تحسين أداء المدرسة
خالد جوهري
لقد أصبح دور تدبير الموارد البشرية في
المنظمات أساسيا، بل المدخل الرئيسي من أجل سيرها الجيد و نجاحها، كيفما كان
نشاطها، و المؤسسة التربوية لا تخرج عن هذه القاعدة،
فهي أيضا تتطلب موارد بشرية مؤهلة و محفزة للقيام بأنشطتها على أكمل وجه، و يمكن
القول أن البعد البشري بالمؤسسة التربوية حاضر بقوة في كل أنشطتها، و بالتالي فهو
يؤثر و بشكل كبير على تحسين أداء المؤسسة، باعتبارها تقدم خدمة لكائن بشري.
هناك ثلاثة أسباب تبرر إيلاء تحسين أداء
المؤسسة أهمية كبرى: فالسبب الأول يرتبط بالضغط المتزايد على المؤسسة من أجل نجاعة
أكثر و تكوين ذا جودة أحسن، و ذلك لاعتبارين: الإكراه المادي و المطلب المتزايد للإنتاجية، بغية إنتاج يد عاملة مؤهلة
قادرة على رفع تحدي المنافسة في سياق عولمة التبادل الاقتصادي، أما السبب الثاني
فيتمثل في الإصلاحات التي دخلت الدولة المغربية غمارها منذ عدة عقود، و آخرها
الرؤية الاستراتيجية ، التي أولت أهمية كبرى لتحفيز الموارد البشرية بالمؤسسة
التعليمية، و خولت لمدير المؤسسة سلطة اتخاذ بعض القرارات لصالح مؤسسته كانت في
السابق تتخذ على المستوى المركزي ، و أخيرا السبب الثالث الذي يكمن في دراسة
علاقة السببين سالفي الذكر في الرفع من أداء المؤسسة و بالتالي تحقيق النجاح
المدرسي، الذي يعتبر أولوية الأولويات.
وفي الآونة الأخيرة، أصبح مصطلح ( الأداء) و
مصطلحات مشابهة كالفعالية، النجاعة، الملاءمة، المردودية، الإنتاجية، الجودة،
التميز، التي لم تكن معتادة بالمدرسة، إذ كانت تتداول أكثر بالمنظمات الخاصة،
العملة الرائجة بالمؤسسة التربوية. حيث تمت استعارة هذه المصطلحات من معجم
المنظمات إلى معجم علوم التربية وبدأنا نقرأ لمنظرين يبحثون عن سبل تطوير أداء
المؤسسات التعليمية و تحقيق الجودة و التميز.
من هذا المنطلق، و بناء على الدراسة التي
قمنا بها على عينة من الفاعلين التربويين و الإداريين، تبين لنا أن مدخل تحفيز المدرسين،
له دور أساسي و جوهري في تحسين أداء المؤسسة التربوية و تحقيق النجاح المدرسي،
فالإنسان بطبيعته لا يعمل بكامل طاقاته عادة، و يبذل جهدا لا يتناسب مع قدراته
الكامنة، و هنا يكمن دور القائد التربوي في حث فريقه التربوي للارتقاء بمستوى
أدائهم، و ذلك بالمساهمة في تطوير مهاراتهم و تنميتها، و تشجيعهم على بذل مجهود
أكبر.
و هنا نجد أن أداء الأفراد يعتمد على التوليف
بين ثلاثة عناصر أساسية: القدرة و المكافأة و المتعة، وفق المعادلة التالية:[1]
|
الجداء هنا يعني أن انعدام أحد هذه العناصر
يؤدي حتما إلى انعدام الأداء، فالكفاءة يمتلكها الفرد من التكوين والتدريب
والتطوير، والمكافأة إما أن تكون مادية أو معنوية، أما المتعة فتتحقق بوجود الرضى
الوظيفي لدى الموظف، فتعزيز هذه العناصر مجتمعة يساعد القائد على إلهام فريقه
ودفعهم إلى أداء متميز بواسطة التشجيع و الثناء و التقدير... مما يدفعهم إلى
التعاون لتحقيق الأهداف المسطرة، فالتحفيزات توقظ الحماس و الدافعية والرغبة في
العمل، مما ينعكس إيجابا على الأداء العام بالمؤسسة وزيادة الإنتاجية، كما تزيد من
قوة تفاعل الفرد مع مؤسسته وتدفع الفريق إلى العمل بكل ما يملك من قوة لتحقيق
الأهداف بأداء عال جدا، وغياب هذه
التحفيزات يصيب الأطر التربوية بالإحباط.
0 تعليقات
السلام عليكم و مرحبا بكم يمكنكم التعليق على أي موضوع ،شرط احترام قوانين النشر بعدم نشر روابط خارجية سبام أو كلمات مخلة بالآداب أو صور مخلة.غير ذلك نرحب بتفاعلكم مع مواضيعنا لإثراء الحقل التربوي و شكرا لكم.