السيد عمر عزيمان يمثل الملك في المنتدى الدوري لجمعية تطوير التعليم في إفريقيا 2017
السيد عمر عزيمان مثل صاحب الجلالة نصره الله في فعاليات المنتدى الدوري لجمعية تطوير التعليم في إفريقيا، التي تنعقد بالعاصمة السنيغالية دكار من 14 إلى 17 مارس 2017، في موضوع "النهوض بالتعليم من منظور البرنامج الأممي 2030 وبرنامج أفق 2063 من أجل إفريقيا".
هذه الدورة التي شارك في تنظيمها المغرب، وحضرها لأول مرة منذ تأسيسها سنة 1993، تشكل إطار مهم للتحاور وتقاسم التجارب حول سياسات التربية والتكوين في إفريقيا؛ بمشاركة مجموعة من الفاعلين، لاسيما وزراء التربية والتكوين الأفارقة، وممثلي الوكالات الدولية للتنمية، والفاعلين بالقطاع الخاص وكذلك ممثلي المجتمع المدني والشباب.
تجدر الإشارة، إلى أنه من الجانب المغربي شارك كذلك السادة الوزراء المكلفين بقطاع التربية الوطنية والتعليم العالي والبحث العلمي.
تجدون رفقته نص خطاب السيد عمر عزيمان، ويمكنكم مشاهدة تسجيل كلمة السيد عمر عزيمان عبر الرابط التالي:
* شاهد الفيديو
* اقرأ نص الخطاب
بمناسبة
المنتدى الدوري 2017
لجمعية تطوير التعليم في إفريقيا ADEA
المنعقد بدكار
فخامة
السيد رئيس جمهورية السنيغال؛
معالي السادة
رؤساء الدول والحكومات؛
السيدات
والسادة الوزراء ورؤساء الوفود؛
السيد
رئيس البنك الإفريقي للتنمية؛
السيد الوزير،
ورئيس اللجنة المديرية لجمعية تطوير التعليم بإفريقيا؛
السيد
الكاتب التنفيذي للجمعية؛
السيد
نائب رئيس البنك الدولي لمنطقة إفريقيا؛
السيد
رئيس الجلسة؛
حضرات
السيدات والسادة؛
لي عظيم الشرف بأن أتناول الكلمة أمام هذا الجمع المهيب،
الذي ينعقد فوق هذه الأرض السينغالية العزيزة، المتميزة بفضيلة الحوار وكرم
الضيافة.
وأتشرف بأن أنقل إليكم تحيات جلالة ملك المغرب، وأسفه
عن عدم التمكن من الحضور شخصيا في هذا المنتدى الدوري الجديد، الذي يحظى لدى
جلالته باهتمام بالغ، سواء بالنظر إلى طبيعة الموضوع الذي يضعه جلالته في صلب الأجوبة
التي يتعين تقديمها للتحديات التي تطرحها تنمية قارتنا، أو باعتبار البعد الإفريقي
لهذا الحدث، الذي يوليه جلالة الملك أهمية استراتيجية وازنة.
وبنفس المناسبة، أود الإعراب عن أحر تشكراتي لجمعية
تطوير التعليم بإفريقيا ADEA على هذه الدعوة الكريمة، مقرونة بالتحيات الصادقة لجهودها والتزامها
بالشؤون التربوية لقارتنا.
أصحاب السعادة، حضرات
السيدات والسادة،
إن موضوع وبرنامج المنتدى
الدوري 2017 هما شهادة على انشغال هذا الجمع الكريم بتجديد تأكيد الأسبقية التي
تحظى بها التربية بأرض إفريقيا، باعتبارها المدخل الذي يفتح أبواب تحقيق غيره من
باقي أهداف التنمية المستدامة، والتي نعمل جميعا على بلوغها بكل ثبات وحزم. وتشهد
التجربة، في محطات تاريخية مختلفة، وفي مجالات متنوعة، أن التقدم السياسي
والاقتصادي والاجتماعي والثقافي ظل إلى أبعد حد محدد بالجهود المبذولة في التربية
وعلى نحو خاص بالتقدم الحاصل في جودة التعليم.
في هذا الصدد، بإمكاننا الاعتزاز
بالوعي التام الذي اكتسبته قارتنا، بضرورة جعل ميدان التربية والتعليم أولوية
الأولويات في مختلف مسارات تقدم وتنمية وتطور مجتمعاتنا. وفي ارتباط بهذا الالتزام
فإن المنتدى الدوري الحالي يتوخى أن يكون براغماتيا وخاضعا للبرمجة من خلال الطرح
الدقيق لسؤال: "كيف العمل"، وعبر الدعوة لتركيز النقاش والتبادل حول منهجية
تدبير إعادة نجاعة منظوماتنا التربوية.
أصحاب السعادة، حضرات
السيدات والسادة،
منذ انعقاد "المنتدى
الدولي للتربية سنة 2000" هنا بدكار قطعت أشواط تقدم دالة، كما أن آفاق جديدة
واعدة تم رسمها، لمعالجة مسألة التربية على الصعيد القاري.
في هذا الصدد، لا يسعنا إلا
أن نهنأ أنفسنا لكون كل من منظمة الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي قد حددا أهدافا
طموحة بخصوص التربية والتكوين، الأولى في إطار البرنامج الكوني 2030، والثاني ضمن
أجندة 2063 لإفريقيا، إلى جانب الاستراتيجية القارية للتربية على مدى العشرية
2016-2025. في هذا الإطار أسجل بكل سرور أن هذه المخططات والبرامج تلتقي بقوة مع
انتظاراتنا الوطنية، ومع التوجهات التي ننهجها في تدبير إصلاح منظومتنا
التربوية.
في هذا الصدد، أود التنويه
بسداد القضايا المدرجة في جدول أعمال هذا المنتدى، الذي يدعو إلى مناقشة المسألة
المرتبطة بكيفية إصلاح وتأهيل منظوماتنا التربوية. في ارتباط بذلك، يشكل التركيز
على إشكالية التمويل مؤشرا دالا على التوجه الواقعي وفي نفس الوقت على الطموحات
المحركة لمؤطري هذا المنتدى؛ إذ أن عامل التمويل يعد حاسما في عملية التجديد
المنشودة، وإن لم يكن الرافعة الوحيدة لتحقيق الهدف المتوخى. لذلك، فإننا نعلق جميعا
آمالا كبيرة على الاستثمار الأمثل للممارسات الناجحة التي سنتقاسمها، وعلى تجاربنا
المتميزة وعلى الدروس التي سنستخلصها من هذه الدورة.
بالنسبة لبلدي، المملكة
المغربية، لا شك أن توصيات هذا اللقاء ستمثل مصدرا وازنا للاستلهام والإغناء، ولاسيما
وأنا أقف بكل ارتياح على الالتقائية الكبرى بين أهداف أجندة 2063 وبين استراتيجية
العشرية 2016-2025 من جهة، وبين منظورنا الخاص في هذا الشأن، الذي اعتمدناه سنة
2015 تحت عنوان "الرؤية الاستراتيجية للإصلاح 2015-2030".
إن رؤية المغرب
الاستراتيجية للإصلاح في مجالات التربية والتكوين والبحث العلمي، التي أثمرتها
سيرورة إرادية أذكاها جلالة ملك المغرب، والتي تمت بلورتها من خلال مقاربة تشاركية
مفتوحة، ارتكزت على تقييم التجارب السابقة، وتحديد الرافعات الأساسية الكفيلة
بتحقيق مدرسة الإنصاف والجودة والارتقاء الفردي والمجتمعي؛ هذه الرؤية تسعى،
بالأساس، إلى تعزيز منظومتنا بالمزيد من المؤهلات الكفيلة بدعم الخيارات
الاستراتيجية للمملكة في اتجاه تقوية سيرورة تحديث المجتمع ودمقرطته، وحفز التنمية
البشرية المستدامة، وتعزيز التماسك الاجتماعي.
إن الخيارات التي تبنيناها
تتأسس على مجموعة من المرتكزات:
-
أولا: إعادة التفكير في المضامين ومراجعتها، وتأهيل مهن
التربية في اتجاه المزيد من الإنصاف وتكافؤ الفرص، على أساس ضمان الحق في التربية
للجميع، وتحقيق جودة أفضل في التدريس، والانفتاح الفردي للمتعلمين، والتقدم
السوسيو اقتصادي والثقافي لبلدنا؛
-
ثانيا: تشجيع تربية تمنح
المتعلمين وسائل وإمكانيات تؤهلهم للقدرة على التعلم مدى الحياة، في مواكبة لتطور
حاجات مجتمع أضحى مجتمع إعلام، واقتصاد أصبح اقتصاد معرفة؛
-
ثالثا: العمل على تحقيق تمكن أكبر من اللغات الوطنية
ومعرفة أفضل بلغات التفتح الدولي والاندماج في العالم؛
-
رابعا: تطوير ريادة وقدرات تدبيرية، في مختلف مستويات
المنظومة التربوية، في أطار حكامة مبنية على اللامركزية واللاتمركز والاستقلالية
المؤسساتية؛
-
خامسا: دعم الإصلاح من خلال إرساء آليات ووسائل وتدابير
كفيلة بضمان التتبع اليقظ لتطبيق الرؤية الاستراتيجية للإصلاح وتقييمها المنتظم.
وكما سبقت الإشارة، لا
يسعنا إلا أن نهنأ أنفسنا على الالتقائية القوية بين الرؤية الاستراتيجية المغربية
للإصلاح وأجندة 2063، ومن ثم، لا يمكننا إلا أن ندعم هذه الأجندة ونساند أية
مقاربة، أو برنامج، أو مشروع، أو آلية من شأنها تيسير تطبيقها الأمثل وإغناؤها
المستمر.
لا يفوتني أن أؤكد، في هذا
الصدد، أننا سنظل منفتحين، بطبيعة الحال، وكما كنا دائما إزاء بعض بلدان قارتنا
الإفريقية، على كل أنواع التبادل والتقاسم والشراكة مع إخواننا في إفريقيا، أيا
كان مستوى هذا التعاون؛ قاريا أو جهويا أو ثنائيا، وفي كل المجالات ذات الصلة
بالتربية والتكوين والبحث العلمي.
وهذه هي ثقافتنا، وقناعتنا
الراسخة، في انسجام تام مع الإرادة والعزم الأكيد لجلالة الملك، على المشاركة
الفعالة، بعيدا عن تغيرات الزمن وتقلبات السياسة، في تحقيق انبثاق إفريقيا جديدة؛
إفريقيا ذات إيمان قوي بقدراتها، وبإمكاناتها، وتسعى بكل شجاعة وحزم نحو إرساء قطب
جهوي مندمج وراسخ للتنمية المستدامة، وبناء فضاء للتقاسم والتضامن والاستقرار
والسلم والأمن، في مأمن عن كل أنواع التطرف.
أشكركم على حسن إصغائكم،
وأتمنى كل التوفيق لأشغال هذا المنتدى.
0 تعليقات
السلام عليكم و مرحبا بكم يمكنكم التعليق على أي موضوع ،شرط احترام قوانين النشر بعدم نشر روابط خارجية سبام أو كلمات مخلة بالآداب أو صور مخلة.غير ذلك نرحب بتفاعلكم مع مواضيعنا لإثراء الحقل التربوي و شكرا لكم.