشكال أخرى لا تمس الجانب الذهني فقط،بل تعمل على جموده واستكانته في حدود ما هو ايديولوجي،فإن الحديث عن التنوير هنا، تلزمه سيرورة طويلة لتشكل عقل يستطيع تطويع الثقافة التي شكلته وتشذيبها من كل صراعتها الإيولوجية التي تنامت بشكل مهول للغاية حاليا

شارك المقال لتنفع به غيرك

إرسال تعليق

0 تعليقات


 

  • انشر مواضيعك و مساهماتك بلغ عن أي رابط لا يعمل لنعوضه :[email protected] -0707983967او على الفايسبوك
     موقع الأساتذة على  اخبار جوجل - على التلغرام : المجموعة - القناة -اليوتيب - بينتريست -
  • 1141781167114648139
    http://www.profpress.net/?m=0