خصوصيات تدريس الهندسة بالمدرسة الابتدائية

 خصوصيات تدريس الهندسة بالمدرسة الابتدائية

 إعداد: ذ علي بودوار مفتش تربوي

 سأبدأ معكم حلقات حول تدريس الهندسة يالسلك الابتدائي وما تطرحه من صعوبات على مستوى الممارسة الصفية. يكتسي تدريس مكون الهندسة بالسلك الابتدائي أهمية خاصة على المستوى الديدكتيكي،إذ يعتبر مدخلا لتدريب المتعلم على اكتساب معارف
رياضياتية تسمح له بضبط علاقته مع المحيط الفزيائي الذي يعيش فيه، وهو ما يمكن تسميته ببنية الفضاء عند الطفل. ولئن كان تمثلنا كمدرسين اتجاه مكون الهندسة من السهولة بمكان‘ فإن واقع الممارسة لا يزال يكشف عن صعوبات يمكن أن تعرقل مسار تمكن المتعلم من اكتساب الحس الهندسي منذ نعومة أظافره، و الذي يمكن أن يؤثر بشكل أو بآخر على مساره الدراسي مستقبلا.وعلى هذا الاعتبار ارتأيت أن استعرض في هذه المداخلة مجموعة من الصعوبات التي يمكن أن تشكل عوائق في وجه اكتساب المعارف و التمكن من الخاصيات الرياضياتية على العموم و الهندسية بشكل خاص. وإذا كانت الهندسة بهذا السلك تمثل أداة لحل المسائل المرتبطة بالفضاء الفزيائي للطفل، فإنها أيضا مجال أساس يفسح للمتعلم التمكن من الاستدلال الرياضياتي في مستوى إدراكه العقلي و المعرفي، مع العلم أن درجة التمكن من الاستدلال في مرحلة التعليم الابتدائي تظل محدودة في مستوى المناولة و لا ترقى إلى مستوى التجريد. يعتمد المتعلم في إدراك المفاهيم الهندسية على التمثيل من خلال الملاحظة غير أن ذلك يبقى غير كاف للانتقال من الكائن الفزيائي ( مثلا ملاحظة منزل أو سيارة أو حجرة دراسية ....) إلى مستوى التمثيل على فضاء مستو أو ذي ثلاثة أبعاد. ومنه لا بد من تمكين المتعلم على التمرن على استعمال عدةخاصيات ترتبط بالهندسة كالنقل والإنشاء و الوصف والتمثيل على اعتبارها دعامات أساس ترتكز عليها الهندسة بالسلك الابتدائي. * المقارنة و التصنيف: التصنيف عملية ناتجة عن فعل المقارنة حيث إن تصنيف كائنات هندسية يرتكز على خاصيات معينة تتدرج من حيث الصعوبة و التركيب مراعية طبيعة المرحلة العمرية و علاقتها باكتساب المعرفة.في البداية يمكن التحسيس بمفهوم التصنيف انطلاقا من خاصية الشكل و اللون و القياس الاعتباطي ونتدرج حسب المستويات لنصنف الأشكال الهندسية حسب الأضلاع أو الزوايا أو الوجوه أو القاعدة إلخ....وتصبح معايير التصنيف هاته خاصيات رياضياتية تمثل الكائنات الهندسية التي تنتمي لنفس الصنف. * خاصية النقل: يرتبط مفهوم النقل بقدرة المتعلم على إنجاز نسخة طبق الأصل لكائن هندسي عن طريق التكبير أو التصغير أو الإزاحة.ورغم أنه يطرح أمام المتعلم صعوبات ترتبط بتمثلاته حول إمكانية نقل كائن فزيائي إلى نسخة هندسية على المستوى، فإن التمكن من مهارات النقل باستعمال الأدولات الهندسية بشكل سليم يمكن المتعلم من غدراك الفرق بين الكائن الفزيائي و تمثيله على المستوى. وللقيام بهذه المهمة يحتاج المتعلم إلى وسائل هندسية ( الورقن الأنسوخ، الشبكات التربيعية....إلخ) و لتقريب مفهوم الانتقال يمكن تمثيله على الواقع قبل تمثيله على المستوى. وهنا ينبغي النتباه إلى الوسيلة المستعملة ومدى ملاءمتها للمطلوب.


 يتبع تحية عالية للجميع