مدخل على الأدب التفاعلي في العراق
صالح خلفاوي رائد القصة التفاعلية
سرديات نخلة - عمل مشترك - صالح خلفاوي / سامية خليفة
للأدب التفاعلي عدة اتجاهات متنوعة تختلف في مضمونها ومحتواها من حيث التشكيل والبناء عن بعضها , لقد ظهر أول عمل لهذا النوع من الكتابة عام 1986 في رواية (الظهيرة) ميشيل جويس , كتجربة هي الأول من نوعها ثم تلاها تجارب أخرى لـ (بوبي رابيد )العمل الروائي , أما على مستوى الشعر فقد كانت التجربة لـ ( روبرت كاندال ) وقد اختلفت طرق الكتابة في الأدب التفاعلي
على نحو مخصص بين طريقة وأخرى , فبعضهم كتب النص الروائي أو القصصي وطرحه للجمهور ليضيف عليه أو يجتهد فيه أو يكمله أو يحاكيه , وبعضهم كتبه كسؤال ما يكون الرد عليه تبعا لطبيعة السؤال , وبعضهم كتبه كعمل مشترك يتطرق لحالة أدبية محددة كالسرد والشعرية وما شابه ذلك . سرديات نخلة ، لم يكن العمل الأول للروائي صالح خلفاوي ، التجربة هذه لها تجربة سابقة لنفس الروائي على الورق مع مجموعة من القصاصين عام 2008 هم كل من القاص صالح خلفاوي والقاص علاء حميد الجنابي والقاص سعد عباس السوداني والقاص عبد الكريم حسن مراد, وكان مشروعهم هذا تحت عنوان (مقاطع حمادي التفاعلية) وبذلك يصبح الروائي صالح خلفاوي رائد القصة التفاعلية في العراق , مع ما واجهه الخلفاوي من تحدي وانكار لهذه التجربة ومشروعه فيها , الا انه أصرَّ على المواصلة ومحاولة أحياء هذا المشروع والدعوة له حتى عقدت جلسة أدبية في مقر الاتحاد العام للأدباء والكتّاب العراقيين عام 2012/حزيران/30 السبت - لمناقشة هذا المشروع ودراسته لمعرفة مدى ما يحققه وجدوى العمل فيه , وما بين رافض ومشكك ومتفائل ومؤيد له ومتعاون , وكانت الآراء بذلك مختلفة ما بين النقّاد والشعراء , لقد أرادوا ان يكون لهذا الأدب المُسمّى بالتفاعلي خصائص وميزات وأدوات تحدده وتؤهله وتؤطره ويكون له مريدين ومشاركين ووفق عمل جماعي وليس فردي ؟؟؟ولمّا انه بهذه التوجهات المختلفة فهو لم يحقق تكامله المعرفي و توجهه الأدبي بالنسبة لهم ووجهات نظرهم بهذه المناقشة , مع ان ما اراده الروائي صالح خلفاوي بهذه المشروع هو البحث عن أساليب سردية جديدة تتناسب مع الواقع الأدبي الحديث وتؤسس للقارئ أفكارا جديدة تخرجه من الرتابة والجمود والقوالب القديمة التقليدية التي هيمنت على القصة العراقية , لذلك جاءت رواية (سرديات نخلة ) متفاعلة مع امرأة أديبة وكاتبة من لبنان (سامية خليفة ) لتكون هي الشريك في هذا العمل الجديد واعتقد جازما ان محاولة الخلفاوي بهذا العمل المشترك ما هو الا الاصرار والارادة التي تدفعه للمضي قدما في مشروعه التفاعلي منطلقا من روح العصر نحو تحديث العملية السردية وفق الرؤى التي تبنتها الحداثة وما بعد الحداثة , ولا يهم ان كانت المسميات عنده تفاعلية او رقمية او مقطعية او تداولية بقدر ما يهم انعاش هذا المشروع وأحيائه , لأن المشروع هذا أكثر من كونه مجرد عمل مشترك , فهو يهدف الى التنوع والتمايز وبحسب الخلفية الثقافية والمرجعية والأسلوب بين قاص وآخر وحسب وجهة نظره ان التنوع والاختلاف في الأساليب والأسلوب وحده كافٍ لأشغال المتلقي وجذب انتباهه ما بين قاص وآخر ووظائف السرد والتعبير المختلفة بينهما , (سرديات نخلة ) جاءت مختلفة هذه المرة عن (مقاطع حمادي التفاعلية) فأننا نجد في أسلوب الخلفاوي الذي آلفناه في كتاباته المتعمقة في الشخصانية التي جعل لحضورها تأسيساً مكملاً للمكانية في سردياته , ومن منطلق ايمانه بالحداثة وما بعد الحداثة فأن صالح الخلفاوي كان جريئا وشجاعا في اعلان مشروعه , لم يكن كباقي النقّاد والقصاصين الخائفين من التجارب الجديدة ؟ لأنه يؤمن بقدرته على الخلق والابداع , فهو يعتبر ان خوفهم ناتج عن افتقارهم لمفاهيم هذا الأدب الجديد وضيق الرؤية التي ينحصر فيها الكثير منهم بسبب الانغلاق والتقولب الذي يسيطر عليهم , وأنا شخصيا أُعلّل سبب الرفض على أنه الخوف من نجاح المشروع وشهرته وما يعكسه للخلفاوي كسابقة أدبية في المجتمع العراقي والعربي ككل , وهذا بحدِّ ذاته دافعاً لأن يرفضوا مشروعه وبذرائع وهمية مع ان ما يعكسه المشروع للمستقبل الأدبي من خطوات جديدة فعّالة وكنوعٍ من الابتكار يمهد طريقا جديدا نحو تغيير أساليب السرد والشعر واخراجها من الأنماط والقوالب القديمة .(سرديات نخلة ) التجربة الثانية للروائي صالح الخلفاوي وهي تشق طريقها نحو النجاح وأن كان هذا الطريق في بداياته , الا انه في النهاية سيكون له مكان الخاص والمميز بين الأساليب الأدبية الجديدة لتطوير المهارات وتنويع الأسلوب السردي والشعري وتوجهاته نحو التجديد والتغيير من أجل الابداع
على نحو مخصص بين طريقة وأخرى , فبعضهم كتب النص الروائي أو القصصي وطرحه للجمهور ليضيف عليه أو يجتهد فيه أو يكمله أو يحاكيه , وبعضهم كتبه كسؤال ما يكون الرد عليه تبعا لطبيعة السؤال , وبعضهم كتبه كعمل مشترك يتطرق لحالة أدبية محددة كالسرد والشعرية وما شابه ذلك . سرديات نخلة ، لم يكن العمل الأول للروائي صالح خلفاوي ، التجربة هذه لها تجربة سابقة لنفس الروائي على الورق مع مجموعة من القصاصين عام 2008 هم كل من القاص صالح خلفاوي والقاص علاء حميد الجنابي والقاص سعد عباس السوداني والقاص عبد الكريم حسن مراد, وكان مشروعهم هذا تحت عنوان (مقاطع حمادي التفاعلية) وبذلك يصبح الروائي صالح خلفاوي رائد القصة التفاعلية في العراق , مع ما واجهه الخلفاوي من تحدي وانكار لهذه التجربة ومشروعه فيها , الا انه أصرَّ على المواصلة ومحاولة أحياء هذا المشروع والدعوة له حتى عقدت جلسة أدبية في مقر الاتحاد العام للأدباء والكتّاب العراقيين عام 2012/حزيران/30 السبت - لمناقشة هذا المشروع ودراسته لمعرفة مدى ما يحققه وجدوى العمل فيه , وما بين رافض ومشكك ومتفائل ومؤيد له ومتعاون , وكانت الآراء بذلك مختلفة ما بين النقّاد والشعراء , لقد أرادوا ان يكون لهذا الأدب المُسمّى بالتفاعلي خصائص وميزات وأدوات تحدده وتؤهله وتؤطره ويكون له مريدين ومشاركين ووفق عمل جماعي وليس فردي ؟؟؟ولمّا انه بهذه التوجهات المختلفة فهو لم يحقق تكامله المعرفي و توجهه الأدبي بالنسبة لهم ووجهات نظرهم بهذه المناقشة , مع ان ما اراده الروائي صالح خلفاوي بهذه المشروع هو البحث عن أساليب سردية جديدة تتناسب مع الواقع الأدبي الحديث وتؤسس للقارئ أفكارا جديدة تخرجه من الرتابة والجمود والقوالب القديمة التقليدية التي هيمنت على القصة العراقية , لذلك جاءت رواية (سرديات نخلة ) متفاعلة مع امرأة أديبة وكاتبة من لبنان (سامية خليفة ) لتكون هي الشريك في هذا العمل الجديد واعتقد جازما ان محاولة الخلفاوي بهذا العمل المشترك ما هو الا الاصرار والارادة التي تدفعه للمضي قدما في مشروعه التفاعلي منطلقا من روح العصر نحو تحديث العملية السردية وفق الرؤى التي تبنتها الحداثة وما بعد الحداثة , ولا يهم ان كانت المسميات عنده تفاعلية او رقمية او مقطعية او تداولية بقدر ما يهم انعاش هذا المشروع وأحيائه , لأن المشروع هذا أكثر من كونه مجرد عمل مشترك , فهو يهدف الى التنوع والتمايز وبحسب الخلفية الثقافية والمرجعية والأسلوب بين قاص وآخر وحسب وجهة نظره ان التنوع والاختلاف في الأساليب والأسلوب وحده كافٍ لأشغال المتلقي وجذب انتباهه ما بين قاص وآخر ووظائف السرد والتعبير المختلفة بينهما , (سرديات نخلة ) جاءت مختلفة هذه المرة عن (مقاطع حمادي التفاعلية) فأننا نجد في أسلوب الخلفاوي الذي آلفناه في كتاباته المتعمقة في الشخصانية التي جعل لحضورها تأسيساً مكملاً للمكانية في سردياته , ومن منطلق ايمانه بالحداثة وما بعد الحداثة فأن صالح الخلفاوي كان جريئا وشجاعا في اعلان مشروعه , لم يكن كباقي النقّاد والقصاصين الخائفين من التجارب الجديدة ؟ لأنه يؤمن بقدرته على الخلق والابداع , فهو يعتبر ان خوفهم ناتج عن افتقارهم لمفاهيم هذا الأدب الجديد وضيق الرؤية التي ينحصر فيها الكثير منهم بسبب الانغلاق والتقولب الذي يسيطر عليهم , وأنا شخصيا أُعلّل سبب الرفض على أنه الخوف من نجاح المشروع وشهرته وما يعكسه للخلفاوي كسابقة أدبية في المجتمع العراقي والعربي ككل , وهذا بحدِّ ذاته دافعاً لأن يرفضوا مشروعه وبذرائع وهمية مع ان ما يعكسه المشروع للمستقبل الأدبي من خطوات جديدة فعّالة وكنوعٍ من الابتكار يمهد طريقا جديدا نحو تغيير أساليب السرد والشعر واخراجها من الأنماط والقوالب القديمة .(سرديات نخلة ) التجربة الثانية للروائي صالح الخلفاوي وهي تشق طريقها نحو النجاح وأن كان هذا الطريق في بداياته , الا انه في النهاية سيكون له مكان الخاص والمميز بين الأساليب الأدبية الجديدة لتطوير المهارات وتنويع الأسلوب السردي والشعري وتوجهاته نحو التجديد والتغيير من أجل الابداع
المقال بقلم الناقد / طالب الدراجي
0 Kommentare
السلام عليكم و مرحبا بكم يمكنكم التعليق على أي موضوع ،شرط احترام قوانين النشر بعدم نشر روابط خارجية سبام أو كلمات مخلة بالآداب أو صور مخلة.غير ذلك نرحب بتفاعلكم مع مواضيعنا لإثراء الحقل التربوي و شكرا لكم.