ملاحظات مترشح حول مباراة التفتيش 2018 الخاصة بالثانوي التأهيلي
1- غياب الإطار المرجعي:
أصدرت وزارة التربية الوطنية المذكرة رقم 115x18 بتاريخ 20 يونيو 2018 المنظمة لمباراة التفتيش الخاصة بالثانوي التأهيلي، في حين أغفلت إصدار إطار مرجعي خاص بكل تخصص يحدد بوضوح مجال المعارف التي سيمتحن فيها المترشحون. فهل يعقل أن يُمتحن أساتذة الرياضيات مثلا في كل المعارف، التي لاحدود لها؟ ولو امتحن فيها واضع الامتحان نفسه ماتوفق فيها إلا أن يسعفه الحظ بأن يجد نفسه أمام معارف ركز عليها دون غيرها في تهييئه للمباراة، فهل يعتبر توفقه في هذه الحالة دليلا على تفوقه واستحقاقه دون غيره؟
فأين معايير الوضوح والشفافية المفروضة في أساتذة مكونين في مركز تكوين مفتشي التعليم؟! ولماذا يُترك الأمر لمزاجهم؟ وما موقع هذا من تحديد معايير التقويم التي تُطالَب بها الأطر التربوية في ممارستها الصفية في حين يَضرب بها واضعو هذه الاختبارات عرض الحائط؟!
وسأقتصر في الحديث اللاحق عن تخصص الإعلاميات.
2- سلم التنقيط.
غاب أو تم تغييب سلم التنقيط في المادة المرتبطة بالمعارف في تخصص الإعلاميات. وهذا الأمر يسائل مرة أخرى مبدأ الوضوح المفروض تحققه في مركز تكوين المفتشين تجاه المترشحين، ويثير الشكوك بخصوص تنقيط تمارين المادة، ولو قال قائل بأن سلم التنقيط سيوضع رهن إشارة المصححين فذلك لايشفع لنسيانه أو تغافله في مباراة وجب توفر كل عناصر الشفافية والوضوح والمصداقية في إعداد موادها.
3- ديداكتيك مادة الإعلاميات:
المفروض في اختبار هذه المادة -وكل المواد- أن تتناول أسئلته مايرتبط بتدريس مادة التخصص، في حين طُرحت أسئلة عن برمجية Scratch في تخصص الإعلاميات والحال أنها غير مبرمجة في المقرر الدراسي، وجل أساتذة المادة لايعرفون عنها شيئا؟ ونفس الشيء يقال عن أسئلة عن برمجية Logo التي تدرس فقط بسلك الثانوي الإعدادي؟ أضف إلى ذلك أسئلة عن بنيات التكرار (structures répétitives) غير الواردة أصلا بالمقرر الدراسي لتلاميذ الجذوع المشتركة؟ والمكان الطبيعي لهذه الأسئلة الأخيرة، هناك في مادة المعارف العامة.
ومرة أخرى يحق التساؤل عن واضع (ي) هذا الامتحان، هل هو (هم) مطلع (ون) فعلا عما هو مقرر في المقررات الدراسية؟ وماعلاقة هذه الأسئلة بديداكتيك المادة؟ وماذا عن مسؤوليته(م) في هذا كله؟
4- مسألة الغش:
تواترت الأخبار تزعم التعاطي للغش في العديد من مراكز الامتحان، وهنا يطرح السؤال العريض عن مسؤولية الوزارة في ضمان تكافؤ الفرص بين كافة المترشحين والإجراءات اللازم اتخاذها لتحقيق ذلك، أم أن هذا الأمر لا يهمها في شيء ولا تجد حرجا في أن يستقبل مركزها لتكوين المفتشين مشاريع مفتشين غشاشين حتى قبل ولوجهم هذا المركز.
أخيرا:
في وقت تتعالى فيه أصوات المسؤولين بالتعبئة لإنجاح مشاريع الرؤية الاستراتيجية، نجد البعض منهم خارج التاريخ، ويؤدي العديد من ضحايا أطر التربية والتكوين ضريبة استهتار أولئك أو لامبالاتهم. فأين نحن من شعار ربط المسؤولية بالمحاسبة التي يصمون بها آذاننا؟ أم أن هؤلاء لا حسيب لهم ولا رقيب عليهم؟ وما مصداقية مثل هذه المباريات وما مصداقية مخرجاتها؟
إن هذا يقتضي فتح تحقيق نزيه في الموضوع وترتيب الجزاءات في حق كل المستهترين بأطر التربية والتكوين الساعين إلى المساهمة في الرقي بواقع حال منظومة التربية والتكوين، يأبى بعض مسؤوليها إلا أن يفرغوها من بعض معانيها، كما يقتضي أن تسند الأمور إلى أهلها وليس إلى العابثين بمستقبل نساء ورجال التربية والتكوين الذين يعقدون آمالا على هذه المباريات.
مترشح
0 تعليقات
السلام عليكم و مرحبا بكم يمكنكم التعليق على أي موضوع ،شرط احترام قوانين النشر بعدم نشر روابط خارجية سبام أو كلمات مخلة بالآداب أو صور مخلة.غير ذلك نرحب بتفاعلكم مع مواضيعنا لإثراء الحقل التربوي و شكرا لكم.