السيد الوزير.. تصريحاتكم تنم عن جهلكم العميق بعمل نساء و رجال التعليم

السيد الوزير.. تصريحاتكم تنم عن جهلكم العميق بعمل نساء و رجال التعليم

عبد الوهاب السحيمي
الوزير حصاد يبرر رضوخه للوبي تعليم القطاع الخاص و سماحه لأساتذة التعليم العمومي بالاشتغال بمؤسسات التعليم الخصوصي، بدعوته موظفي وزارة التربية الوطنية بتدريس ساعاتهم الأسبوعية كاملة و بعد ذلك يحق لهم العمل في مؤسسات التعليم الخصوصي.

للأسف الشديد هذا الكلام ينم عن جهل الوزير الكبير بعمل نساء و رجال التعليم، جهله بالقانون و بالنظام الأساسي العام للوظيفة العمومية و الذي يمنع على جميع موظفي الدولة مزاولة أي نشاط يذر عليهم دخلا غير دخل وظيفتهم، و جهله كذلك بمذكرة الوزير الوفا التي أوقفت الترخيص لأساتذة التعليم العمومي للاشتغال استثناء مدة 4 سنوات بمؤسسات التعليم الخصوصي و ذلك بهدف تأهيل هذا القطاع ببلادنا لكن للأسف هذا الاستثناء أريد له من طرف لوبي التعليم العمومي ان يصبح قاعدة و يبقى الى لا نهاية.
السيد الوزير نساء و رجال التعليم و خاصة هيئة التدريس، تقوم بعملها كاملا و تدرس جميع ساعاتها و لا يحق لها ان تتغيب و لو ساعة بدون مبرر مقنع و قانوني، و للوزارة آليات ضبط و تتبع و مراقبة نساء و رجال التعليم عبر الإدارة التربوية و أطر المراقبة و التفتيش و اي تغيب غير مبرر يؤدي بصاحبه الى المساءلة و الاقتطاع من الأجور و امور أخرى يمكن ان تصل الى الإحالة على المجلس التأديبي... فمثلا استاذ التعليم الابتدائي يدرس 30 ساعة في الاسبوع كاملة دون نقصان، و أستاذ التعليم الاعدادي يدرس 24 ساعة و استاذ الثانوي التأهيلي يدرس 21 ساعة كاملة و اي تغيب غير مبرر و لو لساعة يؤدي الى ما لا يحمد عقباه.
و حقيقة لا أفهم هذه التصريحات التي تنم عن جهلكم العميق بمجريات عمل نساء و رجال التعليم.
المشكل السيد الوزير في رضوخكم لضغوطات لوبي القطاع الخاص و اصداركم قرارا ترخصون من خلاله لموظفي وزارة التربية الوطنية بالعمل بمؤسسات التعليم الخصوصي، لا يمكن في ساعات العمل و مدى استيفائها، المشكل يكمن في العطاء و المردودية، فكيف سيكون عطاء رجل التعليم العمومي في قسمه بعد قضائه ساعات العمل في مؤسسات التعليم الخصوصي، هذا هو أصل الداء السيد الوزير، الخلل في العطاء و المردودية و لذلك المشرع كان حكيما عندما منع على موظفي الدولة ممارسة أي نشاط يخول لهم دخلا، لأن ذلك سيكون على حساب الخدمات الموجهة للمواطنين و على حساب جودة تعلمات ابناء الفقراء و المهمشين و على حساب المدرسة العمومية بشكل عام.
هذا هو أصل الداء..