الامتحان المهني و الحريگ..."

الإدارة سبتمبر 16, 2018 أكتوبر 03, 2018
للقراءة
كلمة
0 تعليق
-A A +A

الامتحان المهني و الحريگ..."

الامتحان المهني و الحريگ..."


بقلم:ذ.سعيد التباع.
ها هو امتحان (الكفاءة) يمر كما يمر دائما،نفس الوجوه تقريبا،باستثناء بعض من أصبح لديهم "السن" القانونية لاجتيازه،بباب المركز و خارجه عناق حار بين أساتذة لم يروا بعضهم البعض لسنوات و أحيانا لعقود،سحنات و ملامح تغيرت كثيرا،هناك من أطلق لحاه و ارتدى ملابس فضفاضة،أتذكرهم سابقا كانوا "كاينوضو العجاجة فالما..!"،العديد كَوّنوا أسرهم فيما آخرون مازالوا "دياول ريوسهوم"..المركز كان غاصا بالمشرفين على التقاعد،شغل الشيب رؤوسهم،بخطاهم المتثاقلة،و ملامحهم التي تُجمع عن سخطهم على وضعيتهم،إجماع على أن هذا الامتحان غير "منصف"...

"الكفاءة هي عندما أدخل مستشفى و يقف الطبيب الذي درسته و يقبل رأسي و يدي..!"،هكذا صاح أحد شيوخ التعليم،تبقت له شهور فقط و تُهدى له زربية و رقعة "ضامة" مع كأس شاي بدون سكر،في انتظار الإفراج عن النتائج لعله يظفر بزيارة الديار المقدسة..!!
أستاذ آخر،يحكي عن ذلك التلميذ الذي درس لديه مؤخرا،فطرق بابه ذات مساء ليهديه "حقه" من القهوة الإيطالية و هاتف ذكي حديث الطراز و بعض الأواني،التلميذ السابق واقفا بسيارته الفارهة ذات الترقيم الخارجي،لم يحصل على شهادته الابتدائية،فاختار قارَبا أوصله إلى الضفة الأخرى،حيث جدارتك و كفاءتك ليست بتحليل نص أو وضع مراحل درس،و إنما بكفاءتك كإنسان،كمبادر،كشخص تُعطاك الفرص..! هذا الأستاذ تمنى لو عادت به السنين إلى الوراء،كان سيختار الهجرة إلى الفردوس المفقود،لعله يتخلص من الطباشير و إلى الأبد..!!
الحكامة،العدالة،الإنصاف،لا بد أن تطال المدرس أيضا و ليس المدرسة فقط،البَنّاء عندما توفر له جميع لوازم البناء،و لكن لما تُزمجر في وجهه و تعامله كخادم و ليس بِبَنّاء،فكن حَذِراً من سقوط ذلك الجدار فوق رأسك..!! فمن يبني الوطن و المواطنين يعاني،و أحياناً في صمت،فحذار ثم حذار من "تحقير" البُناة..!!
بين مرارة "الكفاءة" و غصة الحريگ،ستبقى شهور ما أطولها في انتظار النتائج،ستبدأ الأحلام و المشاريع،سرعان ما ستنهار لدى العديد في تلك اللحظة التي تُحمل فيها الهواتف بأيادٍ ترتعش للاطلاع على اللوائح..!!
يا سادة! يا من يدعو للإنصاف و العدالة في المدرسة و محيطها،يا من يدعونا لعلاج السلوك "اللامدني" بمؤسساتنا،ألم يحن الوقت لإنصاف المدرس؟! ألٓم يحن الوقت لسلوك متحضر و عقلاني و "مدني" للأستاذ؟؟!! متى يتخلص الميدان من الفوارق؟ أليست هناك حكامة لذلك..؟!!
في انتظار ذلك،متمناتي بالتوفيق للجميع،و دمنا أسرة متآزرة رغم كل شيء...

شارك المقال لتنفع به غيرك

إرسال تعليق

0 تعليقات


 

  • انشر مواضيعك و مساهماتك بلغ عن أي رابط لا يعمل لنعوضه :[email protected] -0707983967او على الفايسبوك
     موقع الأساتذة على  اخبار جوجل - على التلغرام : المجموعة - القناة -اليوتيب - بينتريست -
  • 1141781167114648139
    http://www.profpress.net/?m=0