سؤال إلى الوزير حصاد
حدد الوصف الصحيح لطريقة تدبيركم للحركات الانتقالية الخاصة بأسلاك التعليم:
- حماقة
- غباء
- دهاء
إن الذي يقود أجهزة الداخلية بقبضة حديدية ويغادرها بأقل الخسائر أبعد ما يكون عن الحماقة والغباء، ليظل الخيار الثالث وهو "صفة الدهاء" هو الأصوب.
وإذا سلمنا بصحة هذا الخيار يجدر بنا أن نطرح السؤال: من المستفيد من شق صفوف أسرة التعليم؟
قد يبدو منطق الرؤيا هذا بعيدا في نظر البعض لكن لا يمكن لعاقل أن يصدق أن كل الأطر المشرفة على هذه الحركات الانتقالية قد فاتها الضرر الذي سيلحق بالعديدين نتيجة الاستراتيجية العبثية التي تم اعتمادها، مع العلم أن السيناريو الترقيعي المتوخى التوسل به لإصلاح ما أفسدته النية المبيتة المدعومة بسوء التدبير كان من الممكن اعتماده سلفا بحيث يتم دمج كل الطلبات بما فيها المحلية ثم اصدار نتيجة واحدة يتم فيها احترام الأقدميات ومجموع النقط.
بيد أن هذا الفهم البسيط والتراجع عن حافة الزلل لم يكن ليخلق حالة الفوضى والاحتقان الذي تشهده كل المصالح التابعة للوزارة، فهذه الفترة من الموسم الدراسي المفروض أن تكون فترة استعداد للاستراحة والسفر...فإذا بها تتحول إلى وقفات واحتجاجات وصراع وتنابز بالألقاب بين المستفيدين والمتضررين، والراجح عندي أن دهاء الفكر المخزني له يد في إضرام هذه النار الكلامية وتأجيجها والنفخ فيها وما فعل الوزغة (بوبريص) في محرقة إبراهيم عن بعض مسيري الشأن العام ببعيد.
فلما تراءى لهم أن الفئة الواعية في هذا الوطن قد عطلت ولم يعد يشغلها شيء عن النظر في سبل تسيير شؤون المواطنين وتمحيص مبلغ الفائدة والضرر من مجموع التدابير التي اتخذتها الحكومة تباعا لتستر عري سياساتها الفاشلة في تدبير القطاعات الحيوية من تعليم وصحة وسكن ومواصلات وبنيات تحتية، خلصوا إلى الاستعانة بالرجل المتمرس المتخرج بدرجة مشرف جدا من المعهد العالي للدهاء والذي لم يأل جهدا ليجعل الفئة الواعية تنشغل بهمومها الخاصة وتدع خطابات التنوير التي تبثها من خلف شاشات الحواسيب وهي خطابات تزعج المتربعين على كراسي المال العام ينهبون خيرات البلاد ويتبسمون في وجه العباد. وتفسد كذلك لوحة المغرب جنة الميعاد كما يسوق تجار الفساد ( وإن كان في قولهم بعض الحقيقة، فبالنسبة لهم هذا الوطن جنة عالية قطوفها دانية: آكلون شاربون نائمون غانمون سائحون، لا يعكر صفو جنتهم غير تدوينات الحاسدين وهم شرذمة من رجال التعليم والتنوير...
فلم لا نشغلهم بأنفسهم؟
فمنذ صدور نتيجة الحركة الوطنية والجهوية لم أجد على الصفحات غير تدوينات الانهزام والقهر والاحتقان والعتاب واللوم وقذف بعضنا بعضا... في الوقت الذي كانت هذه الصفحات فضاء للاستنارة والإطلاع على جديد قضايا الوطن والعالم أجمع، فنكبة الحركة الانتقالية غطت على نكبة الأمة الإسلامية وفجيعتها في الشقاق بين الإخوة الخليجيين، و ركنت في رف الاهمال فوضى الحسيمة، وغيبت مخاوف الشعب من سلبيات تعويم العملة، و أنستنا تعرية الفساد والريع و استنزاف المال العام الذي يقوم به رجال السلطة مدعومين بحصانة مناصبهم، وأسقطت دفاعنا عن مكتسبات التقاعد ونقاشنا حول عبثية التعاقد...
والحال هذه كيف يمكننا القول إن الوزير "حصاد" لا يفقه شيئا... ورب العزة إنه لرب الفقه...
إن العثرة التي لا تقبرنا تقوينا بهذا القول نرد على كل من يبيت نية زرع الشقاق بين أفراد أسرة التعليم، سنظل أسرة رغم أنف الوزارة وسيعتذر بعضنا لبعض وسنسوي خلافاتنا حول الأحقيات والمناصب في إطار ما عرف على نساء ورجالات القطاع من إيثار وتضحية وتوافق لأجل المصلحة العامة ولأجل مصلحة المتعلم الضحية الكبرى في مسلسل الاخفاق والتردي...
وبالموازاة نطالب السيد الوزير بإصدار لائحة بأسماء المسؤولين عن هذه المهزلة ممن عملوا على زعزعة الاستقرار الاجتماعي والنفسي لهيئة التدريس وطبيعي أن يجعل السيد الوزير اسمه على رأس القائمة من باب البرهنة على صحة مزاعمه حول المساواة في العقوبة والتأديب، أليس سيادته الداعي إلى الحزم والغربلة والانضباط واحترام الوقت وأداء الواجب والتفاني والإخلاص و... ؟
إن أسرة التعليم تطالب الوزير وحاشيته بتقديم اعتذار رسمي وعلني مرفوق بوثيقة تتضمن سبل جبر الضرر وإعادة الأمور إلى نصابها وإعطاء كل ذي حق حقه، فسياسة التنصل من المسؤولية باللجوء إلى العشوائية في تدبير الأزمة والتواصل الشفهي عبر الهاتف لا يعفي سيادتكم من المتابعة والحساب وأنتم أدرى بحيثيات القانون...
في الأخير أقول لكل الذين استفادوا من الحركة بضربة حظ عساها فرحة تدوم.
وأقول لكل الذين تضرروا من الحركة وينتظرون الانصاف عساها غمة تزول.
مع تحياتي "بهيجة حساني"
الشعار الخالد "بالوعي نرقى"
0 تعليقات
السلام عليكم و مرحبا بكم يمكنكم التعليق على أي موضوع ،شرط احترام قوانين النشر بعدم نشر روابط خارجية سبام أو كلمات مخلة بالآداب أو صور مخلة.غير ذلك نرحب بتفاعلكم مع مواضيعنا لإثراء الحقل التربوي و شكرا لكم.