التلميذ وصعوبات التوافق الدراسي
ذ . جمال الرحوم
مؤطر نادي " نوابغ الجاحظ ، للفكر والتنشيط والإعلام التربوي "ا
إعدادية الجاحظ
مؤطر نادي " نوابغ الجاحظ ، للفكر والتنشيط والإعلام التربوي "ا
إعدادية الجاحظ
سلا
مبادرة متميزة ، تلك التي قام
بها نادي " نوابغ الجاحظ ، للفكر والثقافة والإعلام التربوي" بثانوية الجاحظ
الإعدادية بسلا ، حين أقدم على منح الفرصة لأعضائه من تلاميذ المؤسسة ، مرة أخرى
بعد نشاط تلاميذها الأول في 24 ماي 2014 في نفس الموضوع ، كي يناقشوا بأنفسهم
همومهم ومشاكلهم الدراسية في إطار علمي وتربوي ، لا يخوض غماره عادة إلا المتخصصون
والكبار ،
ويقفوا على مدى تطور وضعية التلاميذ تحسنا أو غيره ، بعد ثلاث سنوات من التعرض والدراسة
لنفس الموضوع ، وفي نفس المؤسسة .
مبادرة تكتسي أهميتها كذلك ، في ظل التحولات الراهنة والمرجوة لنظامنا
التعليمي نحو معالجة اختلالات حلقته الأهم
" التلميذ " في توافقه مع دراسته ، حتى يتوفق ويعطي المرجو منه
في سلم الترقي والإبداع العلمي . لكن في غياب غير منطقي من المسؤولين والفاعلين
التربويين ، إن لم نقل تغييب قصري مع سبق الإصرار والترصد، للفاعل الأهم في هذه
المعالجة نفسها ، وهــو " التلميذ " نفســه .
ولئن كانت المناظرات الوطنية السابقة
حول التعليم ، نظمت حول هذا الموضوع مرارا دون نتيجة تذكر ، وكان آخرها حسب ما أذكر المناظرة التي كانت في
الدار البيضاء حول نفس الموضوع ، أيام 23- 24 - 25 أكتوبر 2014 ، واتخذت موضوعا لها
" سوء التوافق الدراسي وبرامج المواكبة التربوية " ، إلا أن تلاميذ "
سلا " قرروا مناقشة مشاكلهم التي تؤثر على مسارهم الدراسي ، ومسار العديد من
تلاميذ المغرب ، بأنفسهم .
وهكذا ، قام طلبة وطالبات نادي
" نوابغ الجاحظ ، للفكر والثقافة والإعلام التربوي " بمؤسسة الجاحظ
الإعدادية بسلا ، في إطار " يوم التلميذ " الذي اختتم به النادي
فعالياته الثقافية لهذه السنة، وجرى مساء يوم الجمعة 29 شعبان 1438 ھ / 26 ماي 2017 م، وتميز بحضور آباء وأولياء التلاميذ الذين يشاركونهم نفس الهم ، فضلا
عن أطر المؤسسة وأساتذتها ، وضيوف وأساتذة من خارجها، بدراسة هذا الموضوع في إطار نشاط تربوي متميز ، تحت شعار :"
التلميذ ، وصعوبات التوافق الدراسي .. الواقع ، الحلول ، والآمال ".
هذا النشاط الذي تضمن جلسات ، وموائد وفعاليات
علمية تربوية وفنية ، توزعت إلى :
-الجلسة الأولى ، وعرفت
المحاور التالية :
- الافتتاح بآيات بينات من
الكتاب العزيز ، تلاها القارئ المتقن الطالب نبيل اغبال
- كلمة افتتاحية وتأطيرية للنشاط
الثقافي ، لمسيرته الطالبة سلمى لعوامير
- كلمات افتتاحية وتوجيهية لكل
من :
الأستاذة خديجة بوشحمى ، نيابة
عن أطر المؤسسة
الأستاذ حبيب بلوضاح ، شيخ
ومؤطر دار القرآن " الفتح " بسلا ، من ضيوف النشاط التربوي
الأستاذ جمال الرحوم ، مؤطر
نادي " النوابغ " والنشاط الثقافي
- الجلسة العلمية ، وتضمنت
موائد علمية تربوية :
واشتملت على مداخلات علمية
وتربوية متعددة ، قدمها طلبة نادي" نوابغ
الجاحظ " بالمؤسسة حول الصعوبات التي تعتري المسار الدراسي للتلميذ ، وتؤثر على
توافقه وتوفقه في دراسته .
وهكذا، تم افتتاح المائدة
العلمية للنشاط الثقافي بفرش علمي للعروض النظرية، تضمن معنى" التوافق
الدراسي وصعوباته " من خلال مداخلة الطالب أنس لعوامير الذي وضحه
وبين مستوياته .
ثم لتنطلق بعد ذلك العروض العلمية
من طرف الطالبات ، وشملت مستويات متعددة
:
- فعلى المستوى الشخصي ( النفسي والبيولوجي )، أو ما يسمى "
الخصوصية الذاتية " للتلميذ وأثره الدراسي :
تناولت الطالبتان شيماء
احمينة ومريم بلحمامية في مداخلتهما، عرضا مؤثرا ناقشتا فيه موضوع "
الخصوصية الذاتية ودورها في التوافق الدراسي ". كما اهتمت الطالبة سميحة
بوزيدي الزنطار في مداخلتها القيمة ب " المراهقة السلبية وصعوبة
التوافق الدراسي للتلميذ ".
- وعلى المستوى الاجتماعي ودوره في التوافق
الدراسي للتلميذ :
أ – وفي محور الحياة
الاجتماعية :
تطرقت الطالبة مريم طرابشي
في مداخلتها الجادة لموضوع " الأسرة ودورها في التوافق الدراسي للتلميذ "
، كما ناقشت الطالبة نهيلة الفيض في مداخلتها المتميزة موضوع "
الرفقة وأثرها في المسار الدراسي للتلميذ " .
ب - وعن محور الأوضاع
الاجتماعية :
كان للطالبة ندى أشفيق
وقفة هامة في مداخلتها حول : " ظاهرة الفقر ، وأثرها على التوافق الدراسي
للتلميذ " .
ج – أما
في محور الظواهر الاجتماعية :
فقدمت الطالبة فاطمة موجود في مداخلتها،
عرضا شيقا حول "المخدرات وأثرها السيء على المسار الدراسي للتلميذ"،
هذا العرض الذي اكتسب قيمة كبيرة، خاصة وأنه تزامن مع قرب اليوم العالمي لمكافحة
التدخين ، والذي يحتفي به العالم في 31 مايو من كل السنة
.
د – وبالنسبة لمحور المؤسسات
الاجتماعية ودورها في التوافق الدراسي :
فالطالبة إكرام علالي وابتهال
شلش اهتمتا بالموضوع ، وتناولتاه في عرض شائق ، مع فريق من الطالبات ، بعنوان
: " المؤسسات الاجتماعية ودورها في التوافق الدراسي، وسائل التواصل
الحديثة : الإعلام ، الانترنيت ، ووسائل التواصل الاجتماعية " .
فبعد أن وقفتا على الإعلام
ووسائل التواصل الحديثة ، تعريفا وقيمة ومؤهلات تأثيرية ، إيجابية وسلبية ، خاصة
بالنسبة للتلميذ والطالب المتمدرسين ، تم
تفصيل ذلك من خلال أمثلة منتقاة كما يلي :
عرض حول " الفايس بوك " قدمته الطالبة
رشيدة السايح
عرض حول " الأنترنيت
" قدمته الطالبة حنان أوسي باية
عرض حول " الوسائل السمعية
البصرية : التلفاز والقنوات الفضائية نموذجا " قدمته الطالبة ضحى بوكطاية
- أما على المستوى التربوي :
فحاولت مداخلات أعضاء نادي " النوابغ
"، الوقوف على بعض الصعوبات ذات الصبغة التربوية التي تعتري سير التمدرس ،
ويكون لها الأثر الواضح في توافق التلميذ الدراسي ، وذلك من خلال مستويين :
1) المستوى الأولى ،
ويتعلق بمؤسسات التنشيط التربوي :
فالطالبتان شيماء خنشافي وخديجة
البهالي ، اهـتمتا بالموضوع التربوي في إطار مؤسسات التنشيط التربوي والعلمي
كما يلي :
- فكانت المداخلة الأولى
للطالبة شيماء خنشافي حول " دور الشباب وأثرها في التوافق الدراسي
للتلميذ "
- وجاءت المداخلة الثانية
للطالبة خديجة البهالي حول :" دور القرآن ودورها في التوافــق
الدراسي للتلميذ ، " دار الفتــح " بحي الشفاعة بطانة ، بمدينة سلا ، نموذجا
" .
2) المستوى الثاني ،
ويتعلق بالتلميذ والجانب التربوي والعلمي في المؤسسة :
فالطالبة سكينة العمراني وقفت
في مداخلتها على الإشكالية الكبرى في المنظومة التعليمية ، وهي :" إشكالية
البرامج والمناهج ودورها في التوافق الدراسي للتلميذ ".
كما أن الطالبتان كوثر بدوي وسكينة أشقر ناقشتا في مداخلتهما
محورًا هامًا يتعلق ب " علاقات التلميذ بالمؤسسة ودورها في توافقه الدراسي
: علاقة التلميذ والمدرس نموذجا " . في حين ناقشت مداخلة الطالبة إيمان
الصوير ظاهرة تربوية مؤثرة تتعلق ب " ظاهرة العنف بالمؤسسة التعليمية ،
وأثره على السير الدراسي للتلميذ ".
واهتمت خاتمة العروض بتناول
أحد أهم النتائج المتولدة عن تعثر التوافق الدراسي للمتمدرس. وهكذا، تطرقت الطالبة
خديجة الصوير في مداخلتها الخاتمة لموضوع " الهدر المدرسي سببا
ونتيجة لتعثر التوافق الدراسي ، الآثار والحلول ".
هذه العروض التي تميزت
بالجودة ، رغم حداثة سن العارضين ، واهتمت بتشخيص أهم الظواهر التي تؤثر على مسار
المتمدرس في توافقه الدراسي ، مع تتبع عدد من مظاهرها في الواقع المعيش للتلميذ ،
وأثرها سلبا وإيجابا على سيرورته الدراسية، دون أن تغفل الوقوف على مختلف الحلول
التربوية والواقعية المقترحة لذلك .
ومما زكى قيمة النشاط التربوية،
خاصة وأننا وعدنا فيه بتتبع تطور حالة التوافق الدراسي لدى تلاميذنا منذ سنة 2014
، حين كان نشاطنا التربوي الأول في نفس الموضوع ، ما عرفه من الاستعانة بنتائج الاستمارات
الميدانية التي تم تهييئها خصيصا لهذا النشاط ، وتمت تعبئتها من طرف المتدخلين
التربويين المباشرين مع التلميذ في العملية التربوية ، وهم أساتذة المؤسسة وأطرها
، فضلا عن عينة متنوعة من تلاميذ مختلف المستويات بإعدادية الجاحظ .
وقد أسفرت عن نتائج هامة ، خاصة بعد التفريغ والدراسة الذي قامت به كل من
الطالبتين سلمى الإبراهيمي وأمينة خيا لهذه الاستمارات ، مما مكنهما
من العرض الدقيق لتفاصيلها ، والقراءة الناجحة لنتائجها ، والتعقيب السديد علي
خلاصاتها لدى مختلف الفئات التي شاركت فيها .
ومما زاد قيمة النشاط كذلك ،
تلك الشهادات الحية المسجلة لتلاميذ المؤسسة حول موضوع " الصعوبات المؤثرة في التوافق الدراسي
للتلاميذ " ، مما صب في مصلحة النشاط ، إغناء لفعالياته ، وتأكيدا لمصداقية
نتائجه .
- الفعاليات الفنية :
وتجلى في عروض فنية من أناشيد
متنوعة ، تخللت العروض العلمية المقدمة : وتميزت بجودة مواضيعها التي انخرطت في موضوع النشاط التربوي ، وتكاملت
مع العروض التربوية المقدمة .
هذه العروض الفنية التي أبرزت طاقات فينة واعدة
، مما يعكس الكفاءات الكبيرة التي يختزنها التلميذ ، والتي لا تحتاج إلا الفرصة
للظهور والرعاية ضمانا لحسن التوجيه .
-
الفعاليات التنافسية " المسابقات " :
وتمثل في مسابقة ثقافية غنية بين
ممثلي مستويات المؤسسة الثلاث. هذه المسابقة التي تميزت بالإضافة إلى تنوعها،
بتأطير فعالياتها المختلفة من التلاميذ أنفسهم : من المتسابقين إلى رئاسة الجلسة
والتسيير ، فلجنة التحكيم ، وذلك استمرارًا لما ميز جلسة العروض العلمية السابقة .
واختير لها أن تتركز حول موضوع النشاط
ومضامينه، تكريسا للوعي بأهمية محاور هذا النشاط التربوية، ودورها الأساس في
التفوق الدراسي لكل متمدرس .
ليختتم النشاط بتوزيع الشواهد
والجوائز على الفائزين في مختلف المسابقات، وتهنئة منظمي النشاط وتكريمهم، وخاصة
تلاميذ المؤسسة الذين بذلوا الكثير من الجهد والوقت للإعداد له وإنجاحه .
وقد خلص النشاط التربوي ، إلى
أن أفضل وسيلة للنجاح في معالجة مشاكل التلميذ ، في همومه وصعوباته الدراسية ، هو
بإشراكه من طرف المؤسسات التربوية والباحثين ، التربويين وغيرهم من العاملين في
الميدان ، في مختلف مراحل تناولها ومعالجتها باعتباره الفاعل الأساس فيها ،
وباعتبار نجاحه هو المبتغى الأول من جهودها ، وكذلك حتى نصل للنجاح المراد للمسار
الدراسي لتلامذتنا في مختلف الأسلاك التعليمية
.
ذ . جمال الرحوم
المنسق والمؤطر العام
للنشاط
مؤطر نادي "
نوابغ الجاحظ للفكر والثقافة والتنشيط التربوي "
إعدادية الجاحظ – سلا
0 Kommentare
السلام عليكم و مرحبا بكم يمكنكم التعليق على أي موضوع ،شرط احترام قوانين النشر بعدم نشر روابط خارجية سبام أو كلمات مخلة بالآداب أو صور مخلة.غير ذلك نرحب بتفاعلكم مع مواضيعنا لإثراء الحقل التربوي و شكرا لكم.