ظاهرة العنف ضدالأساتذة
نجوى الكوفي المغرب
جئت اليوم أخاطب كل عقل متقظ ، قلبي تتمزق أشلاءه غيرة على وطني الحبيب ،قلمي جف حبره خجلا من حرارة الكلمات ،وصقيع مخاطبيها ،لعلي أحرك مشاعركم الدفينة التي عالها غبار التراكمات ،فاستحت البوح عن خوالجها .
إلى أين ياوطني الحبيب؟
وبداخلك كنز ثمين ،ملك حفظه الله ورعاه تتمناه جميع الشعوب قائدا لها .
أحشاءك طاقات بشرية من ألماس نادر ،تستنزف يوما بعد آخر .
أستاذي لك مني ألف تحية وتقدير، لك الشكر وباقات ورود فواحة ،لك كلمات ما نزلت على الساحة ،ممر عبور الأمجاد ،سلم صعود العلا لكل من امتهن مهنة ما.
ماذا أحكي ؟وماذا أترك ؟
وأنا أراك تذرف الدموع ،تحترق كالشموع في صمت ،تعنف ،تضرب،تمسح بكرامتك الأرض أمام الملأ ،ولا تحرك الضمائر المستترة ،نعم إنه ناقوس الخطر النابع من شرارة اللاوعي ،التنشئة الإجتماعية العوجاء، من محيط يخسف بشباب الغذ إلى المجهول وهم في سن حرجة ، حتى السماء أعلنت غضبها فاحتجزت أمطارها رهينة ،حين أغرقت الدموع جسدك وجرت مجرى الأنهار والوديان ،هزت عرش السماء ،فاستجاب الرحمان.
كيف لا ؟ وأول مادعا إليه الإسلام العلم .كيف لا ؟وأول كلماته إقرأ في سورة العلق .
أنا الذي ضعف بصري من تصحيح الكراسات ،الذي انحنى ظهره في انتظار التقاعد ،امتلأ وجهه تجاعيدا وما اشتكى ويلة الآهات ،تحمل قساوة المناخ في مناطق غير ملائمة ،صحراء ،جبال ،قرى منعدمة …
ولازال رمزا للصمود.
مؤديا واجبه الوطني بضمير صارخ ،كل همه انتشال الأجيال من الوحل من عار الجهل ،ونفسيته هاوية .
ماذا عن جزاء نكران ذاته ؟
تنكر الجميل ،وسياسة تدعو للبديل .
كفانا هجرة أدمغة كفانا .
كفانا دفن شباب كالربيع المزهر في تراب المقبرة.
كفانا دفعه إلى هاوية الظلمات التي لا مخرج منها.
حينما تعنف أستاذي تحسر ألما فقال:علمته الرماية فلما اشتد ساعده رماني .
وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان ؟
جزائي تكريم لاينصف ماء وجهي ،معاش لا يساوي ثمن دواء الأمراض المكتسبة من أدائي لمهنة مشرفة تحفها ملائكة الرحمان برحمتها.
كسروني أجزاء لو شئتم .
فلا بد يوما أن يستجيب القدر.
أنا ضمير حي هدفه نبيل ،حب وطنه يجري في دمه مجرى العروق ، لن أخذل ولن أخون ولوطني دائما أصون .
0 تعليقات
السلام عليكم و مرحبا بكم يمكنكم التعليق على أي موضوع ،شرط احترام قوانين النشر بعدم نشر روابط خارجية سبام أو كلمات مخلة بالآداب أو صور مخلة.غير ذلك نرحب بتفاعلكم مع مواضيعنا لإثراء الحقل التربوي و شكرا لكم.