مذكرات أستاذ !ج 9 : كنا ننتظر يوم " 22 " بفارغ الصبر!
مذكرات أستاذ !ج 9 : كنا ننتظر يوم " 22 " بفارغ الصبر!
بقلم : رحال امانوز .
خمس سنوات ، بالتمام والكمال ، هي المدة الزمنية التي قضيتها بمدرسة سيدي ابراهيم ، (1983/1988) بحلوها ومرها ، أسند إلي فيها ، تدريس ثلاث مستويات دراسية ، على التوالي : الثالث إبتدائي والخامس ثم الأول . على الصعيد المهني ، كانت التجربة غنية ، حاولت خلالها ما أمكنني ذلك تطبيق ، ماتلقيته في مركزتكوين المعلمين بالجديدة ، من نظريات في التربية وعلم
النفس ، وكذا طرق التدريس الحديثة ، إلا أن الواقع له إكراهاته ، فشتان ما بين النظرية والتطبيق : كما يقال . بالإضافة لذلك ، فقد أكتسبت تجربة كبيرة ، في حياتي اليومية ، نظرا لولوجي سوق العمل في سن مبكرة ، والحصول على أجر، ر غم قلته ، تعلمت منه كيف أدبرأموري المالية ، في مدرسة الحياة ، أي ما يسمى : الإعتماد على النفس . أما رحلتي المكوكية اليومية ، على متن دراجتي النارية ، فيما بين المدينة والقرية ، فقد كانت كذلك إختبارا لمدى التحمل ، وخاصة عندما تصاب دراجتي بعطب ، يضطرني إلى أن ، أتدبرأمري في إصلاحها ، أي: " ندباني راسي " ، للوصول إلى مقرعملي بأي وجه كان . كنت أنا وزملائي ، ننتظر " الفاندو" أي يوم الثاني والعشرين ، من كل شهر ، بفارغ الصبر، فهو اليوم الذي يزودنا فيه المدير" بالصفيرة " أي" الماندة " ، أوبصيغة أخرى الحوالة . بعد تسلمها ، من يد رئيسنا المباشر، كنا نهرع نحومكتب البريد ...لصرفها ... هويوم عيد بالنسبة لنا ، فرغم هزالة الأجرة الشهرية ، كانت تلبي إحتياجاتنا ؛ ففي ثمانينيات القرن الماضي ، كانت الأسعارمتدنية ، وبالإضافة لذلك ، كانت متطلباتنا متواضعة ، كما أن أغلبنا ، كانوا عزابا ، يعيشون في كنف أسرهم ، التي يساعدونها على تكاليف العيش ، ويآزرون الآباء والأمهات على إعالة إخوتهم الأصغر، خاصة أن الأسرالتقليدية الممتدة ، كانت معروفة ، بعدم تحديد النسل ، شعارها المأثور حينها ، " اللي تزاد يدزاد برزقو"... ( يتبع )
بقلم : رحال امانوز .
خمس سنوات ، بالتمام والكمال ، هي المدة الزمنية التي قضيتها بمدرسة سيدي ابراهيم ، (1983/1988) بحلوها ومرها ، أسند إلي فيها ، تدريس ثلاث مستويات دراسية ، على التوالي : الثالث إبتدائي والخامس ثم الأول . على الصعيد المهني ، كانت التجربة غنية ، حاولت خلالها ما أمكنني ذلك تطبيق ، ماتلقيته في مركزتكوين المعلمين بالجديدة ، من نظريات في التربية وعلم
النفس ، وكذا طرق التدريس الحديثة ، إلا أن الواقع له إكراهاته ، فشتان ما بين النظرية والتطبيق : كما يقال . بالإضافة لذلك ، فقد أكتسبت تجربة كبيرة ، في حياتي اليومية ، نظرا لولوجي سوق العمل في سن مبكرة ، والحصول على أجر، ر غم قلته ، تعلمت منه كيف أدبرأموري المالية ، في مدرسة الحياة ، أي ما يسمى : الإعتماد على النفس . أما رحلتي المكوكية اليومية ، على متن دراجتي النارية ، فيما بين المدينة والقرية ، فقد كانت كذلك إختبارا لمدى التحمل ، وخاصة عندما تصاب دراجتي بعطب ، يضطرني إلى أن ، أتدبرأمري في إصلاحها ، أي: " ندباني راسي " ، للوصول إلى مقرعملي بأي وجه كان . كنت أنا وزملائي ، ننتظر " الفاندو" أي يوم الثاني والعشرين ، من كل شهر ، بفارغ الصبر، فهو اليوم الذي يزودنا فيه المدير" بالصفيرة " أي" الماندة " ، أوبصيغة أخرى الحوالة . بعد تسلمها ، من يد رئيسنا المباشر، كنا نهرع نحومكتب البريد ...لصرفها ... هويوم عيد بالنسبة لنا ، فرغم هزالة الأجرة الشهرية ، كانت تلبي إحتياجاتنا ؛ ففي ثمانينيات القرن الماضي ، كانت الأسعارمتدنية ، وبالإضافة لذلك ، كانت متطلباتنا متواضعة ، كما أن أغلبنا ، كانوا عزابا ، يعيشون في كنف أسرهم ، التي يساعدونها على تكاليف العيش ، ويآزرون الآباء والأمهات على إعالة إخوتهم الأصغر، خاصة أن الأسرالتقليدية الممتدة ، كانت معروفة ، بعدم تحديد النسل ، شعارها المأثور حينها ، " اللي تزاد يدزاد برزقو"... ( يتبع )