حوار مع الأستاذة أمينة برواضي حول تجرتها في الكتابة للطفل
حاورها سعيد الشقروني
- سؤال: باسم تربويات أشكركم أستاذة أمينة برواضي على قبول الدعوة لإجراء هذا الحوار..
جواب: شكرا لكم الأستاذ سعيد الشقروني على هذه المبادرة القيمة التي تستحق التنويه، وشكرا لأنكم جعلتموني من بين اهتماماتكم، أتمنى أن أوفق في الإجابة عن أسئلتكم الهادفة، وأن تجدوا في إجاباتي ما يغني بحثكم القيم وما تصبون إليه من خلالها.
- سؤال: كيف كانت علاقتكم الأولى بالكتابة والتأليف؟
جواب: بالنسبة للبدايات، كما لا يخفى عليكم أستاذ سعيد، غالبا ما تكون الانطلاقة منذ الصغر في أي مجال من المجالات، لأن الموهبة تظهر في الطفولة وتكبر مع الإنسان إذا وجدت التربة التي يمكن أن تساعدها على ذلك، وأنا لست استثناء.. لقد كنت شغوفة بقراءة الروايات والقصص والفضل يعود بعد الله إلى والدي أطال الله عمره ووالدتي رحمها الله؛ فرغبتهما الكبيرة في أن نتعلم جعلتهما يصرّان على أن نستمر في القراءة حتى في فترة العطل، فوجدت عزائي في الروايات لما فيها من متعة واقتداء بأختي التي كانت مغرمة بقراءة هذا النوع من الكتب. ولا أنكر فضل أساتذتي الذين كانوا ينوِّهون بموضوعات الإنشاء التي كنت أكتبها، وهذا طبعا دافع قوي للمزيد من القراءة التي بفضلها يصقل الأسلوب، وما زلت أذكر أني بعدما اجتزت مرحلة الإعدادي، أخبرت صديقاتي بأني يوما ما سأكتب الرواية وسأصبح روائية بدوري، راودني هذا الحلم مبكرا؛ وفي مرحلة الثانوي كانت هناك سبورة تعلق عليها إبداعات التلاميذ فكنت يومها أكتب قصائد وكانت تحظى بإعجاب زميلاتي وزملائي.. وفي سنوات الجامعة كتبت القصة والشعر، ونشرت البعض منها في الجرائد، ومازلت أحتفظ بالكثير مما كتبت وقتها.
- سؤال: عملية الإبداع، وممارسة الكتابة أمر صعب للغاية؟
جواب: كي يصبح الإبداع حاملا لقيمة لابد أن يمر بسلسلة من التجارب، صحيح قد نفشل في بعض المرات، وقد نتوقف لفترة، لكن لابد من التمسك بالأمل وهذا ما وقع معي حين انشغلت لفترة من الزمن بتربية أبنائي ورعاية أسرتي الصغيرة، لكني لم أقطع العلاقة مع الكتابة، كنت أكتب كل ما تمليه عليّ قريحتي وأتركه جانبا، كانت حاجة أسرتي إلي أكثر من أن يلهيني عنها شيء آخر.. لأنه لا يمكن أن ننجح في عملية الكتابة ورعاية الصغار والاهتمام بهم في الآن نفسه، إذ لابد من تقديم الأهم وأبنائي هم أغلى ما أملك حتى أني كتبت من أجلهم مسرحيات؛ ولا أنكر بالمناسبة أن المسرح كان من اهتماماتي وطالما تابعت باهتمام محاضرات حول المسرح كان يلقيها المرحوم الدكتور محمد الكغاط، دون أن أنسى بحثي الجامعي الذي أشرف عليه الدكتور حسن لمنيعي.
كتبت بعد ذلك روايتي الأولى "أبواب موصدة" التي بقيت في الرفوف ما يزيد على عشر سنوات.. هكذا كانت الانطلاقة الأولى في عملية الكتابة والنشر، لتتوالى بعد ذلك إصداراتي ولله الحمد.
- سؤال: باعتباركم من أسرة التربية والتكوين، هل ساهمت تجربتكم التربوية والتعليمية في إغناء تجربتكم الإبداعية؟
جواب: كما تعلم محاوري المحترم، أنا أدرس الصغار، وهذا ما كان يحفزني على الكتابة أكثر، ويمنحني وقتا أكبر للكتابة، لأن طموحي كان كبيرا كما هو شأن كثيرين ممن لم يحالفهم الحظ لإتمام دراستهم.. لقد تابعت دراستي في السلك الثالث بفرنسا لكن الظروف حالت دون أن أكمل مسيرتي، وكنت مضطرة لاجتياز مباراة التربية والتعليم.
إن تعاملي مع الصغار جعلني أكتب لهم نصوصا مسرحية ليقوموا بتشخيصها، ألفت في سنة 2001 مسرحية "أطفال الحجارة" التي نالت إعجاب الجميع، وفي 2003 ألفت مسرحية عن "الهدر المدرسي"، وفي 2005 كتبت مسرحية "البيئة".. وربما رغبة مني في وقوف أبنائي التلاميذ على خشبة المسرح كان حافزا لي على التأليف لما يقدمه المسرح من رسائل للناشئة، خصوصا وأن من أهم غايات من وجودنا في حقل التربية والتكوين هي ترك بصمة ورسالة تستفيد منها الأجيال، والعمل المسرحي يعمل على تلقين الأخلاق ضمنيا وبصدق.
- سؤال: في رأيكم ما العوامل التي تجعل من سيدة تمارس التربية والتكوين مؤلفة ومبدعة؟
جواب: إذا كان ما نصبو إليه هو الرفع من القيمة الفكرية والمعرفية للأجيال، وإذا كان المدرس على دراية بحقول معرفية متنوعة، وله اهتمام بالثقافة والإبداع على وجه الخصوص.. فهذه قيمة مضافة، وبكل تأكيد سينعكس ذلك على المردودية في الحقل التربوي الذي يزاول فيه عمله، فيحاول جاهدا غرس بذرة القراءة في المتعلم بشتى الوسائل، ولا يفتأ يتكلم عن مزايا القراءة وغاياتها السامية، وإذا ما تمكن المتعلم من حب القراءة وأصبحت جزءا من حياته، فهذا ولاشك سينعكس إيجابا على مساره التعليمي، لأنه سيخلق فردا متعلما، وقد جاء في سورة الزمر الآية 9 من القرآن الكريم: "قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون" صدق الله العظيم.
وقد يصبح هذا الطفل، وهذا التلميذ مبدعا ومؤلفا في المستقبل، وإذا كانت الروافد التي ينهل منها المربي متعددة، فطبيعي أن يؤثر بشكل إيجابي على مردوديته داخل الفصل، لأنه بفضل المعارف نكتسب الخبرة والمادة الخام التي نتعامل بهما.. نتقن الأسلوب ونرقى بالفكر وبالأخلاق، لأنه من الصعب مع ما نعيشه اليوم من تطور تكنولوجي أن نخلق جيلا محبا للكتاب..إن حبك للمهنة أو الرسالة التي أنت بصدد تبليغها إلى الأجيال، لابد وأن تكون حافزا لنا على القيام برسالتنا التربوية على أتم وجه.
- سؤال: أصدرت أمنة برواضي العديد من الكتابات الإبداعية، نشير مثلا إلى "أبواب موصدة/ رواية"، و"قطرات الندى/ قصص قصيرة جدا"، و"أحلام مجهضة/ رواية"، و"تجاعيد الزمن/ قصص قصيرة جدا"، و"شظايا حارقة/ رواية"، و"على ذمة التحقيق" إلخ.. هل تحضر، أو كيف تحضر، تجربتكم المهنية في كونكم الإبداعي؟
جواب: في الكتابة لا بد أن نستحضر صورا مرت بنا وأحداثا سمعنا عنها، تلك التي التقطتها الذاكرة وخزنتها وتنتظر الفرصة المواتية لاستحضارها.. والتلميذ الذي نتعامل معه جزء من اهتماماتنا، والظروف الاجتماعية التي يمر منها تكون محط اهتمامنا، لأنه على المربي أن يكون عارفا بعلم النفس، وعلى دراية بعلم الاجتماع حتى يتمكن من فهم شخصية التلميذ والبيئة التي أنتجته..فالتلميذ الذي يميل إلى الانطواء، لا بد وأن يكون وراء هذا الأمر الظروف التي يعيش فيها؛ وبالمقابل هناك التلميذ الذي لا يتوقف عن الحركة..إن تعامل المدرس مع المتعلم وطريقة تجاوبه مع حالته جزء مما تلقاه في تربيته وفي الواقع الذي ينتمي إليه، فالمعلومات يمكن الحصول عليها بشتى الوسائل خاصة في وقت العولمة التي اكتسحت البيوت، ولكن طريقة الأستاذ/المربي التعامل مع هذه الحالات المتعددة لا يمكن توفره إلا في الإنسان العارف بخبايا النفس.. إننا عندما نكتب، لا بد أن نستحضر إحدى الحالات التي مرت بنا سابقا والتي تكون قابعة في مكان ما من الذاكرة، قد تنط إلى الواجهة لوصف إحدى شخصياتك الثانوية أو الأساسية في العمل الإبداعي الذي أنت بصدد كتابته أو الكتابة عنه..الأمر يتعلق بعملية أخذ وعطاء بين الإبداع والعمل كلاهما يصب في الآخر من غير أن يكون لنا دخل في ذلك.. وهذا ما يسكن المبدع الذي يمارس الفعل التربوي.
- سؤال: أشرفت على تأطير تلاميذ وتلميذات لكتابة القصة القصيرة جدا في إطار المشاركة في المهرجان العربي للقصة، كيف كانت التجربة؟
جواب: ما يزال الطفل تلك الصفحة البيضاء، رغم ما يصدر عنه من شغب وتصرفات لا تليق بإنسان في مثل سنه.. يمكن بسهولة أن نجعل منه إنسانا مبدعا محبا للكتاب والكتابة، ولكن لابد من توفر مجموعة من العوامل التي من شأنها أن تحقق الهدف المنشود.. بالنسبة لتجربتي مع الطفل، كما لا يخفى عليكم، كتبت ثلاث مجموعات في هذا اللون الأدبي الحديث النشأة "القصة القصيرة جدا" الذي ما يزال يبحث عن الأرضية الصلبة التي يقف عليها إلى جانب باقي الأجناس الأدبية الأخرى؛ وقد كُرِمت من قِبل جمعية جسور للبحث في الثقافة والفنون سنة 2015، وحملت الدورة الرابعة اسمي في عاصمة القصة القصيرة جدا الناظور، وبما أن نشر ثقافة الاهتمام بهذا اللون الأدبي بين اهتمامات الجمعية التي ارتأت أن تشارك جميع الفئات العمرية في كتابة القصة، وكلفت من طرف الجمعية بتأطير المستوى الابتدائي، بحُكم مصاحبتي لهم منذ سنوات، لأحببهم في كتابة القصة وعشقها وأضمن لها الاستمرارية..
كأي عمل، تبدو التجربة الأولى محاطة بنوع من المغامرة، كيف للناشئة أن تستجيب للكتابة في الوقت الذي يمر منه التعليم بهذه الأزمة، إذا كنا لا نجد من يستجيب للقراءة، فما بالك بالإبداع والكتابة؟!..بدأت بجس النبض وطرح الفكرة بعد اختيار مجموعة من المتعلمين ممن لمست فيهم الرغبة في القراءة والقدرة على الفعل، وخصصت الجلسة الأولى معهم للحديث عن أهمية القراءة في الحياة بشكل عام، وفي اكتساب مجموعة من المعلومات وتخزينها في الذاكرة والعودة إليها متى اقتضى الحال ذلك، وبعدها نصبح قادرين على الإنتاج والإبداع, وكيف يرقى الأدب بصاحبه إلى أعلى المراتب، وفي النهاية أخبرتهم عن الهدف من هذا اللقاء..لا أخفيكم سرا، بدت علامات الاستفهام على ملامح الأطفال البريئة، وبعض نظرات تشي بصعوبة ما هم مقبلون عليه، وفي الآن نفسه التطلع إلى الطريقة التي توصلهم إلى الفوز.
- سؤال: هل نجحت التجربة؟
جواب: النجاح والفوز، والجائزة غالبا ما كانوا حافزا للكبار قبل الصغار، وفعلا نجحت التجربة وكتب الصغار قصصا جميلة، لكن فعل الكتابة جاء بعد مراحل من التدريب ليست بالهينة؛ حيث قام الصغار بقراءة مجموعة من القصص، وقمنا بمناقشة ما استوعبه كل واحد منهم، وبعد ذلك جاء دور التعريف بخاصيات القصة القصيرة جدا..بطبيعة الحال، وجدوا صعوبة في بداية الأمر، وبعدما تشاركنا جميعا في تأليف بعض القصص التي لها علاقة بمحيطهم، نجحوا في اكتساب آليات الكتابة والقدرة على الإبداع.
أملي أن تعمم تجربة ورشات كتابة القصة في مختلف المؤسسات التعليمية، وأن تخصص جوائز للتشجيع على الإبداع، لأن هذا من شأنه أن يعيد المتعلم إلى رحاب الكتاب ويعلمه الأخلاق الحميدة ويهذب سلوكه..
- سؤال: أصدرتم مؤخرا مونودراما احتفالية..ما الذي دعاكم إلى الكتابة عن الطفولة؟
جواب: لم أجد يوما صعوبة في التواصل مع الطفل، ربما لأن روح الطفولة تسكنني وتأبى مغادرتي رغم المسافة التي تفصلني عن هذه المرحلة، ربما هذا ما يجعلني أرغب في أن أشاركهم في شتى المجالات، ولا أترك مناسبة تمر بدون حضور الصغار..
"مونودراما احتفالية" هي مسرحية موجهة للناشئة، سبق لي وأن شاركت بها في مهرجان المسرح المدرسي سنة 2015 وفازت بالرتبة الأولى على صعيد الإقليم، وطبعت بدعم من وزارة الثقافة سنة 2017.. مع العلم أن تجربتي في مسرح الطفل، كما ذكرت سابقا، انطلقت بشكل فعلي منذ 2001 حين شاركت في مهرجان المسرح المدرسي، لتليها بعد ذلك أعمال كثيرة.
كما ذكرت حبي لأبنائي من جهة، وللطفل بشكل عام، وتعاملي اليومي مع هذه الفئة العمرية، يدفعني بكل حب لأعرف ما تحبه وما تفكر فيه، وما هي المواضيع التي تروق لها.. المسرح، محاوري المحترم كما تعلمون، أبو الفنون ومجال يُعَبِر به ومن خلاله المتعلم عما يحسه وما يشعر به، ويبني شخصيته ويعرف كيف يواجه الجمهور، ويُقَدِر معنى الوقوف على الخشبة فيبذل قصارى جهده ليكون في المستوى المطلوب من الأداء.
علاقتي بالطفل تجعلني أبذل أقصى الجهد لأجعله سعيدا، والمجموعة التي تشارك في المسرحية تكون نتائجها قيمة لأنه يعالج مجموعة من المشاكل النفسية التي يعاني منها الطفل كالانطواء والخجل والعزلة.. ومن خلال أدوار المسرحية ننقل للمتعلم ما نصبو إليه من قيم وأخلاق في شكل فرجة سواء كان موقفا دراميا أو هزليا.
وعندما يعمل المتعلم في مجموعة، فضمنيا نوجه إليه رسالة، أو نجعله يدرك ويعي دور العمل مع الجماعة، وأن أي عمل لا يكتمل إلا بتكاثف الجهود، وأن الفرد لا يمكن أن يعيش بمعزل عن الجماعة، وأن صلاح الفرد من صلاح المجموعة؛ مثلما نعمل بواسطة المسرح على تقريبه من المناسبات الدينية والوطنية، ونعلمه كيفية المحافظة على البيئة والتشبع بالأخلاق النبيلة وحب الوطن..
المسرح المدرسي نقطة أساسية ومرحلة هامة من مراحل خلق إنسان سوي، والعمل على بلورة شخصية المتعلم وإبراز مواهبه وطاقاته عن طريق لعب الأدوار والمحاكاة وتقمص أدوار شخصيات تاريخية أو غيرها، دون أن ننسى دوره في تثقيف الناشئة وإغناء رصيدها المعرفي، مع العلم أن انجذاب المتعلم لشخصيات يؤدي دورها على خشبة المسرح يجعله يتماهى ويتفاعل معها، وينفر من الشخصيات السلبية..نعم المسرح المدرسي أحد مداخل تعليم الطفل ثقافة الاعتماد على النفس وحب الوطن، والتضحية، والإيثار ومساعدة الآخر..كل هذه الأمور وغيرها تنمي قدرات المتعلم ليكون فردا صالحا لأسرته ومجتمعه..فبفضل المسرح تصبح عملية التعلم أكثر متعة وإثارة، ونجني منها أكثر من التعلم بشكل عادي.
أعود للتأكيد على أن الكتابة للطفل هي فعل تربوي بالدرجة الأولى، فعندما نكتب للطفل فلأننا نعرف حاجات هذا الطفل وما يسعى إليه، وما ينبغي أن يكون عليه، كي يكون إنسانا مسؤولا في مجتمعه ووطنه.
وغالبا ما تكون مواضيع الكتابة في المسرح المدرسي مقترحة من وزارة التربية والتكوين، لكن تبقى بصمة المؤلف قوية ودالة، وتختلف من واحد إلى الآخر.
الكتابة للطفل تستدعي المعرفة بشخصية هذا الكائن الصغير، وهذا لا يتأتى إلا بالاقتراب منه، وفي مجال التربية والتكوين نقضي يومنا صحبة الطفل الذي نعرف كل صغيرة وكبيرة عنه، ونراقب نموه الفكري والجسماني، ونعرف حاجاته ومداركه وأهدافه وأحلامه الصغيرة.
عندما أكتب للطفل لا بد من رسائل تقدم بشكل مضمر أو معلن لتنمية مداركه حول مفهوم الوطن، وحول الإنسان.. كما كتبت قصصا، وفازت قصتي عن البطل عبد الكريم الخطابي بالرتبة الثانية على الصعيد الوطني، وهي قصة تخلد بطولات هذا الرجل وكفاحه المستميت ضد المستعمر الغاشم.
للإشارة، لدي مسرحيات أخرى إلى جانب "مونودراما احتفالية" تنتظر الطبع، بالإضافة إلى العديد من القصص..
- سؤال: أكيد تختلف الأذواق في القراءة.. لكن هذا لا يمنع من سؤالكم، ما النصوص التي تدعون الزميلات والزملاء إلى قراءتها.. ؟
جواب: كما ذكرتم أستاذي الفاضل، الأذواق تختلف، وما أحب قراءته قد لا يروق لغيري.. بالنسبة لي كنت ومازلت مغرمة بقراءة الروايات وقراءة كل ما له صلة بالأدب.. من هذا المنبر أدعو إلى قراءة كتب علم الاجتماع بدءا بمقدمة ابن خلدون، وكتب علم النفس، لأن معرفة أغوار النفس التي نتعامل معها يوميا ليس بالأمر الهين، إذ لابد من معرفة ولو القليل في هذا العلم ليتسنى لنا معرفة من نخاطب، ونقدر المرحلة التي يمر منها، ولا نتعامل معه بمنطق الكبار، فنحن اجتزنا المراحل ولم نجد من يتفهم ظروفنا وعلينا أن لا نعامل الصغار بالمثل.
- سؤال: ما هي مشاريعكم المستقبلية في مجال الكتابة والتأليف؟
جواب: تبقى جميع مشاريعي المستقبلية في علم الغيب، وأرجو من الله أن يساعدني على تحقيق ما أصبو إليه، لدي رواية "منعرجات ضيقة"، ستصدر قريبا بإذن الله بدعم من وزارة الثقافة، وحاليا أنا بصدد كتابة عمل روائي أرجو أن يرى النور في حلة جميلة وبمضامين تكون في مستوى تطلعات القراء والمحبين؛ مثلما أملك مجموعة في القصة القصيرة أعمل على تنقيحها بين الحين والآخر، ومجموعة من قصص الأطفال وأعمال مسرحية ستنشر قريبا بإذن الله..
قد يتساءل القارئ: لماذا لا أختار لونا واحدا؟ أقول: إني أرى الأدب واحدا.. فالأدب هو المسرح، هو الرواية، هو الشعر، هو القصة.. فأنا كلما فكرت في أخذ قسط من الراحة أثناء عمل روائي أكون بصدد تأليفه، تخطر ببالي قصة أو قصيدة، ثم أعود مسرعة إلى أبطال روايتي، لأني غالبا ما أكون قد تركتهم عالقين في أحد المواقف الصعبة..نعم.. أعود إليهم لأقدم لهم الدعم، وأخرجهم من الوضع الذي تركتهم فيه عالقين.
الأستاذة والقاصة والروائية أمينة برواضي، شكرا على سعة صدركم وعلى هذا السفر التربوي والأدبي، وأرجو لكم التوفيق والسداد في مسيرتكم الإبداعية.
مودتي وتقديري لمجهوداتكم، بارك الله فيكم دكتور، ووفقكم في كل ما تصبون إليه.. مسيرة موفقة بإذن الله.
عن تربويات
0 تعليقات
السلام عليكم و مرحبا بكم يمكنكم التعليق على أي موضوع ،شرط احترام قوانين النشر بعدم نشر روابط خارجية سبام أو كلمات مخلة بالآداب أو صور مخلة.غير ذلك نرحب بتفاعلكم مع مواضيعنا لإثراء الحقل التربوي و شكرا لكم.