المجلس الجهوي لتنسيق التفتيش بجهة الرباط – القتيطرة يكرم المفتشين الجهويين المتقاعدين‎

الإدارة فبراير 23, 2017 فبراير 23, 2017
للقراءة
كلمة
0 تعليق
-A A +A

المجلس الجهوي لتنسيق التفتيش بجهة الرباط – القتيطرة
يكرم المفتشين الجهويين المتقاعدين


المجلس الجهوي لتنسيق التفتيش بجهة الرباط – القتيطرة يكرم المفتشين الجهويين المتقاعدين


محمد احساين
كلمة بمناسبة لحظة تكريم المفتشين الجهويين التخصصيين المحالين على التقاعد
بمقر أكاديمية جهة الرباط – القنيطرة بتاريخ 15 فبراير 2017

بداية أوجه الشكر والتقديرللإخوة في المجلس الجهوي لتنسيق التفتيش بجهة الرباط – القتيطرة، ولإدارة الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بالجهة على هذه البادرة الحميدة التي تعزز الجانب الاجتماعي للمجلس وهيئته، والتي من خلالها يتم تجديد وإحياء التواصل الأخوي بين مجموعة من الزملاء متقاعدين وممارسين.

في حفل أخوي رمزي يحمل دلالات عميقة نظمت هيئة تنسيق التفتيش الجهوي بأكاديمية الرباط سلا القنيطرة لقاء تواصليا مع ثلة من المفتشين الجهويين المتقاعدين؛ حيث استمع الحاضرون إلى شهادات من زملائهم الممارسين، أشادت كلها بخصال المحتفى بهم . وإنها للحظة إنسانية معبرة،عشتها مع زملائي الذين غادرتهم لتبقى الذكريات المهنية راسخة في الأذهان .إذ لايجادل أحد في أهمية هذه الالتفاتات الرمزية من زملاء العمل، واعترافهم بمجهودات إخوانهم وأخواتهم في نفس المهنة، وربما يدخل هذا من باب شكر الناس على عطائهم وجديتهم، وبذلهم ما فيه النفع العام، ومن لم يشكر الناس لم يشكر الله..وهي نفحة من نفحات تكريم الله تعالى للإنسان المكلف بالخلافة والقيام بهذه الوظيفة بما تقتضيه من عدل وقسط ونزاهة وإخلاص .
يقول الحق سبحانه :
" وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَىٰ كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا " ( الإسراء 70)
فالله عز وجل كرم الإنسان وجعله خليفة في الأرض وأخبر بذلك الملائكة فقال:{وإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً}[البقرة 30]
وقال مخاطباً نبي الله داود عليه السلام{يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُم بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَىٰ فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ ۚ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ }[ص 26]
والخلافة تعني: الأهلية ، تعني الاستقلالية، تعني الأفضلية، تعني المسؤولية، تعني أن تبدأ الطريق من حيث توقف الآخرون، تعني التحول والتكوين والتطوير، تعني الحذر والحيطة والفطنة، تعني ما ذا سيقول الأجيال بعدي عني، الخلافة تعني أن استقرارك على الأرض يقوم محل الآخرين، وسيقوم الآخرون مكانك، هذا التكريم الإنساني يشمل جميع بني آدم رجالا ونساء دون تفريق، كما أن الخلافة تقتضي الاستمرارية في العمل بعد التقاعد عن العمل الوظيفي؛ إذ هناك فرص لتجديد النشاط من خلال ممارسة بعض الأعمال، والقيام بما ينفع النفس والإنسان والحيوان والبيئة... من عبادة وغرس واستثمار ... ذلك أن الإسلام يلح على أن يبقى المسلم يعمل حتى آخر لحظة، يقول تعالى: (وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ) [الحجر: 99]، واليقين هو الموت، إذاً العبادة مستمرة حتى ولو كنتَ على فراش الموت.
وروى الإمام أحمد (12902) ، والبخاري في "الأدب المفرد" (479) ، وغيرهما عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِنْ قَامَتِ السَّاعَة وَفِي يَدِ أَحَدِكُمْ فَسِيلَةٌ، فَإِنِ اسْتَطَاعَ أَنْ لَا تَقُومَ حَتَّى يَغْرِسَهَا فَلْيَغْرِسْهَا) .
ولفظ أحمد : ( إِنْ قَامَتْ عَلَى أَحَدِكُمُ الْقِيَامَةُ ، وَفِي يَدِهِ فَسِيلَةٌ فَلْيَغْرِسْهَا) .. ومعناه: أن المسلم يستمر في عمل الخير ومنه الغرس، ولو كان قبل القيامة بلحظات، فإنه مأجور على ذلك.
ومن أعمال الخير والإحسان تنظيم هذه اللحظة المتميزة في مسيرة رجال المراقبة التربوية . ذلك أن تنظيم مثل هذه اللحظات لفائدة المحتفى بهم، والمجهودات والمعاناة من أجل ذلك هو دليل على التشبث بثقافة الاعتراف، وله دلالات على الحب والوفاء، وهي مبادرات تشعر المحالين على التقاعد، بأنهم لا زالوا في قلوب زملائهم ، مهما تغيرت وضعيتهم، من ممارسين إلى وضعية المستفيدين من التقاعد.
لهذا أعتبر هذه اللحظة غنية بحمولتها الرمزية و بقيم الاعتراف بالجميل، وحسن الصنيع، وتثمين القيمة الإنسانية للمورد البشري، ولأطر أنهوا خدمتهم بعد مسيرة حافلة بالعطاء في ميدان الشرف ، ميدان التربية والتعليم والتأطير والمراقبة التربوية. وأتمنى أن تصبح هذه المبادرة التكريمية، تقليدا وسنة حميدة بهذه المؤسسة، للاعتراف وتثمين جهود المفتشين الذين توفرت فيهم الإرادة الصادقة للعمل، وا تسموا بالنشاط والمثابرة، والمبادرة والفاعلية والايجابية والتفاني. ونهجوا في عملهم سلوكا مهنيا، نابعا من أخلاقيات المهنة، وسعوا لتلبية الاحتياجات التأطيرية والتكوينية للمنظومة التربوية ، وكانوا واضحين في تصرفاتهم... فمن خلال هذه القيم المهنية يتميز المجدون عن المهملين .فقد علمنا القرءان أن ننزل الناس منازلهم، وأن نعرف لذوي الفضل فضلهم، وأن لا نبخسهم حقهم؛ لأن المناصب تزول والصحة تذبل والعمر يفنى، ووحدها العلاقات الإنسانية تبقى ولا تنمحي.
يروي أحد الزملاء السابقين بيتا شعريا يقول فيه :
وما مهنة التفتيش إلا بلية ..... وشر البلايا ما كانت على كبر
والبَلِيَّةُ والبلاءُ ، مُصيبة ومِحْنَة، ومنه قولهم :" شرُّ البَليّة ما يُضحك "،
ومهنة التفتيش لا أعتبرها شخصيا بلية ؛ بل هي ابتلاء واختبار للمفتش، في أدائه لمهامه، ومدى صدقه وإخلاصه فيها، وقدرته على بلورة مجموعة من القيم المهنية واقعا وسلوكا، من حيث جديته واجتهاده، و تواضعه وتواصله، وموضوعيته وحكمته .... تلك جزء مما حاولت الالتزام به في ممارساتي المهنية مدرسا ومؤطرا على ما يربو عن أربعين سنة عمل لم تسجل في ملفي الإداري شهادة طبية واحدة ولله الحمد والمنة .
مرة أخرى أشكر زملائي المفتشين في المجلس الجهوي على هذه اللحظة، وأتمنى لهم كامل التوفيق والسداد في مهامكم .
فاللهم لك الحمد حتى ترضى ولك الحمد إذا رضيت، رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ، رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ، رَّبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ .
اللهم لا تخرجنا من طاعتك، ولا تدخلنا في معصيتك، ولا في عذابك ونقمتك، واجعلنا من أهل رحمتك وكرامتك، فأنت أجود الأجود ين وأنت أكرم الأكرمين، اللهم اجعل هذا البلد آمناً واجعلنا فيه من الآمنين، واجعل اللهم كل مفتش في هذه البلاد رسول خير وأمن وتجديد وتطوير.
والسلام عليكم

شارك المقال لتنفع به غيرك

إرسال تعليق

0 تعليقات


 

  • انشر مواضيعك و مساهماتك بلغ عن أي رابط لا يعمل لنعوضه :[email protected] -0707983967او على الفايسبوك
     موقع الأساتذة على  اخبار جوجل - على التلغرام : المجموعة - القناة -اليوتيب - بينتريست -
  • 1141781167114648139
    http://www.profpress.net/?m=0